مرة أخرى تثبت فيها إسرائيل أنها لا تلتزم بالاتفاقات والأعراف والمواثيق الدولية، فها هي توتر المنطقة كاملة، وتعيث فسادا في المقدسات وخاصة المسجد الأقصى وتطارد الاطفال والشيوخ والمؤمنين بالله والقادمين الى الصلاة، وآلمني جدا مشهد لجندي عنصري اسرائيلي وهو يشد في شعر امرأة مقدسية مسلمة في صورة تبين مدى الحقد والظلم والعنجهية الصهيونية، وفي المقابل أسعدني جدا ما قالته طفلة مقدسية فلسطينية وباللغة الانجليزية لجندي اسرائيلي يقف بكامل عتاده في مواجهة المدنيين من المسلمين، لقد قالت له وبوضوح "هذه أرضنا وانتم غربا، فلترحلوا وسوف ترحلون، أنتم قتلة ونحن الضحية".
ان الاجراءات والتدابير والاحتكاك الاسرائيلي المتواصل مع أهلنا في القدس ومع القادمين للصلاة في المسجد الأقصى لا يتفق بالمطلق مع كل ما صدر عن الأمم المتحدة، ويعتبر انتهاكا، وكل التصريحات التي خرجت من كافة المؤسسات الدولية قد حددت أن "اسرائيل" هي من تتحمل المسؤولية الكاملة عما يجري، وعن إغراق المنطقة في موجات من التصعيد.
لقد انتهت الاحداث التي افتعلتها إسرائيل ودافع فيها كل فلسطيني عن حقه، وانتصر هذا الحق بالارادة والثبات والتلاحم بين القيادة والجماهير، وبل والذهاب الى التصعيد الميداني المباشر مع الاحتلال في كل مكان انتصارا للاقصى ورفضا لكل اجراءات الاحتلال.
ان احتلال "اسرائيل" للاراضي الفلسطينية لم ينته، وهو السبب الرئيس في كل مآسي ونكبات المنطقة عامة وشعبنا الفلسطيني خاصة، وكما ان الهجمة الاستعمارية الاستيطانية والالاف الوحدات التي يتم بناؤها تعمل "اسرائيل" بمنهجية وبرنامج طويل المدى لمنع اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وتعقيد الوضع السكاني، وهي تعلم ايضا ان العامل الديمغرافي لن يكون في صالحها بالرغم من كل الهجرات الواسعة من كافة انحاء العالم اليها.
محاولة اغلاق الأقصى والعبث في محتوياته وتكسير ابوابه ولازلنا في الوقت المبكر لاكتشاف ما فعلته إسرائيل طيلة تدنيسها وتخريبها لكل ما الباحات وفي داخل المسجد والمكتبة والغرف وحتى تحت المسجد وحوله وفي المساحة الواقعة بين المسجد المرواني والمسجد الأقصى وبالتالي ما تم هو محاولة اسرائيلية متقدمة مقرونة بزعزعة الأمن وترهيب السكان والمصلين وجس نبض تنفيذي، وتصدير لازماتها الداخلية.
اليوم على المجتمع الدولي التصدي الحقيقي لكل التخريب الذي قامت به "اسرائيل" وايضا اصدار قرار جديد أكثر صرامة في التعامل مع خطوات واجراءات الاحتلال العنصرية، وألا يترك المجال لكي لا يعيد الكرَّة مرة أخرى، ويواصل صلفه واستعلاءه على القرار الدولي، فلذلك عواقب وخيمة لابد من أن يعي العالم كله أن الفلسطيني لن يترك الأقصى رهينة في أيدي المتطرفين ولن يقف موقف المتفرج أمام إغلاقه، لأنه له الحق في مقاومة الاحتلال بكل الطرق المشروعة والتي نص عليها القانون الدولي، فنحن بقرار الأمم المتحدة 2012م، دولة عضو مؤقت تحت الاحتلال، ويسري عليها الكثير من القوانين والاتفاقيات وأهمها اتفاقية جنيف بكل بنوده ذات العلاقة.