تقرير: معن الريماوي
قبل نحو خمسة أشهر، نصب راعي أغنام اسرائيلي خيمًا بمحاذاة الطريق الاستيطاني الذي شقه الاحتلال قبل عام ونصف، في منطقة القسطل التابعة لقرية جيبيا شمال رام الله. لتكون بمثابة منصة له، لتنفيذ اعتداءاته على المزارعين، وترويعهم، ومنعهم من الوصول لأراضيهم، بقوة السلاح.
"هو وضع أيضًا ليكون "حارسًا على تلك الأراضي التي صودرت"، قال نائب رئيس مجلس قروي جيبيا فخر الدين شلش.
تلك الطريق التي شقها الاحتلال، امتدت من أمام مستوطنة "حلميش" وصولا للقرية، في مسافة تصل لـ 3 كم، سلبت ما يقارب 4000 دونم، تعود ملكيتها لأهالي قرية جيبيا، وأم صفا، وبرهام شمال المدينة، بحجة أنها منطقة أمنية. تلاها زيارات ميدانية من قبل مستوطنين، ومن بينهم الراعي، وجنود الاحتلال للمنطقة، وبعدها نصبت الخيام.
وقال شلش "لاحقًا، وهذا ما نعتقده ونخشاه، أن تتطور تلك الخيم، وتصبح مستوطنة تمتد مساحتها على مئات الدونمات، وتزداد مع الوقت، وهذا هدفهم".
وتابع "منذ خمسة أشهر وحتى اللحظة، لم يتزحزح الراعي من مكانه، ولم يغادر خيمته أبدًا، ينتظر ويترقب المارين ليعتدي عليهم، ويهددهم بالسلاح بعدم الاقتراب والعودة مرةً أخرى، فيما بعد، انضم اليه مستوطنان آخران".
"في السابق، كان يتنقل بين الجبال والوديان، بحجة أنه يسوق أغنامه لترعى، ولكنه يكن العداوة للفلسطينيين، فلم يسلم منه لا البشر ولا الشجر ولا الحجر، ويعتدي على المزارعين، جميع أهالي المنطقة يعرفونه"، قال شلش.
وأعرب عن اعتقاده أن كل هذه الإجراءات تأتي ضمن مخطط استيطاني، يهدف لإنشاء تجمع استيطاني كبير يضم مستوطنات شمال غرب رام الله، وربط بعضها بعضا.
وأضاف، "رفعنا قبل عدة أشهر قضية لمحكمة بيت إيل الاحتلالية، مرفقة بالأوراق الثبوتية بملكية الأراضي، وأن المستوطنين ليس لهم أحقية فيها، ولا رد لغاية الآن".
حاتم أبو زيادة (49 عاما) من قرية جيبيا، هو واحد من المزارعين الذين اعتدى عليهم ذلك الراعي المتطرف.
يقول أبو زيادة، "قبل 3 أشهر، توجهت أنا وزوجتي، وابنتي بالسيارة لأرضي التي تبلغ مساحتها 8 دونمات في القسطل. حينها لم نستطع أن نصل للمنطقة المذكورة، لأن الطريق كانت مغلقة بالحجارة والتراب. أوقفت السيارة، وإذا بالمستوطنين يلقون وابلا من الحجارة علينا، أصيبت زوجتي، وابنتي برضوض، وكُسر زجاج السيارة. واقترب الراعي، وبدأ يتحدث بالعبرية، وضربني على وجهي، ثم رحلوا".
وكان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف قال في تصريح سابق إن حكومة الاحتلال تستهدف الاستيلاء على أكثر من 4000 دونم، بهدف ربط مستوطنة "حلميش" مع مستوطنة "عطاريت" من جهة، و"نحلئيل" من جهة أخرى، وإعلانها أراضي دولة،ثم ربطها مع المستوطنات الواقعة في المنطقة الغربية مع أراضي الـ 48، ومع طريق 443 الواصلة الى القدس، لتشكيل رأس استيطاني يصل الى منطقة عطارة بالقرب من رام الله، وبيرزيت، ليفصل المدينة عن تجمعاتها الريفية بالكامل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها