بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية لليوم الثلاثاء 2-7-2019
*رئاسة
الرئيس يستقبل بعثة وزارة التربية والتعليم الكويتية
استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عبَّاس، مساء يوم الاثنين، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، بعثة وزارة التربية والتعليم الكويتية، برئاسة الوكيل المساعد للشؤون الإدارية والتطوير الإداري السيد فهد عبد الرحمن الغيص.
ورحَّب سيادته بالوفد الكويتي الشقيق، مؤكّدًا على عمق العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين الفلسطيني والكويتي، ومشيدًا بالمواقف التاريخية لدولة الكويت أميرًا وحكومة وشعبًاً في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأشار الرئيس، إلى أنَّ المعلم الفلسطيني الذي سيذهب للعمل في دولة الكويت الشقيقة سيكون جسرًاً لتعزيز العلاقات الأخوية، ونقل صورة فلسطين المشرقة، مثمّنًاً زيارة وفد وزارة التربية والتعليم الكويتية، واهتمامها بالتعاقد مع المعلم الفلسطيني المشهود له بالكفاءة والتميز.
بدوره، أشاد رئيس الوفد الكويتي بالحفاوة التي حظي بها الوفد في فلسطين، والتي تدلّ على محبة الشعب الفلسطيني وتقديره للكويت ومواقفها تجاه الشَّعب الفلسطيني.
وحضر اللقاء، وزير التربية والتعليم مروان عورتاني، ورئيس ديوان الرئاسة انتصار أبو عماره، ووكيل الوزارة بصري صالح، وطاقم وزارة التربية والتعليم.
*مواقف "م.ت.ف"
عريقات يدعو لحشد الدعم الدولي لمواجهة المشروع الاستعماري في القدس وتأمين الحماية الدولية
دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، يوم الاثنين، الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة واستخدام الثقل السياسي والاقتصادي المطلوب لحشد الدعم والجهود الدولية ضد المشروع الاستيطاني الإجرامي في القدس، وتعزيز فرض العقوبات على الاحتلال الإسرائيلي وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني قبل أن يسيطر العنف والتطرف على المنطقة برمتها.
جاء ذلك في رسالة رسمية وجهها أمين سر اللجنة التنفيذية بالنيابة عن الشعب والقيادة الفلسطينية إلى أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، شرح فيها أشكال وآثار العدوان الإسرائيلي الممنهج والمتواصل على فلسطين، وبشكل خاص على عاصمتها القدس المحتلة، والذي يتصاعد بشكل خطير ضد المدينة وسكانها المقدسيين، بهدف محو هويتها التاريخية العربية الفلسطينية المسيحية والإسلامية وإلغاء الوجود الفلسطيني فيها.
وأكد أنه و"بدعم مطلق من إدارة ترامب، تنسق حكومة الاحتلال مع بلديتها غير القانونية ومستوطنيها الإرهابيين ممارساتها الاستعمارية غير القانونية والوحشية من اقتحامات متكررة ومنظمة للمسجد الأقصى المبارك بحماية جيش الاحتلال، واجتياح القرى وإرهاب مواطنيها، وإصابة أكثر من 100 فلسطيني في نهاية الأسبوع الحالي فقط في قرية العيسوية بسبب هجمات قوات الاحتلال الإرهابية للقرية، وقتل الشهيد الشاب محمد سمير عبيد بدم بارد واحتجاز جثمانه، ووضع الخطط لتشييد "التلفريك" لصالح تربح المستوطنين من السياحة المضللة التي تقودها حكومة الاحتلال لإيهام العالم أن القدس الشرقية تخضع للسيادة الإسرائيلية وأنها جزء من "القدس الموحدة"، في الوقت الذي يستعد فيه المستوطنون الإسرائيليون للسيطرة على مبنيين تابعين للبطريركية الأرثوذكسية، وهدم المنازل وتشريد سكانها قسراً وسرقة الأرض وتوسيع الاستيطان وفرض المزيد من القيود في وجههم في أكبر عملية تطهير عرقي يواجهها المقدسيون من أجل تهويد المدينة وإفراغها من سكانها الأصلين".
وتابع: " وبعد أن تمّ استقبال المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات في ورشة عمل المنامة التي عُقدت رغم إرادة الشعب الفلسطيني، باعتبارها جزءًا من إستراتيجية كبرى لضمان ديمومة الاضطهاد والاحتلال والاستعمار والحرمان من الحقوق السياسية لأرض فلسطين وشعبها، يقف مبعوث الرئيس ترامب على بعد أمتار قليلة من المسجد الأقصى المبارك، لافتتاح مشروع جديد لصالح المستوطنين الإسرائيليين في القدس المحتلة ينضم إليه جوقة من المستوطنين يتصدرهم السفير الأميركي في إسرائيل وعدد من المسؤولين الإسرائيليين".
وأعرب عريقات عن الإدانة الفلسطينية الشديدة لهذا الانتهاك الصارخ للشرعية الدولية الذي يعتبر جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي، وندد بالسلوك الاستفزازي غير المسبوق والمدبّر من قبل حكومة الاحتلال بالتنسيق مع إدارة ترامب لتعزيز سيادة إسرائيل على المدينة المقدسة وتطبيع استعمارها غير القانوني وإدامة الاحتلال والقضاء على مبادرة السلام العربية، واعتبره استفزازاً مدروساً لمشاعر الملايين من المسلمين والمسيحيين حول العالم.
وأضاف، "إن جهود إدارة ترامب التي تسعى فقط إلى تعزيز الرخاء والازدهار للمستوطنين تعزز نظام الفصل العنصري والمشروع الاستيطاني الاستعماري المفروض في فلسطين، من أجل إقامة إسرائيل الكبرى، وهذا تحديداً ما يحصل اليوم في تدشين المشروع الاستيطاني الجديد برعاية جرينبلات وفريدمان على مشارف المسجد الأقصى المبارك".
وحذّر عريقات "أن القدس في خطر محتم، ومقدساتنا تقع تحت التهديد الإسرائيلي في الوقت الذي تستعد فيه حكومة الاحتلال بدعم أميركي، لضم المزيد من الأرض المحتلة في مخالفة صارخة للقانون والشرعية والدولية، وأنه لم يعد خافياً على أحد ما تقوم به إدارة ترامب لإرضاء الشهية الاستعمارية للمشروع الصهيوني، وهو ما يتطلب اتخاذ مواقف عملية فورية قبل فوات الأوان".
*فلسطينيات
برعاية وحضور اشتية: توقيع اتفاقية مع دول من الاتحاد الأوروبي بقيمة 22 مليون يورو لدعم التعليم
وقَّعت الحكومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، مع مركز التنسيق لشركاء التمويل المشترك في قطاع التعليم، اتفاقية دعم المرحلة الثالثة من برنامج التمويل المشترك (JFA III) بقيمة 22 مليون يورو.
ووقَّع الاتفاقية، عن الجانب الفلسطيني وزير المالية شكري بشارة، ووزير التربية والتعليم مروان عورتاني، وعن المانحين ممثل ايرلندا لدى فلسطين جوناثان كونلون، وممثلة فنلندا لدى فلسطين آنا كايسا هايكنين، ونائب ممثلية النرويج لدى فلسطين أوني رامبول، ومدير مكتب بنك التنمية الألماني في فلسطين جوناس بلوم.
وقال رئيس الوزراء، حسب بيان لمجلس الوزراء، "أقدم الشكر للشركاء في الاتحاد الاوروبي فنلندا وايرلندا والنرويج وألمانيا على هذا التمويل المشترك لدعم قطاع التعليم بقيمة 22 مليون يورو، حيث يأتي استكمالا للتمويل لهذه الدول ليصبح المجموع منذ عام 2010 حوالي 150 مليون يورو".
وأضاف اشتية: "يأتي هذا التمويل في الوقت المناسب في ظل اشتداد الازمة المالي التي نواجهها، من أجل تعزيز الإستراتيجية الوطنية في التعليم، لأن التعليم بالنسبة لنا هو إستراتيجية بقاء".
بدوره قال ممثل ايرلندا كونلون: "يأتي هذا الدعم لتحسين جودة التعليم، من منطلق حق الإنسان في التعليم، والتماشي مع خطط التنمية المستدامة، ولنؤكد على دعمنا لحل الدولتين، وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، ونتطلع الى المزيد من التعاون المشترك في هذا الإطار".
وتعد هذه الاتفاقية المرحلة الثالثة من برنامج التمويل المشترك (JFA III) بقيمة 22 مليون يورو، حيث تهدف لمواصلة دعم وتطوير وإصلاح قطاع التعليم في فلسطين، بما يتماشى مع أجندة السياسة الوطنية 2017- 2022، ودعم تنفيذ الخطة الإستراتيجية لقطاع التعليم مع التركيز على التعليم العام.
