حسن بكير

بدعوة من هيئة التنسيق اللبنانية - الفلسطينية لدعم الأسرى والمحرَّرين، نُظِّم اعتصامٌ تضامنيٌّ مع الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، أمام مقر بعثة الصليب الأحمر الدولي في بيروت، قبيل ظهر اليوم الأربعاء 2017/4/26، تقدَّم المشاركين فيه حركة "فتح" وممثّلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، إلى جانب ممثّلي اللجان الشعبية، والمؤسسات الأهلية الفلسطينية، ورجال دين، وعدد من الأسرى المحرَّرين، وحشد فتحاوي وشعبي من مخيَّمات بيروت.

وقد رُفِعَ خلال الاعتصام العَلم الفلسطيني وصُوَرٌ لعددٍ من الأسرى من بينهم قائد الحركة الأسيرة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي، ورايات حركة "فتح"، والجبهة الديمقراطية.

وألقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية ممثِّل حركة "حماس" مشهور عبدالحليم جاء فيها: "إنَّ خيار شعبنا هو الصمود؛ هو المقاومة؛ هو الثبات والتمسُّك بالحق لهؤلاء الأبطال الذين يقبعون خلف القضبان؛ هم رجال هذه الأرض المباركة؛ هم الذين يعبّرون عن تطلُّعات الشعب الفلسطيني. نعم، هم حمَلَةُ راية المقاومة، لا يسعنا إلاّ أن نكون معهم، وأن نقف موقفاً مبدئياً ثابتاً في ساحتنا الفلسطينية، لنقف خلف أصحاب وثيقة الوفاق الوطني".

وألقى كلمة حزب الله، نائب مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب الشيخ عطالله حمود، فقال:  "الإضراب اليوم يدخل أسبوعه الثاني والمجاهدون الذين أعلنوا الصيام والإضراب عن الطعام مُصرّون على تحقيق مطالبهم، مُصرّون على مواجهة المحتل بكل إرادتهم الصلبة".

وتساءل حمود: "الإضراب اليوم إلى أين؟ الإسرائيلي أراد كسر إرادة المجاهدين لثنيهم عن المقاومة وتسييرهم في عملية التسوية المذلّة، لكن الشعب الفلسطيني، الذي يسجد لله تعالى والذي يصوم في شهر رمضان، هو صاحب إرادة قوية وعزيمة لا تلين".

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية أركان بدر لفت فيها إلى أنه "آن الأوان لنا أن ندعم هؤلاء الأسرى، أصحاب الأمعاء الخاوية، بإنهاء هذا الانقسام البغيض، لأنَّ أكثر الطرق جدوى لدعم الأسرى وتحريرهم هي وحدتنا الوطنية، والعمل على تعزيز الانتفاضة؛ انتفاضة الشباب؛ وتحويلها إلى انتفاضة شعبية شاملة من خلال توسيع معركة الإضراب المفتوح عن الطعام للأسرى البواسل، واعتبارها انتفاضة داخل سجون الاحتلال تتآخى مع انتفاضة الشباب في الضفة والقدس، ويجب أن تتآخى مع انتفاضة في غزة، تأكيداً على خيار شعبنا بالمقاومة والانتفاضة، باعتبارهما أقصر الطرق لكنس الاحتلال عن أرض فلسطين".

وطالبَ بدر المجتمع الدولي بالتعاطي الدولي المسؤول مع قضية الشعب الفلسطيني وملف الأسرى؛ ونقل هذا الملف إلى المحافل الدولية؛ لمقاضاة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية على ما تقترفه من جرائم بحق الأسرى والشعب الفلسطيني.

كما طالبَ الدولة اللبنانية بإعطاء الفلسطينيين في لبنان حقوقهم المدنية وفي مقدمها حق العمل وحق التملُّك، مشيراً إلى أنَّ إعطاء الحقوق المدنية للفلسطينيين من شأنه دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل العودة إلى وطنه.

كلمة حركة "أمل" ألقاها الأسير المحرّر عبّاس قبلان، رأى فيها أنَّ الرهان هو على الأسرى المنتفضين داخل سجون الاحتلال، آملاً أن يتكلَّل حراك الأسرى بوحدة العمل.

وألقى كلمة حركة "فتح" والأسرى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في بيروت العميد سمير أبو عفش، (علماً أن هذه الكلمة هي مقتطفات ممَّا استطاعت حركة "فتح" الحصول عليه من القائد مروان البرغوثي في سجنه الانفرادي)، ومما جاء فيها:

"التحية إلى لبنان الذي كان وما زال منذ اللحظة الأولى لتحرُّكنا مستمراً بتضامنه مع إضرابنا المفتوح عن الطعام. تحية إلى وسائل الإعلام كشريك أساسي في معركتنا ضد بطش السجّان وسلطات الاحتلال، وهنا ندعو الكتّاب والصحافيين إلى الاستمرار لجعل قضية الأسرى قضية حية وعلى الصفحات الأولى.

وأنتم تقفون أمام مقر الصليب الأحمر الدولي (والكلام للبرغوثي) نطالبه بأن يكثِّف جهوده في هذه اللحظة الحرجة التي يعاني منها أسرانا المرضى في سجون الاحتلال الصهيوني، ولا ننسى أنَّ الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية واجبها أن تجبر هذا الكيان الغاصب على الانصياع للقرارات التي اتخذتها منذ عقود من الزمن. وبالأمس صدر أسف جديد عن الأمم المتحدة، ولا نفهم أين يصرف هذا على مستوى حقوق شعبنا وأسرانا. إنَّنا نرى أن الحل النهائي لأسرانا ولفلسطين ولكل الفلسطينيين هو بإنهاء الاحتلال الصهيوني، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى الأماكن التي هُجِّروا منها قسراً.

أُطمئنكم (والكلام ما زال للبرغوثي) أننا كحركة أسيرة، موحَدون خلف قيادتنا، موحَدون خلف مطالبنا ومستمرون بتحركاتنا، ولن نتعاون مع هذا العدو وسلطاته وسلطات السجون التي تحاول إجبارنا على الذهاب إلى المستوصفات والمستشفيات، ولن نتناول الطعام قسراً عبر القسطرة. نحن طلاب حرية نموت في سبيل فلسطين؛ فلسطين قدَّمت عشرات الآلاف من الشهداء، ونحن كأسرى مستعدون أن نموت شهداء في سبيل تحرير فلسطين.

كنا نعلمُ قبل أن نبدأ بالإضراب، الذي وكّلني به كل أخوتي الأسرى في السجون الصهيونية، أننا سنتعرَّض للعزل، ونتعرَّض إلى تحويلنا من معتقل إلى آخر، لذلك اتخذنا خطوات بحيث أنه كلما عزلوا أو نقلوا واحداً من قادة الانتفاضة في السجون يحل مكانه آخر.

الحركة الأسيرة عنوان حركتنا الوطنية، المطلوب من فصائلنا وقوانا الوطنية أن نتوحّد من أجل فلسطين؛ من أجل الأسرى؛ من أجل الدماء الغزيرة التي سالت وما تزال منا كفلسطينيين ولبنانيين وعرب وكأحرار متضامنين معنا".

هذا وقام المعتصمون بتسليم مذكرة لمندوب الصليب الأحمر الأستاذ أحمد غزالي، طالبت الصليب الأحمر بالتدخل السريع والعاجل لجهة دعم قضية الأسرى ومطالبهم المحقَّة.