بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الأربعاء 3-7-2019
*رئاسة
¬ الرئيس يُعزِّي بوفاة نجل حاكم الشارقة
عزَّى رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، مساء يوم الثلاثاء 2-7-2019، رئيسَ دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بوفاة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي، نجل حاكم الشارقة.
كما قدَّم السيّد الرئيس التعزية لحاكم الشارقة د.سلطان بن محمد القاسمي، بوفاة نجله.
وأعرب سيادته، في برقيات التعزية، عن صادق العزاء والمواساة، سائلاً الله العلي القدير أن يتغمَّد الفقيدَ بواسع رحمته ويُسكنَهُ فسيح جنّاته، وأن يُلهِمَ أهله وذويه الصبر والسلوان.
*فلسطينيات
¬ لأوّل مرّة في فلسطين: انطلاق فعاليات مؤتمر "سيباد" الرابع
انطلقت في مدينة أريحا، اليوم الأربعاء، فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر "سيباد" للتعاون بين دول شرق آسيا من أجل التنمية الفلسطينية، الذي تستضيفه فلسطين للمرة الأولى، حيثُ من المقرَّر افتتاحه رسميًّا يوم غدٍ الخميس في مدينة رام الله.
وافتتح وزير الاقتصاد خالد العسيلي، "اليوم التجاري لدول سيباد"، بحضور وفدٍ تجاري من إندونيسيا ورجال أعمال فلسطينيين، في فندق "اويسز" في أريحا، على هامش انعقاد المؤتمر.
وقال وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي: "هذا المحفل الاقتصادي يُشكِّل فرصة لتعزيز علاقات التعاون الاقتصادية والتجارية مع دول "سيباد"، وتقوية إمكانيات إقامة استثمارات مشتركة وتوسيع نطاق تعاوننا في مجالات الصناعة ودعم المنتج الوطني".
وحثَّ الوزير العسيلي المجتمعين على إقامة شراكات تجارية واستثمارية في مختلف قطاعات الاستثمار، والاستفادة من الامتيازات التي وفرتها الاتفاقيات الدولية التي وقعتها فلسطين مع مختلف بلدان العالم، خاصة في مجال الإعفاء من الجمارك.
كما استعرض الوضع الاقتصادي الراهن والحصار المالي والاقتصادي الذي تفرضه الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال، علاوةً على سياسات وإجراءات الاحتلال المتَّبعة للحد من تطوير اقتصادنا والاستثمار بمواردنا الطبيعية، وأضاف: "نُعوّل على دعمكم ودوركم في تطوير اقتصادنا ومواجهة التحديات المالية والاقتصادية، علاوةً على مساعدتنا في تنفيذ مشاريعنا الاستراتيجية الرّامية إلى توسيع القاعدة الإنتاجية وتعزيز صمود المواطنين والاستفادة من خبرات دول "سيباد" في تنمية الاقتصاد الفلسطيني".
*أخبار "م.ت.ف"
¬ وفاة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير السابق علي إسحاق
توفي، الليلة الماضية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السابق علي إسحاق.
وشغل المناضل إسحاق العديد من المواقع القيادية منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وكان مؤسّسًا وقائدًا في جبهة التحرير الفلسطينية، التي مثَّلها في العديد من المواقع والمحطّات النضالية والساحات المختلفة، من أجل حُرّيّة واستقلال شعبنا ونيل حقوقه بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وسيُشيّع جثمان الراحل إسحاق يوم غدٍ الخميس في مدينة رام الله.
*إسرائيليات
¬ وزير الزراعة في حكومة الاحتلال يقود اقتحاما جديدا للمسجد الأقصى
قاد وزير الزراعة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرِّف أوري اريئيل، اليوم الأربعاء ٣-٧-٢٠١٩، اقتحامًا استفزازيًّا جديدًا للمسجد الأقصى المبارَك، على رأس مجموعةٍ من المستوطنين، بحراسة مُشدّدة ومعزّزة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال.
وتواصل مجموعات من المستوطنين اقتحاماتِها المتتالية للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، منذ ساعات الصباح، حيثُ تُنفِّذ جولاتٍ مشبوهةً في المسجد وسط محاولات متكرّرة لإقامة طقوس وشعائر تلمودية فيه، والاستماع إلى شروحات حول أسطورة "الهيكل المزعوم" قبل مغادرة المسجد من جهة باب السلسلة.