يذكر أن برنامج التمويل المشترك هو آلية تمويل تم إنشاؤها في عام 2010، لتوفير مصدر للتمويل لدعم ميزانية التنمية في وزارة التعليم.
*إسرائيليات
نتنياهو يعين أمسالم وزيرًا للاتصالات
أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الليلة الماضية، عن تعيين دافيد أمسالم وزيرًا للاتصالات بعد استقالة أيوب قرا من المنصب نفسه.
ويعتبر أمسالم من قيادات حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، كما أنَّه كان رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست المنحل.
وأجبر نتنياهو على تعيين وزير بدلًا من قرا، بعد أن تقدمت جهات عدة للقضاء بهدف منعه من الاحتفاظ بنفسه للحقيبة الوزارية بسبب شغله أكثر من حقيبة. خاصةً وأن شبهات فساد تحوم حوله يتعلق بعضها بقضايا خاصة بوزارة الاتصالات.
الاحتلال يعتقل "29" مواطنًا من الضفة
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، "29" مواطنًا من محافظات الضفة الغربية، منهم "15" شابًا وفتى من القدس، وسبعة طلاب من جامعة بيرزيت، واثنان من الخليل، واثنان من قلقيلية، بالإضافة إلى براء سائد أبو عليا من سلفيت، ومحمد جمال العمور من بيت لحم، وبلال العنابي من رام الله.
*عربي دولي
الجامعة العربية تحذر من النتائج الخطيرة لاستمرار الحفريات الإسرائيلية في القدس
أدانت جامعة الدول العربية إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على افتتاح نفق ما يسمى "طريق الحجاج" أسفل بلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة، باتجاه المسجد الأقصى المبارك، والذي شارك في افتتاحه سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، والموفد الأميركي الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات بدعوة من جمعية العاد" الاستيطانية"، ما يؤكد الانحياز المطلق والتبني الكامل للإدارة الأمريكية لهذه المشاريع الاستيطانية التهويدية خلافاً للإجماع والشرعية الدولية.
وحذر الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي من النتائج والتداعيات الخطيرة التي ستترتب على استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالحفريات في مدينة القدس المحتلة.
وأكَّد في بيان له، يوم الاثنين، عدم شرعية هذه الإجراءات الاستيطانية العنصرية، والتي تعد انتهاكًا لجميع قرارات الشرعية الدولية والقوانين والمعاهدات والاتفاقيات الموقعة، والرفض المطلق لجميع المحاولات الإسرائيلية الرامية لتغيير هوية البلدة القديمة للقدس المحتلة وطابعها، خصوصاً الحرم القدسي الشريف والمواقع الإسلامية والمسيحية الملاصقة له.
وشدَّد أبو علي أن هذه الممارسات الإسرائيلية تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، الذي يعتبر القدس مدينة محتلة وتراثًا إسلاميًا خالصًا لا حق لغير المسلمين فيه حسب قوانين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو".
كما طالب بوقف جميع الحفريات الإسرائيلية غير القانونية في البلدة القديمة للقدس والتي تتعارض بشكل صارخ مع المعايير الدولية المعتمدة. وطالب بضرورة تدخل المجتمع الدولي والنهوض بمسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية لوقف هذه الممارسات العنصرية، والتأكيد على ضرورة احترام وضع القدس الشرقية كجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، الخاضعة لأحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
*أخبار فلسطين في لبنان
الأحمد يلتقي فعّاليات لبنانيَّة
التقى عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب في البرلمان اللبناني أسامة سعد، وذلك في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت اليوم الثلاثاء 2019/7/2.
وحضر اللقاء، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات.
وجرى خلال اللقاء، استعراض الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وآخر تطورات القضية الفلسطينية، والتصعيد الإسرائيلي الخطير بحق أبناء شعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية، خاصة في مدينة القدس.
وأكد الأحمد الموقف الفلسطيني الرسمي والشَّعبي الرافض لكل ما يحاك ضد قضيتنا وحقوقنا الوطنية، معتبراً أن ورشة المنامة هي حلقة من حلقات صفقة القرن التي تحاول الإدارة الأميركية فرضها على الشَّعب الفلسطيني والأمة العربية عن طريق تصفية القضية الفلسطينية وإقامة إسرائيل الكبرى.
وشدد على أنَّ شعبنا لن يقبل تمرير مثل هذه الصفقات على حساب حقوقه وثوابته الوطنية، مؤكداً أنَّ الموقف الفلسطيني الذي يعبِّر عنه الرئيس محمود عباس أسقط هذه المحاولات المشؤومة قبل أن ترى النور.
بدوره، جدد سعد رفضه وإدانته لصفقة القرن وخطة التحرك الأميركي لفرض الاستسلام، مثمناً موقف الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية في تصديهم ودفاعهم عن حقوق الشَّعب الفلسطيني.
وأكد التفاف جميع الأحرار والشرفاء في الأمة العربية وأنحاء العالم حول الموقف والحق الفلسطيني الذي يواجه المحاولات الأميركية الإسرائيلية في إنهاء المشروع الوطني الفلسطيني.
كما التقى الأحمد بحضور السفير دبور وأبو العردات، الأمين العام للحزب الشِّيوعي اللبناني حنا غريب، حيث جرى البحث في آخر المستجدات على الساحتين العربية والفلسطينية.
وتمَّ التأكيد خلال اللِّقاء على ضرورة توحيد الجهود الفلسطينية والعربية لمواجهة المشروع الأميركي- الإسرائيلي الهادف إلى السيطرة على مقدرات الأمة العربية وشطب القضية الفلسطينية.
كذلك تمَّ التأكيد على تنسيق الجهود المشتركة بين حركة "فتح" والحزب الشيوعي لمواجهة المؤامرة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإقامة إسرائيل الكبرى على حساب الحقوق العربية والفلسطينية.
في سياق آخر، التقى الأحمد رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري، وتمَّ البحث في الأوضاع الفلسطينية وما تتعرض له القضية الفلسطينية في ظل المحاولات لإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني.
وأكّد الأحمد تصدي شعبنا وقيادته لهذه المحاولات والوقوف سداً منيعاً للحيلولة دون تنفيذها.
بدوره، أكد البزري دعم الشَّعب اللُّبناني لحقوق الشَّعب الفلسطيني، ووقوفه إلى جانب نضال شعبنا لاستعادة حقوقه الوطنية، مشيداً بالموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي في التصدي لصفقة القرن والمؤامرة الأميركية الإسرائيلية.
*آراء
على هامش تأبين ورشة البحرين، السياسة فن الممكن... ولكن؟؟| بقلم: أنور رجب
عند الحديث حول مفهوم السياسة تقفز دائماً مقولة "السياسة فن الممكن"، وفي الغالب تقترن هذه المقولة بشكل أو بآخر بمصطلحات مثل المرونة والمناورة والمراوغة والواقعية، وفي ذات الوقت تشير إلى الابتعاد عن المواقف الحاسمة والقاطعة، وهذا القول إلى حد بعيد فيه الكثير من الوجاهة في فهم هذه المقولة. وقد اختلفت آراء العديد من الكتاب وأصحاب الرأي والعاملين في الشأن السياسي العام في فهم وتفسير هذه المقولة والموقف منها، فيرى البعض أنها تحمل معاني سلبية ذات علاقة بالانهزامية والانتهازية والخيانة والتفريط وتقديم التنازلات، والبعض الآخر يرى فيها المرادف للواقعية، والقيام بما هو ممكن وفقاً للمعطيات والوقائع والمعادلات التي تفرض نفسها في كل قضية. ولكن، ما علاقة هذه المقولة بورشة البحرين؟
الإجابة بكل بساطة، أن أصواتاً بعضها خافت وبعضها خائب وبعضها هامس أو صامت عن قصد، كانت ترى في الموقف الحاسم والقاطع للرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية برفض هذه الورشة ومقاطعتها شكلاً من أشكال الجمود والتهور السياسي وربما "الانتحار السياسي" بوصفه رفض الانحناء أمام العاصفة الترامبية، ولم يتجنب غضب الأطراف المشاركة عرباً وعجماً، خاصة في ظل الواقع الشائك والمعقد الذي تمر به السلطة الوطنية الفلسطينية تحديداً في الجانب المالي بفعل العقوبات الأميركية بوقف المساعدات والقرصنة الإسرائيلية على أموال المقاصة، والتثاقل العربي في توفير شبكة الأمان المالية، ومن وجهة نظر هؤلاء فإن الحضور الفلسطيني كان من شأنه أن يقود إلى تخفيف الضغط الواقع على القيادة الفلسطينية، وفتح الباب أمام معالجة الموضوع الاقتصادي وحلحلة الأزمة المالية، وفي الوقت نفسه فإن الرفض الفلسطيني يكون أكثر قوة من داخل الورشة، ويضع المشاركين أمام الأمر الواقع الفلسطيني، ويبرر هؤلاء موقفهم بأن الورشة لا تناقش الموضوع السياسي ولا أجندة سياسية لها، وتقتصر على الموضوع الاقتصادي الذي هو مصلحة فلسطينية على حد زعمهم، وعليه فهم يطالبون الرئيس والقيادة بالواقعية السياسية وإبداء مواقف أكثر مرونة في التعاطي مع ورشة البحرين، وبالطبع يستحضرون هنا مقولة "السياسة فن الممكن"، ولكن بمفهومها التخاذلي والانهزامي.
