نعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين اليوم السبت 2024/01/27، القامة والقيمة الإبداعية والنضالية سعاد مرقس "ماكوس" التي رحلت بعد مشوار طويل من النضال والإبداع في مسيرة حافلة بالعطاء، وكان وداعها الأخير اغترابا في نيكاراغوا، تاركة أثرها الذي يخلد للأجيال ويفتح نوافذ الوفاء للوطن والإنسان الفلسطيني.

وأكد الأمين العام للاتحاد الشاعر مراد السوداني على ثبات المبدعة والمناضلة الأديبة سعاد مرقس، وما عاشته نضالًا صافيًا وإبداعا مرموقًا انتصارًا لفلسطين القضية الأعدل في الوجود، والتي ضربت أسمى معاني الوفاء رغم اغترابها في نيكاراغوا لزمن سجل لها الفعل الدءوب، والإبداع المشهود.

وقال السوداني: "إذ نودع اليوم المناضلة الشاعرة مرقس، ونسجل في صفحة التاريخ الممهور بالتضحيات اسمها من نور، في محطة مفصلية من محطات النضال الوطني، ومواجهة القبح الاحتلالي ووحشيته في الوطن، وإذ نزف روحها الطاهرة لوداع أخير مشفوعًا بوداع أسماء طاهرة افتدت الوطن بأرواحها، كما نسجل لها فعلها الثوري وإبداعها في مسيرة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"، وكذلك حضورها الوازن في المشهد الثقافي والنضالي النيكاراغوي الذي احتضنها رمزًا ثوريًا عاليًا".

وأضاف: أنه "رغم الخسارة الفادحة للمشهد الثقافي الفلسطيني والنيكاراغوي والعالمي برحيل الشاعرة والمناضلة سعاد مرقس، إلا أننا نحفظ موروثها الإبداعي والنضالي في وجدان أجيالنا ومسيرنا الحتمي نحو الخلاص والحرية، وما كان تكريمنا لها العام الماضي في نيكاراغوا غير عرفان منا بدورها وإبداعها ونضالها العريق من أجل فلسطين".

ورفع السوداني العزاء والمواساة لأهل الفقيدة في الوطن والشتات، ومحبيها في نيكارغوا وفي كل مكان، راجيا لروحها الطيبة الرحمة والغفران.

يشار إلى أن والد جد الشاعرة مرقس قدم إلى نيكاراغوا عام 1892، والتحقت بالثورة الفلسطينية وحركة "فتح" عام 1981، وتخرجت من دورة لحركة "فتح" في بيروت بالعام ذاته، وحافظت على شعار التخريج للدورة وهو شعار العاصفة حتى رحيلها المؤلم.

والشاعرة المناضلة من عائلة مناضلة لها حضورها الإبداعي والنضالي في الثورة الفلسطينية مع الجيل المؤسس للثورة الفلسطينية، وكان لها حضورها الثقافي والنضالي في نيكاراغوا وأميركا اللاتينية بما حققت فيه ثابت فلسطين على خارطة الإبداع الكوني، وبما قدمته من أجل فلسطين قضية عادلة، وحقًا تاريخيًا ووعيًا مقاومًا وثقافة راسخة.

توفيت في ماناغوا عاصمة نيكاراغوا لتسدل الستارة عن واحدة من شخصيات فلسطين الخالدة بالعطاء والنضال ولتفتح الذاكرة المخلصة على تجربتها المبدعة نفعا غير بسيط لأجيال فلسطين التي تحمل الراية عن انتماء وفداء.