¬ تواصل التظاهرات في (إسرائيل) احتجاجًا على مقتل شاب من أصول أثيوبية بنيران الشرطة
استؤنفت احتجاجات الإسرائيليين من أصول أثيوبية ومتضامنين معهم، في أعقاب مقتل شاب من أصول أثيوبية (18 عامًا) بنيران أطلقها عليه ضابط شرطة إسرائيلي في حيفا، الأحد.
وأغلق المحتجون شوارع ومفترقات طرق مركزية، ما أدى إلى ازدياد التوتر في أماكن التجمهر، في حين اعتقلت الشرطة الإسرائيلية التي أُصيبَ 3 من عناصرها خلال الاحتجاجات، 19 متظاهرًا.
وألقى مئات المحتجين، الحجارة على مركز شرطة في حيفا، وأضرموا النيران في إطارات مطاطية عند مفترقات عدة طرق، ما عطَّل حركة المرور في التقاطعات الرئيسة. كما أغلقت الشرطة شارعًا مركزيًّا في تل أبيب بعد احتشاد عدد كبير نسبيًّا من المحتجّين.
*عربي ودولي
¬ القيادات اللبنانية تُشيدُ بمواقف الرئيس في التصدّي لـ"صفقة القرن"
ثمَّنت القياداتُ اللبنانيةُ مواقفَ الرئيس محمود عبّاس الصلبة في التصدّي لـ"صفقة القرن"، التي أدّت إلى إجهاضها قبل ولادتها، وأفشلت إحدى حلقات المؤامرة ضد القضية الفلسطينية.
وأجرى الرئيس محمود عبّاس اتصالات مع رؤساء وقيادات لبنانية، تمَّ خلالها التداول في الأوضاع الراهنة في المنطقة، وتحديدًا ما يُعرف بـ"صفقة القرن"، والمخاطر التي تتركها على القضية الفلسطينية بشكل خاص والعربية بشكل عام، وتمَّ التوافق على ضرورة التصدّي للمؤامرة بكل الوسائل المتاحة، تأكيدًا على أنَّ البوصلة الحقيقية هي قضية فلسطين.
من جهته، شدَّد عضو "كتلة التنمية والتحرير النيابية" النائب محمد خواجة في برنامج "من بيروت" عبر تلفزيون فلسطين، على أنَّه "يُسجّل للموقف الفلسطيني بقيادة السيد الرئيس محمود عبّاس، الصلابة بوجه "صفقة القرن"، حيث صعّب الأمر على مَنْ كان يريد السير بها"، وأكَّد أنَّه "موضع تقدير، والجميع يراهن على ثبات وقوّة ووحدة هذا الموقف".
وقال: "لم يعد هناك مجال للتمييز بين الخيط الإسرائيلي والأميركي بسبب الانحياز التام من إدارة ترمب إلى جانب الكيان المحتل"، مشيراً إلى أنّه "يجب أنْ نبذل جهدًا لمخاطبة الرأي العام الدولي، فهناك جزء من العالم بدأ يتفهَّم عدالة قضية فلسطين، خاصّةً أنّ الموقف الغربي تحوَّل من احتضان إسرائيل، لصالح القضية الفلسطينية، وهناك اتجاهات لدى المسيحيين بأنّ إسرائيلَ هي عدوّة المسيحيين والمسلمين، وعلينا بالصبر، فالاحتلال لديه مشاكل بنيوية، والكيان الإسرائيلي قائم على فكرة الهجرة والاستيطان والتوسّع، ولا يمكنه مواجهة الشعب اللبناني والفلسطيني".
ونوّه النائب خواجة إلى أنَّ "أوّل شروط إيجاد حل للقضية الفلسطينية، إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى أرضهم، وهو هدف كلِّ فلسطيني".
وفي الشأن الداخلي اللبناني، لفت عضو "كتلة التنمية والتحرير النيابية" إلى أنَّ "مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد كان يتحدّث خلال زيارته لبنان باللغة العبرية، وسمع كلامًا مناسبًا من الرئيس بري بشأن الإصرار اللبناني على حقوقه الكاملة بالحدود البرية والبحرية، وأنَّ لبنان يرفض أيّة مفاوضات مع المحتل الإسرائيلي".
¬ السعودية تؤكِّد أنَّها ستظل رائدةً في دعم اللاجئين وأنَّ حقّ الفلسطينيين في العودة لا يسقط بالتقادم
جدَّد مجلس الوزراء السعودي، التأكيد على أنَّ المملكة ستظلُّ رائدةً في دعمها للاجئين الفلسطينيين.
وشدَّد مجلس الوزراء في جلسته اليوم الثلاثاء، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في قصر السلام بجدة، على مضامين كلمة المملكة أمام مؤتمر دعم وكالة "الأونروا" في نيويورك، وما اشتملت عليه من تأكيد على أنَّ "حق الفلسطينيين وذرياتهم في العودة إلى وطنهم غير قابل للتصرف، وهو من الحقوق الثابتة والراسخة ولا ينقضي بمرور الزمان ولا يسقط بالتقادم، لأنه حق إنساني وأخلاقي، وحق قانوني وسياسي كفلته القرارات الدولية".
*أخبار فلسطين في لبنان
¬ الأحمد يلتقي فعالياتٍ لبنانيَّةً
التقى عضو اللجنتَين التنفيذية لـ"م.ت.ف" والمركزية لحركة "فتح" عزّام الأحمد، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بحضور سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور.
ونقلَ الأحمد تحيّات الرئيس محمود عبّاس والشعب الفلسطيني لسماحته، وتقديرهم الكبير للبيان الذي أصدره قبل أيام وعبّر فيه عن رفض صفقة القرن والمخطّط الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، وما تفرّع عنها، وورشة المنامة الاقتصادية التي نظّمتها الإدارة الأميركية.
وعقبَ اللقاء، قال الأحمد في تصريح له "عبَّر المفتي دريان لنا عن موقف الشعب اللبناني الموحّد بكامله، بكل فئاته ومكوناته برفض صفقة القرن ورفض ورشة المنامة الاقتصادية التي نظَّمتها الإدارة الأميركية. أيضًا أكّد وعبّر عن دعمه الكامل لنضال الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها، وهذا موقف تحدَّث مفتي لبنان مطوّلاً حوله، والنشاط الذي يقوم به ليس في لبنان فحسب، وإنَّما في الأوساط العربية والفعاليات العربية والدولية. ونحن نشعر بالفعل من خلال متابعتنا لما يصدر عنه أنّه يعبِّر عن الموقف الفلسطيني كما هو، وهو الموقف العربي والموقف اللبناني الأصيل في رفض كلِّ محاولات تصفية القضية الفلسطينية تارة بالتخلي عن القدس، وتارة بالتخلي عن اللاجئين، والعمل على توطينهم هنا وهناك".
وتابع الأحمد: "(فلسطين ليست للبيع)، هذه العبارة التي برزت بعد مخطط ترمب والإدارة الأمريكية وأصبحت على جميع الألسن بما فيها تصريحات سماحته، لذلك أيضًا نقول: نحن نثقُ في لبنان الشقيق، وموقفه الذي عبَّر عنه سماحته ونفس الموقف سمعناه من المسؤولين اللبنانيين في الرئاسات الثلاث قبل أيام، وأكَّدنا للمفتي دريان أنَّ الفلسطينيين لن يقبلوا بديلاً عن فلسطين وطنًا لهم. فلسطين وطن الفلسطينيين، لبنان وطن اللبنانيين، الأردن وطن الأردنيين؛ وبالتالي، صحيح نحن أمة عربية واحدة، ولكن لا نقبل تحت أي ظرف أن تطرح الولايات المتحدة والإدارة الأميركية واليمين المتطرّف في (إسرائيل) شعاراتٍ بديلةً تنتقص من حقوق أمتنا العربية، ونرفض جميعًا مع بعضنا البعض الحلم الصهيوني بإقامة (إسرائيل الكبرى) من الفرات إلى النيل".
هذا واستقبلَ الأحمد رئيسَ التنظيم الشعبي الناصري النائب في البرلمان اللبناني أسامة سعد في مقرِّ سفارة دولة فلسطين في بيروت، بحضور السفير دبور وأبو العردات.
وجرى خلال اللقاء، استعراض الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وآخر تطورات القضية الفلسطينية، والتصعيد الإسرائيلي الخطير بحق أبناء شعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية، خاصّةً في مدينة القدس.
وأكَّد الأحمد الموقف الفلسطيني الرسمي والشَّعبي الرافض لكلِّ ما يحاك ضد قضيتنا وحقوقنا الوطنية، معتبرًا أنَّ ورشة المنامة هي حلقة من حلقات صفقة القرن التي تحاول الإدارة الأميركية فرضها على الشَّعب الفلسطيني والأمة العربية عن طريق تصفية القضية الفلسطينية وإقامة (إسرائيل الكبرى).
وشدَّد على أنَّ شعبنا لن يقبل تمرير مثل هذه الصفقات على حساب حقوقه وثوابته الوطنية، مؤكداً أنَّ الموقف الفلسطيني الذي يُعبِّر عنه الرئيس محمود عبّاس أسقط هذه المحاولات المشؤومة قبل أن ترى النور.
بدوره، جدَّد النائب سعد رفضه وإدانته لصفقة القرن وخطة التحرُّك الأميركي لفرض الاستسلام، مُثمّنًا موقف الرئيس محمود عبّاس والقيادة الفلسطينية في تصديهم ودفاعهم عن حقوق الشَّعب الفلسطيني.
وأكَّد التفاف جميع الأحرار والشرفاء في الأمة العربية وأنحاء العالم حول الموقف والحق الفلسطيني الذي يواجه المحاولات الأميركية الإسرائيلية لإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني.
وفي سياق متّصل، التقى الأحمد بحضور السفير دبور وأبو العردات، الأمينَ العام للحزب الشّيوعي اللبناني حنّا غريب، حيث جرى البحث في آخر المستجدّات على الساحتَين العربية والفلسطينية.
وأكَّد المجتمعون ضرورةَ توحيد الجهود الفلسطينية والعربية لمواجهة المشروع الأميركي- الإسرائيلي الهادف إلى السيطرة على مقدّرات الأمة العربية وشطب القضية الفلسطينية.
كذلك تمَّ التأكيد على تنسيق الجهود المشتركة بين حركة "فتح" والحزب الشيوعي لمواجهة المؤامرة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإقامة (إسرائيل الكبرى) على حساب الحقوق العربية والفلسطينية.
كذلك التقى الأحمد رئيسَ بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري، وبحث معه الأوضاع الفلسطينية وما تتعرَّض له القضية الفلسطينية في ظلِّ المحاولات الرامية لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني.
وأكَّد الأحمد تصدّي شعبنا وقيادته لهذه المحاولات والوقوف سدًّا منيعًا للحيلولة دون تنفيذها.
بدوره، أكَّد البزري دعمَ الشَّعب اللُّبناني لحقوق الشَّعب الفلسطيني، ووقوفَه إلى جانب نضال شعبنا لاستعادة حقوقه الوطنية، وأشادَ بالموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي في التصدّي لصفقة القرن والمؤامرة الأميركية الإسرائيلية.
*آراء
¬ ردًّا على تساؤلات الشارع| بقلم: عمر حلمي الغول
كثيرًا ما يُثار سؤالٌ في الشارع، أو اللقاءات الاجتماعية، أو الندوات وورش العمل السياسية، وحتى الثقافية والدينية، منها: ما هو الموقف الفلسطيني ممّا يجري؟ وأين هي القيادة الفلسطينية؟ هل هناك برنامج عمل لمواجهة التحديات؟ وكيف سنواجه الهجوم الأميركي الإسرائيلي في ضوء الواقع الحالي، الذي يحتمل الكثير من التأويلات؟ وغيرها من الأسئلة ذات الصلة بالصعوبات والأخطار المحدقة بالساحة والشعب العربي الفلسطيني.
ومن دون مغالاة، أو مبالغة، أو زيادة في تقمُّص دور المدافع عن واقع الحال، فإنَّ الضرورةَ تُشير إلى أنَّ القيادة الشرعية، والشعب في كلِّ تجمُّعاته، وبكلِّ قواه ونخبه وقطاعاته يعيشون واقعًا صعبًا ناتجًا عن أزمة عميقة في المشهد الفلسطيني عمومًا، والمشروع الوطني خصوصًا. لكنّ هذا الإقرار المبدئي بالأزمة، لا يعني عدم وجود رؤية، وبرنامج عمل، وغيابًا عن متابعة التطورات الداخلية والعربية والإقليمية والدولية، بل العكس. فالقيادة الفلسطينية ممثَّلةً بشخص الرئيس محمود عبّاس كانت السبّاقة في التصدي للتحديات، ويمكن الجزم أنَّها استشرفت التحديات قبل وصول إدارة الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب بعامَين، عندما رفضت حكومة نتنياهو الثالثة الإفراج عن الدفعة الرابعة من أسرى الحُريّة في نهاية آذار/ مارس ٢٠١٤، وتلت ذلك دعوة المجلس المركزي للانعقاد في آذار/ مارس ٢٠١٥، ونتجت عن دورته الـ٢٧ جملةٌ من القرارات السياسية المهمة، منها موضوع الوحدة الوطنية، والتمسُّك بطي صفحة الانقلاب، وفتح الباب لاستعادة الشرعية وحكومتها مكانها في المحافظات الجنوبية، وأيضًا تمَّ التوقُّف بشكل عميق أمام التجاوزات والانتهاكات الإسرائيلية للمصالح الوطنية، واتُّخِذت العديد من القرارات ذات الصِّلة بهذا الأمر.
ومع صعود إدارة ترامب لسدّة البيت الأبيض، وانكشاف وجهها القبيح والعدواني، دعت القيادة المجلس المركزي لثلاث دورات متعاقبة قبل انعقاد المجلس الوطني في دورته الـ٢٣ في مدينة رام الله بتاريخ ٣٠-٤ حتى ٣-٥-٢٠١٨، وبعد ذلك، وتبنّى المجلس الوطني برنامجًا وطنيًّا متقدّمًا في عناوينه المرتبطة بالعلاقة مع دولة الاستعمار الإسرائيلية لجهة تعليق الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني وكلِّ أشكال التنسيق معها، وإعادة النظر بكل الاتفاقيات الموقعة معها ومنها اتفاقية باريس، والانفصال المالي والاقتصادي عن دولة الاستعمار، وغيرها من القرارات الاستراتيجية، والتي خوّلت القيادة ممثّلةً باللجنة العليا، التي صادق على تشكيلها المجلس المركزي لتطبيق وترجمة القرارات في الوقت المناسب.
وعلى صعيد مواجهة الإدارة الأميركية وقراراتها العدوانية ضدَّ الأهداف والمصالح الوطنية اتَّخذت القيادة الشرعية سلسلةً من المواقف الشجاعة والمتقدّمة، بدءًا برفض الاعتراف الأميركي بالقدس العاصمة الفلسطينية، كعاصمة لدولة الاستعمار الإسرائيلية، ثُمَّ رفضت نقلَ السفارة من تل أبيب إلى القدس، وأيضًا وقفت مُتحديةً إدارة ترامب في المنابر العربية والإسلامية والأممية كافّةً، ولم يترك الرئيس عبّاس منبرًا، أو قطبًا دوليًّا إلّا وخاطب قيادته مباشرة وطالبه بدعم كفاح وحقوق الشعب الفلسطيني وإعادة الاعتبار لخيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران/ يونيو ١٩٦٧ وغيرها من المواقف الصلبة والشجاعة ضدَّ انتهاكات أميركا للقانون الدولي، ومرجعيات السلام، وكانت آخرها ورشة المنامة الأميركية، التي جيّشت القيادة حملةً وطنيةً وقوميةً وأمميةً لفضح أهدافها، وهو ما أفقدها الدور المأمول منها.
لكنَّ هذه المواقف المتميّزة والشجاعة تحتاج إلى ترجمات، لا سيّما أنَّ أميركا وإسرائيل الاستعماريّتَين تشنّان حربًا ضروسًا ضدَّ الأهداف والمصالح الأميركية، وللأسف تستفيدان من الواقع العربي الضعيف والمتهالك، بالإضافة لتساوق العرب مع الرؤية الأميركية الإسرائيلية في حرف بوصلة الصراع في المنطقة والإقليم، والتخلي طوعًا عن أولويات مبادرة السلام العربية، والشروع في التطبيع المجاني إلخ.
باختصار هناك حاجة إلى الآتي:
أولاً، عقد دورة للمجلس المركزي لوضع الآليات لتنفيذ مجموعة القرارات، التي اتّخذها المجلس نفسه في دوراته الـ٢٧و٢٨و٣٠ ودورة المجلس الوطني.
ثانيًا، العمل بكل الوسائل لطي صفحة الانقلاب على الشرعية.
ثالثًا، تصعيد للكفاح الشعبي الفلسطيني.
رابعًا، تعزيز الوجود الفلسطيني في المنطقة c، وتصعيد التصدي لحركة الاستيطان الاستعماري.
خامسًا، رفع الصوت في وجه أهل النظام الرسمي العربي، ومطالبتهم بالوقف الفوري للتطبيع المجاني، وإلزامهم جميعًا بتأمين شبكة الأمان المالية لموازنة الشعب الفلسطيني.
سادسًا، تطوير شبكة التحالفات مع أقطاب العالم، والاستفادة من التحولات الجارية في العالم.
الكثير من القرارات لم أُشر لها، لأنَّ الهيئات المركزية تبنّتها في اجتماعاتها السابقة، وبالتالي الرؤية الوطنية الفلسطينية موجودة، والمواقف واضحة وصريحة، الباقي نقلها لحيّز التنفيذ والتطبيق، ولن يطول الانتظار حتى ترى النور قريبًا.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها