اليوم الاثنين تُشرع أبواب التاريخ فضاءها لتدون بأحرف من ذهب عنوان محطة مهمة وفاصلة ونوعية في كفاح الشعب الفلسطيني.. اليوم الموافق 30 نيسان/ أبريل تنعقد على أرض الوطن الفلسطيني في مدينة رام الله، وفي قاعة تحمل اسم مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية، الراحل الوطني الكبير أحمد الشقيري الدورة الـ23 للمجلس الوطني الفلسطيني، أعلى هيئة تشريعية للشعب الفلسطيني لتؤكد للقاصي والداني، أن تصميم وإصرار القيادة الشرعية للمنظمة كان أعظم من كل التحديات، وان الشعب العربي بغالبية قطاعاته وطبقاته وشرائحه الاجتماعية، ونخبه السياسية والثقافية والأكاديمية والاقتصادية، وقف دون تردد خلف قيادته الحكيمة، استشعاراً منهم جميعًا أن مواجهة التغول الاستعماري الإسرائيلي، والدعم الأميركي اللامحدود لدولة إسرائيل المارقة، وحماية الثوابت الوطنية الفلسطينية، واشتقاق برنامج سياسي جديد، وتجديد الهيئات القيادية، لإعادة الاعتبار للممثل الشرعي والوحيد، منظمة التحرير والتصدي الجاد والحازم لقوى الانقلاب والتمزيق في محافظات الجنوب، أملت على الجميع- كل من موقعه- حمل راية المنظمة والمشروع الوطني، وعوامل الصمود والتحدي، ودفع السفينة الوطنية قدمًا مع أشرعة التاريخ، لتضع حدا لكل عمليات التبديد والتسويف والمماطلة لقوى الردة والانحراف السياسي، ولأولئك المتفيهقين من دراويش التطرف والصبيانية السياسية.
نعم، التاريخ اليوم يفتح أبوابه مع اكتمال النصاب السياسي والقانوني لبدء أعمال الدورة ال23 للمجلس الوطني، كما افتتحها في محطات مفصلية سابقة من الكفاح الوطني التحرري، لينتصر لإرادة الشعب الفلسطيني العظيم وقيادته الشجاعة والحكيمة بقيادة الرئيس محمود عباس، رغم كيد الكائدين، وعبث المراهقين، ورعونة وشيطنة التافهين.
كان التحدي، الذي انتصب في وجه القيادة الشرعية عاصفًا وحادًا وثقيلاً وبغيضًا. ولكن إرادة الانتصار للمنظمة والمشروع الوطني، وحماية المنجز التاريخي للشعب الفلسطيني، منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد جاءت على مستوى الآمال والطموحات الوطنية، وفتحت الأبواب المغلقة، وحط أعضاء المجلس رحالهم من أصقاع الدنيا على أرض الوطن في محافظة رام الله والبيرة، (وبعضهم يدخل الوطن الفلسطيني بعد هجرة طويلة ليتنسم ربيع الأرض الفلسطينية، وعبق التاريخ منذ الإنسان الأول في أريحا قبل عشرة الآف سنة)، وجميعهم (الأعضاء) حملوا روح الإصرار على البقاء في الخندق الوطني، وجاءوا ليؤكدوا للإسرائيليين والأميركيين ولكل من يهادن أو يتواطأ مع الاستعمار الإسرائيلي، أو الانقلاب الحمساوي الأسود على الشرعية قبل أحد عشر عامًا، أن الشعب الفلسطيني باق في أرض وطنه، ولن يكرر تجربة عامي النكبة 1948 والهزيمة المرة 1967، وسيعمق تجذره على ثرى فلسطين، التي لا وطن له غيرها. ومصمم على مواصلة الكفاح السياسي والدبلوماسي والشعبي حتى تحقيق كامل أهدافه الوطنية دون انتقاص، وسيحمي وحدته الوطنية وهويته وشخصيته ومصالحه العليا دون تردد، ومهما كلف ذلك من ثمن.
الدورة الـ23 للمجلس الوطني ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ليس لمجرد انعقادها، وتأمين النصاب السياسي والعددي، إنما لما تحمله مخرجاتها الوطنية والتنظيمية والإدارية والكفاحية النوعية، التي تعكس محطة مهمة في مسيرة منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني العظيم. لذا سيطرق المجلس أبواب التاريخ بخطى ثابتة وقوية، دشنا مرحلة انعطافية في المسيرة الوطنية، سيكون لها ما بعدها على كل الصعد والمستويات. وستخيب أحلام البائسين والساقطين والمنحرفين والانقلابيين والمحتلين المستعمرين ومن يقف خلفهم، لأن الشعب سيخرج مع قيادته الجديدة قويا ومتعافيا وشامخا شموخ فلسطين وممثلها الشرعي والوحيد... منظمة التحرير.