سيسند أمراء (جماعة حماس)، وزراء حكومة نتنياهو وقادة جيشه، وشخوص إدارة ترامب، أثناء وقوف بعضهم أمام محكمة الجنايات الدولية وكذلك محكمة العدل حيث سيحاكمون بتهم جرائم حرب، وجرائم مخالفة القرارات والقوانين الدولية، (فأمراء الغدر) يعلمون وباليقين أن ما يفعلونه هو ( شهادة زور) ضد القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني التي يحق لها رفع الدعاوى القضائية والقانونية على المسؤولين في نظام تل ابيب السياسيين والعسكر، وكذلك في نظام إدارة دونالد ترامب في البيت الأبيض في واشنطن، ويعلمون ايضا ان الرشوة التي سيتلقونها لقاء ذلك لن تكون اقل من تثبيت انفصالهم ومساعدتهم في تهيئة الظروف لإدامة سيطرتهم على قطاع غزة، والسماح لهم بفتح بعض النوافذ على بعض الجهات في العالم.

لا يحتاج قادة الإخوان المسلمين فرع فلسطين (حماس) إلى تنظيم مظاهرات ضد الرئيس أبو مازن أثناء إلقاء خطابه من على منبر الأمم المتحدة يوم الخميس المقبل، فخيانة المصالح العليا للشعب الفلسطيني وخروجهم على القيم الوطنية وأعراف وقوانين حركات التحرر الوطنية بات العلامة الفارقة التي ميزوا بها جماعتهم، ودمغوا عقول منتسبيهم بها، وبذلك يجسد مشايخ وأمراء (جماعة حماس) المقولة المشهورة للقائد الشهيد صلاح خلف أبو إياد: "ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر!!"..لكنهم يحتاجون إلى إشهارها وتشريعها، مثلها مثل جريمة الانقلاب الدموي، والانفصال الذي بدأت ذراه تنكشف بعد انقشاع ضباب الهدنة التي كانت تنادي بها حماس مع دولة الاحتلال (إسرائيل(.

يركضون في مسار العداء لحركة التحرر الوطنية وقائدها، لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها، لمبادئ وأهداف الشعب الفلسطينية ورئيسه المنتخب أبو مازن، وكأنهم في سباق مع حكام نظام تل أبيب العنصري الذين قالوا عنه: "إنه اخطر فلسطيني على وجود إسرائيل ".

سيحول قادة حماس جماهير (مسيرات العودة) المحمولة على حق العودة – رغم تقزيمهم لهذا الحق وتسخيفه إلى حد المطالبة بكسر الحصار وضمان حرية حركتهم فقط - من مسيرات اتجهت بإرادة وبصيرة الجماهير نحو تصادم سلمي مع جيش الاحتلال الإسرائيلي حولوه فيما بعد إلى دموي لغايات في نفوسهم، إلى مظاهرات معادية للرئيس أبو مازن الذي سيبلغ العالم في أركانه الأربعة رسالة الشعب الفلسطيني، رسالة القدس، رسالة السلام القائم على حق شعب فلسطين بأرضه ووطنه وانجاز استقلاله الوطني بدولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، مدينة المقدسات، رسالة تأكيد جديدة بأن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة لا يسقط بالتقادم، وأن قوة على الأرض تكون قادرة على إنكار هذا الحق لم تخلق بعد!.

قدر الوطنيين الفلسطينيين كان دائما المواجهة على عدة جبهات أخطرها الداخلية، أما الخارجية فقد كانت صعبة ومعقدة، لكن أمكن تحقيق إنجازات وانتصارات وتحديدا في المعارك السياسية، بسبب مساندة شعوب ودول وحكومات ومنظمات وأحزاب عريقة في مجال الكفاح والنضال، والإيمان بمبادئ العدل والحرية وحقوق الإنسان، والالتزام بالقانون الدولي، إما على صعيد الجبهة الداخلية فقد كان قدرنا مواجهة خصوم اتخذونا بمثابة عدو، وجعلوا منا هدفا، وكرسوا كل طاقاتهم في حملاتهم السياسية والإعلامية وحتى العنفية الدموية، لكن كل ذلك يسهل أمام قدرتهم على المخادعة وامتلاك ناصية مشاعر وعواطف نسبة لا بأس بها من الجماهير، وعملوا على إفراغ مبادئ الأخوة والعلاقة المصيرية بين أفراد الشعب وحتى العائلة الواحدة، وصبوا مكانها مفاهيم وتعاميم العدائية والكراهية والأحقاد، بعد أن اطفأوا أنوار العقلانية والتفكير، واستغلوا ظلمة الأحداث لتبديل مصادر طاقة الثقافة والتربية الوطنية، بمفاعلات تجهيل يسيطر مشايخهم الملتزمون تاريخيا بالولاء والانتماء للجماعة، ويكفرون بمبدأ الالتزام والانتماء للوطن والثقافة الوطنية والإنسانية حتى !!... فأمثال هؤلاء لم يأت الحوار معهم بنتيجة تعزز المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وإنما على العكس كانوا دائما عامل هدم لأي ركيزة ترفعها القيادة الوطنية، ويرفعها الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية على قاعدة الدولة المستقلة، لذا لا نستغرب تساوق حملتهم وتزامنها مع حملة إدارة ترامب ونظام نتنياهو الاحلالي الاستعماري العنصري، لكن الذي يدعو للدهشة هو قدرتهم على إقناع منتسبيهم وأنصارهم على اعتبار الغدر شجاعة، والخيانة وجهة نظر.