من المعروف أن أي عملية سياسية يقاس نجاحها أو فشلها بنتائجها ومخرجاتها، وعلى هذا المستوى فإن موقف الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية من تلك الورشة هو من قاد إلى فشلها وتأبينها لأنها بالأساس "ولدت ميتة" كما وصفها الرئيس أبو مازن، وبالتالي فالنتيجة عززت من صوابية الموقف الفلسطيني، هذا من حيث المبدأ، أما من حيث التفاصيل والوقائع والمؤشرات التي تؤكد فشل هذه الورشة، ودون الإسهاب فيها، فقد أشارت مقالات عدة في "الحياة الجديدة" إلى ذلك. أما أن الورشة تقتصر على قضايا اقتصادية ولا أجندة سياسية لها، فيكفي الاستماع لمحاضرة "كوشنير" التي أكد فيها مواقف الإدارة الأميركية السابقة واللاحقة في قضايا القدس التي تعمد إغفال ذكرها، والمستوطنات التي شرعنها بتسميتها مدنا، حتى أنه لم يذكر اسم فلسطين، ولا الدولتين، ولم يشر لمصطلح الاحتلال، إذاً هذه الورشة من ألفها إلى يائها سياسية بامتياز وهدفها الرئيس هو تصفية القضية الفلسطينية فقط لا غير.
وبالعودة لمقولة "السياسة فن الممكن"، فكلنا يعي ويعرف أن هذه المقولة ركن أساسي في إستراتيجية الرئيس أبو مازن، وهو أب الواقعية السياسية الفلسطينية، ولكن الواقعية التي لا تعني في تطبيقاتها العملية القبول بكل ما يعرضه الآخرون، كما لا تعني الاستجابة والإذعان للواقع البائس الذي يصنعه الآخرون بقوتهم وجبروتهم، وهي المعادلة التي حاول ترامب وفريقه ومعه إسرائيل ومن سار في ركبهم أن يفرضوها على الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية.
المرونة والواقعية التي طغت على سياسة واستراتيجية الرئيس أبو مازن التي أصبحت صفة ملازمة له وفق مقولة "السياسة فن الممكن"، والتي لطالما كانت محط انتقاد الكثير من العدميين والمتنطعين باعتبارها تفريطًا وتقديم تنازلات، كانت تتم في اطار الدوائر المفتوحة التي تسمح بدرجة عالية من المرونة، من حيث القيام بما هو ممكن دون تجاهل الوقائع على الأرض وبقراءة عميقة وموضوعية لخريطة العلاقات والمصالح الإقليمية والدولية، وبالتالي وضع الخطط والسياسات التي يمكن تحقيقها بما يخدم الهدف الاستراتيجي الذي يعني عدم المساس بالثوابت الفلسطينية، التي تقع ضمن ما يمكن أن نسميه بـ "الدوائر المغلقة" التي تقبل ولا تسمح بأي درجة من المرونة أو المناورة، وتحتاج إلى مواقف حاسمة وقاطعة، وهو ما ينطبق على ورشة البحرين وصفقة العصر. وبالنتيجة النهائية نجد أن التطبيق العملي لمقولة "السياسة فن الممكن" في إستراتيجية الرئيس أبو مازن تمثل القاعدة الذهبية التي توازن بين المرونة والواقعية "الدوائر المفتوحة" من جهة، وبين المواقف الحاسمة والقاطعة "الدوائر المغلقة" من جهة أخرى، والإمساك بالخيط الرفيع الذي يربط بينهما.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها