طالب وكيل وزارة الاعلام محمود خليفة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بالعمل الجاد والفاعل لإعمال قرارات الأمم المتحدة، وما صدر من قرارات عن "اليونسكو" تجاه إسرائيل؛ الدولة المحتلة للإرث الحضاري الإنساني الفلسطيني.
وأكد خليفة في رسالة وجهها للمديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا، تسلمها في مقر اليونسكو في رام الله، لودفيكو كولابي، ظهر اليوم الجمعة أن دولة الاحتلال تتعامل باستهتار مع المنظومة الدولية ما يهدد الامن والسلم العالميين.
وأضاف أن إستعار الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في القدس هدفها لفت الانظار عن قرارات "اليونسكو" الأخيرة، والتي أكدت بشكل واضح عدم قانونية الإجراءات الإسرائيلية في القدس .
وقال: لقد تابعنا باهتمام بالغ ردود فعل دولة الاحتلال "إسرائيل" على قرار اليونسكو، ولم تقف عند حد مهاجمة منظمتكم وكل الدول التي دعمت قرار المنظمة حول القدس؛ بل صاغ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو القرار حسب رؤيته المتعالية المتطرفة، التي لا تريد للعالم أن يسمع سوى صوته، وبات العالم يعرفها جيداً.
وأضاف خليفة: وللأسف على غير المعتاد، استمعنا لتصريحات على لسانكم كمدير عام لهذه المنظمة الهامة وكنا نأمل أن نستمع لموقف مُعلن منكم على قيام "ناشونال جيوغرافيك إسرائيل" بتوزيع خريطة عبثية تمس مشاعر المسلمين في كل أنحاء الكون".
وأضاف: إن قرارات "اليونسكو" الأخيرة والتي نثق ونقدر دورها، ما هي سوى ترجمة لقرارات الأمم المتحدة عبر هيئتيها الجمعية العامة ومجلس الأمن: أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 2253 يوم 4 تموز 1967، والقرار رقم 2254 بتاريخ 14 تموز 1967؛ القاضيان بمطالبة إسرائيل الإمتناع عن تغيير طابع مركز القدس، وعدم اتخاذ أي تدبير أو إجراء لتغيير معالم القدس، وإلغاء جميع التدابير المتخذة لتغيير الوضع القانوني لمدينة القدس. وقرار مجلس الأمن رقم 252 بتاريخ 21 /5 / 1968 حيث اعتبر جميع الإجراءات الإدارية والتشريعية والأعمال التي قامت بها إسرائيل في القدس باطلة، ودعاها إلى الإمتناع عن اتخاذ أية إجراءات شبيهة في المستقبل.
وذكَّر خليفة بأن حكومة الاحتلال تسعى لتحويل الصراع إلى حرب دينية، للفت الانظار عن أكبر سرقة في التاريخ الانساني يقوم به الاحتلال ومؤسساته منذ حزيران 1967 وحتى اليوم، من خلال سرقة مؤسسات ودولة ومجتمع وتراث.
وأردف: ولعلكم استمعتم لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إنه سيشارك شخصيًا في الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك، وهي إعلان واضح وصريح بمخالفة وانتهاك صارخ وفاضح لاتفاقيات لاهاي الرابعة لعام 1907، واتفاقيات جنيف لعام 1949، وبروتوكولها لعام 1977، واتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية لعام 1954 وبروتوكولاتها، والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وأردف خليفة: واليوم، نشهد إجراءات وصور أخرى لمخالفات إسرائيل للقانون الدولي بطابع فني، من خلال ما يسمى مسرح "هبيما" الذي قرر تقديم عروض مسرحية في المستعمرات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 5 حزيران 1967، بدعم ما يسمى وزيرة الثقافة الاسرائيلية "ميري ريغيف" التي ندعوكم ومن موقعكم إلى التوقف عند مفاهيمها العنصرية، فقد حددت معايير جديدة لدعم المسارح ماليًا، ومعاقبة المسارح التي ترفض تقديم عروضها في المستعمرات المقامة على الأراضي الفلسطينية غصباً وبفعل سطوة القوة؛ وهي الوزيرة ذاتها التي انسحبت مؤخرا من احتفال فني لوجود أغنية كتبها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش!.
وختم خليفة رسالته بالتأكيد على ثقة الشعب الفلسطيني بصوابية مواقف اليونسكو التي تسير على ميثاق يواجه التحديات الأخلاقية المستجدة، مضيفا: ونظن أن ممارسات الاحتلال واحدة منها، باعتبار إسرائيل ترتكب الفظائع اليومية، وتمارس التمييز، وتستغل الفن والثقافة، والرياضة والعلم، لتمرير إرهابها وتزوير كل هوية فلسطينية، ويطال هذا السطو كل شيء: الحجارة، الأزهار، الطيور، الأطباق، الأزياء الشعبية والأغاني التراثية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها