الكل الوطني اليوم هنا، في قاعة مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية "احمد الشقيري" بمقر الرئاسة في محافظة رام الله والبيرة ، الكل هنا، حتى الرفاق في الجبهة الشعبية، الذين لن يشاركوا في أعمال المجلس الوطني التي تبدأ مساء اليوم، لكنهم هنا بما سجلوا من موقف في الدفاع عن منظمة التحرير الفلسطينية، ورفضهم المشاركة في ما أسمته حركة حماس "المؤتمر الشعبي الوطني" والذي جاء خاليا من فصائل منظمة التحرير جميعها، حتى بات محض تجمع مهرجاني لحركة حماس، قدم فيه عدد من قياداتها وصلات استعراض خطابية، هي ذات وصلات الكذب والافتراء والادعاء والخديعة...!!
الكل هنا، برلمان الشعب الفلسطيني هنا، بممثليه ونوابه من مستقلين وفصائل واتحادات واطر نقابية وشعبية ومهنية واقتصادية، نصاب قانوني وسياسي ووطني مكتمل تماما، لدورة المجلس الحالية، دورة القدس وحماية الشرعية الوطنية، الكل هنا بقرار الإرادة الوطنية الحرة وتحت ظلالها، وبصلابة موقفها وسلامة قرارها المضي قدما في طريق الحرية مهما عظمت التحديات .
الكل هنا بصوت فلسطين وروحها وتطلعاتها ومشروعها التحرري الإنساني، هنا في بيت الشرعية الوطنية، البيت الجامع، بباحاته الحرة، ونقاشاته المسؤولة، وانتخاباته الديمقراطية النزيهة ، هنا في حضرة الشرعية وبمقامها، يكرس الفلسطينيون حضورهم الأسطوري في التاريخ، وهم يقودون حتميته نحو نهاياتها المجيدة.
هنا في بيت الشرعية، وليس في إي مكان أخر، تصنع قرارات التحدي، وترسم مسارات التطلع والأمل، وتُنتج برامج العمل، هنا وغزة حاضرة بجراحها وهمومها، وبأهلها التواقين لبيئة الوحدة الوطنية، وبيئة القانون الواحد، والسلطة الواحدة، وسلاح الشرعية الواحد، هنا السعي النبيل لإنهاء الانقسام البغيض وإزالة كل ما خلف ومازال يخلف من انكسارات وتخلف وعطل .
دورة القدس وحماية الشرعية الوطنية، بقدر ما هي دورة الإصرار الوطني الفلسطيني، على المضي قدمًا نحو مستقبل الحرية والكرامة والعدل والسلام العدل ، بقدر ما هي الدورة الجامعة، وهذا نصابها ليشهد بأوضح من ذلك.