داخل مدينة أريحا الصناعية الزراعية، يقوم مصنع "بالوليا" بإنتاج حبوب عبارة عن مكملات غذائية، مستخلصة من ورق الزيتون.
المصنع الذي يعتبر الوحيد في الوطن العربي، أطلق على منتجه اسمه "بالوليف"، وهو مكمل غذائي طبيعي 100%، بُدئ بإنتاجه قبل عام، ويجري تسويقه في فلسطين والأردن، وفي مرحلة لاحقة سينتقل إلى الإمارات العربية المتحدة، وأوكرانيا، وروسيا.
المدير التنفيذي للمصنع هيثم كيالي قال ، إن "بالوليا" هو لإنتاج المواد الفعالة في المكملات الغذائية، ويتم إنتاجها بحسب معايير العمل في قطاع الأدوية الدولية، والمصنع حاصل على جودة الصناعة "GMP"، ومرخص من قبل وزارة الصحة الفلسطينية.
وأضاف كيالي: أول منتج بدأنا فيه هو مستخلص ورق الزيتون، بسبب الفوائد الرهيبة والمثبتة علميا لمستخلص ورق الزيتون. والمواد الفعالة فيه، خاصة أن معظم أراضي فلسطين مغطاة بشجر الزيتون.
وأشار إلى أن الجميع يعرف فوائد شجر الزيتون وزيت الزيتون، ولكن الأبحاث الحديثة توصلت إلى أن الفوائد مركزة أكثر في ورق الزيتون، نحن نستخلص المواد الفعالة من الورق ونحولها إلى حبوب، المادة التي نستخلصها هي من الشجرة ذاتها، والتي تعيش آلاف السنين وتبقى مثمرة، وهي تساعد في تقوية جهاز المناعة لدى الإنسان، وتخفيف نسبة السكر في الدم، والكوليسترول أيضا.
وحول تصدير المنتج، قال: المصنع حديث نسبيا، منذ سنتين فقط، منتجنا موجود في أسواق الضفة الغربية، وغزة، والأردن، بعدما تم تسجيله في وزارة الصحة، ثم تم تسجيله من قبل دائرة الغذاء والدواء الأردنية، ويتم تسجيله حاليا في دبي، والكويت، وأوكرانيا، وقريبا في روسيا، وجار العمل على تسجيله في دول أخرى.
وحول مستقبل بالوليا، أضاف: نعمل الآن على تطوير 15 منتجا جديدا، ونأمل أن تكون في الأسواق قبل نهاية العام 2019، ويتم التركيز على المادة الفعالة من مستخلص ورق الزيتون بشكل أساسي، ولكن هناك مواد مستخلصة من أعشاب في فلسطين، والتي تستهدف حالات محددة بآليات مختلفة.
وبيّن كيالي أن بداية العملية تتم عبر تجميع ورق الزيتون من الحقول والمزارعين، في داخل مخازن المصنع، حيث تفصل الأوراق عن الغصون، ثم تنظف، وتعقم، وتعزل المواد الفعالة، ويتم تركيزها، ثم إنتاجها على شكل حبوب، وهناك علاقة مستمرة بين الإنتاج والمختبرات لضمان تركيز المواد الفعالة، وثبوتية المواد الفعالة بتركيز عال. والمختبرات تضمن أن تتفكك الحبوب في وقت ملائم ويمتصها الجسم في وقت ملائم وأن تتفاعل مع الجسم بالطريقة التي نتوقعها.
وأشار إلى أن بالوليا أول مصنع في الوطن العربي ينتج المواد الفعالة بنفسه، فمصانع الأدوية الأخرى تقوم باستيراد المواد الفعالة، وخلطها، وإنتاجها على شكل حبوب، أو كبسولات، أو غير ذلك.
بدورها، أشارت مديرة التسويق والترويج الاستثماري في الهيئة العامة للمدن الصناعة محاسن البرغوثي، إلى وجود خمس مدن صناعية في فلسطين، وهي: مدينة غزة الصناعية، وهي الأولى، ومستثمرة بالكامل، والمدينة الثانية: أريحا الصناعية الزراعية، وتم استثمار المرحلة الأولى، وافتتاح المرحلة الثانية ويتم تهيئتها، وهناك مرحلة ثالثة سيتم افتتاحها في المدينة مستقبلا، والثالثة هي مدينة بيت لحم الصناعية حيث تم انجاز المرحلة الأولى، وتأجيرها بالكامل، وتم افتتاح المرحلة الثانية، ومدينة ترقوميا الصناعية وهي متعددة التخصصات، فيها منطقة لوجستية ومنطقة تجارية، وتم توقيع عقد الامتياز الخاص بها مع صندوق الاستثمار قبل عدة اسابيع، والمطور الذي يعمل بها مطور صيني، وكفر صور التكنولوجية حيث يجري العمل على انجازها وافتتاحها في المستقبل القريب، وإنشاء مصانع قادرة على توفير فرص العمل، وتخفيض نسب البطالة العالية في فلسطين، وتقوم الهيئة بجذب المستثمرين، وتوفير التسهيلات.
وحسب ما ورد في أبحاث علمية منشورة: أكدت الدراسات العلمية والطبية أن الفوائد المثبتة علميا لمستخلص ورق الزيتون تتلخص في: مضاد للأكسدة، ويدعم جهاز المناعة، وصحة ونضارة للبشرة، ومضاد للالتهابات، وصحة القلب والأوعية الدموية والشرايين، وتنظيم مستوى ضغط الدم.
وأضافت الأبحاث، أن كل حبة من بالوليف تحتوي على كمية المواد الفعالة ذاتها التي يحتويها تقريباً نصف لتر زيت زيتون أثناء عصره، وأن مستخلص ورق الزيتون هو أقوى مضاد طبيعي للأكسدة، بالمقارنة مع 55 نبته طبية معروفه بفعاليتها ضد المؤكسدات، كما أنه مضاد قوي لالتهابات، مثل: التهاب المفاصل (الروماتيزم)، وغيرها من الالتهابات وكذلك هو مضاد يقاوم البكتيريا والفيروسات والفطريات.
كما تناولت الفوائد العظيمة لزيت الزيتون المعروفة، والتي تعود معظمها لمواد تدعى "Polyphenols". ويعود الطعم اللاذع في زيت الزيتون الطازج لها، وخاصة للمادة الفعالة "Oleuropein"، ولكن ما معنى فقدان زيت الزيتون الطعم اللاذع؟ يعود ذلك لتأكسد هذه المواد الفعالة المفيدة وبالتالي فقدانها.
وفي الحبة الواحدة من منتج مستخلص ورق الزيتون يوجد 54mg من مادة ال "Oleuropein"، وللحصول على هذه الكمية من المادة الفعالة فعليك استهلاك ما بين 250ml، أو نصف لتر من زيت الزيتون بحسب جودته.
يشار إلى أن مشروع مدينة أريحا الصناعية الزراعية يقع على مساحة 615 دونما في الطرف الجنوبي لحدود بلدية أريحا، في أراضي النبي موسى في منطقة السيح، ويهدف لإحياء الأغوار الفلسطينية المهددة بالاستيلاء، والاستيطان، بدعم من الحكومة اليابانية، تحت عنوان "ممر السلام والازدهار".
ويهدف المشروع إلى خلق بيئة استثمارية جاذبة وتنظيم قطاع الصناعة الزراعية، وإخراجها من العشوائية إلى حالة النظام والقانون، كما يهدف لخلق أكثر من 5000 فرصة عمل مباشرة، وغير مباشرة، وكذلك استقطاب الاستثمارات المحلية، والأجنبية ذات العلاقة بالصناعات الزراعية، وذلك لتنمية قطاع الزراعة في المحافظة، وتشجيع المزارعين على زيادة محاصيلهم، من خلال استيعاب الفائض منها في مصانع المدينة الصناعية.
تقرير: يامن نوباني
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها