ثورتنا فتح الله يخليها كل الكوادر موجودة فيها** وكل الأعادي طمعانة فيها ربي ينصرها على كل الكونا
ليس سهلا أن تستمر ثورة عقوداً من الزمن دون أن تكون ثورة شعبية عميقة الهدف وذات مرونة عالية بتغيير الأساليب النضالية. حركة فتح هي العنوان الأهم في نضال الشعوب المقهورة في العصر الحديث، فهي الجامعة المنفتحة، صديقة جميع الأحرار في العالم بمختلف انتماءاتهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية.
فهي كما وصفها رئيس الاتحاد السوفيتي الراحل ليونيد بريجينيف : حركة فتح الرقم الصعب بالفكر الثوري فهي يسار اليمين ويمين اليسار دون انتهازية البرجوازية أواستبداد البلوريتاريا أنها تجمهر لوحدة وطنية يصعب تقليدها.
وكما وصفها تشي جيفارا: حركة فتح صانعة الثورة الملونة فهي أطياف نضالية متمترسة حول الوطن دون تحديد فكر محدد لها، يعني أنها تجمع لكل الأفكار ولا ترفض أي مناضل يؤمن بهدف ثورتها، بل أنها تغامر باستخدام كل الأساليب ولا يمكن أن ينحصر نضالها بحرب العصابات.
كما تغنى الكابتن جياب القائد الفيتنامي: حركة فتح تأتينا لتتعلم منا أساليب نضالية قتالية، لكننا تعلمنا منها مفاهيم ثورية أكثر عمقاً من السلاح، فهي صاحبة نظرية الفدائي الذي يعبر لقلوب وبيوت الشعب وقتما شاء، لكنه لا يسرق ليأكل ولا يكسر القيم الاجتماعية لدواعي حماية الثورة.
وأيضا قال نيلسون مانديلا: أن ترى مسلكية أبناء حركة فتح بدفاعهم عن كل فلسطين وكل تنظيماتها الثورية بعمق فهم الوحدة النضالية وأن هدف الثورة أكبر عندهم من فتح نفسها، هذا أسلوب لا استطيع إلا أن أقف احتراماً له.
وتصل لذروة الوحدة الوطنية مع زعيم التبت الدالاي لاما: لا يمكن اعتبار من بقوا في التبت عملاء للصين وأرفض أن أتعامل مع هؤلاء المناضلين إلا أنهم أبناء التبت المصرين على البقاء بالوطن، ولنا أن نتعلم من حركة فتح التي غيّرت مفهوم الدول العربية لما يسمى عرب إسرائيل فهم ليسوا عملاء، بل جزء من الثورة، لا يوجد غير حركة فتح آمنت أن كل شعبها جزء من الثورة ونحن نحاول إقناع شعبنا أن يتعلموا من حركة فتح أهمية توحيد الصفوف خصوصاُ أن نضالنا طويل بل طويل جداً.
كما أن الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد الرمز ياسر عرفات طلب من الزعيم العربي المصري الراحل جمال عبد الناصر أن يضيف كلمة (النصر) لمقولته الشهيرة عن حركة فتح حيث قال: حركة فتح ثورة وجدت لتستمر.
قد نرى الفتح بزي العاصفة العسكري أجمل، وقد نراها أقرب لتحقيق النصر بفكر البدايات، لكن حركة فتح ترفض الجمود الفكري والمثالية النضالية، بل أنها كما قال جيفارا ألوان أطياف تتلون كما تقتضي المرحلة، ولا ننسى أن حركة فتح في قمة عنفوانها العسكري بفترة الستينات أطلق شعار الحرب الشعبية طويلة الأمد، أي أنها آمنت بضرورة الوصول لمرحلة النضال السلمي بشقيه الإيجابي والسلبي فهي تعلم أن الثورة العسكرية لا تكفي لتحرير الأرض ضمن انعدام قواعد الارتكاز والامداد بالمحيط العربي بالوقت الحالي ، دون أن نقلل من أهمية النضال العسكري لكنه الخيار المغيب بالمرحلة الحالية.
حركة فتح ليست السلطة الوطنية وهي ليست منظمة التحرير الفلسطينية لكنها الركيزة الأساسية لأي مؤسسة شرعية فلسطينية لأنها حركة شعبية ذات أساليب نضالية متنوعة، إلا أن الشهيد القائد الرمز صلاح خلف أبوأياد قال: لقد خسرت فتح الكثير من شعبيتها والكثير الكثير من ثوريتنا لانضمامها لمنظمة التحرير الفلسطينية، والحقيقة أن حركة فتح غيّرت الكثير من مبادئها لتتكيف مع العمل الجماعي داخل منظمة التحرير، وبصراحة خضنا غمار حروب كثيرة بسبب تحالفنا مع الفصائل ونالنا الكثير من العداوات الدولية والشعبية بسبب عدم فصلنا بين ما هو هدف حركة فتح وما هو هدف منظمة التحرير الفلسطينية.
وإذ نرى أمراض السلطة من فساد مالي وإداري وسياسي يعني أن فتح مسؤولة عن كل هذا، فهي المحاسبة والمعاقبة لأبنائها ولكل أبناء الشعب الفلسطيني، دون أن نطمح لنصل لدرجة ملائكة بلا أخطاء لكننا لسنا شياطين نرفض الحق والحقيقة، فمستوى الديموقراطية في فلسطين التي أساسها حماية الحريات يتطور بشكل مستمر.
أما ديمقراطية الانتخابات فهي مطلب مستمر من كل أبناء حركة فتح فهم أصحاب دورية الانتخابات مهما كانت نتائجها، ولعل ما حدث بعد نجاح الكتلة الاسلامية بانتخابات جامعة بير زيت إنما يدلل على إيمان أبناء الفتح بالديموقراطية وتداولية الحكم من مستوى النقابات إلي أن تصل إلي المجلس التشريعي. ويطمح أبناء الفتح أن يعقد مؤتمرهم العام السابع وأن نصل لمرحلة قادرين فيها على انتخاب مجلس تشريعي جديد قادر على إعادة اللحمة الوطنية.
وها هي فتح تستمر بكل عنفوان البدايات وحنكة التجربة وتثب بنضالها الشعبي من خلال غضبة القدس وأساليب النضال السلمي عنواناً صادقاً لمرحلة نضالية دون إسقاط أي خيار تراه الحركة مناسب.
حركة فتح تفخر أنها مدرسة الأوائل في فلسطين: أول مجلة ثورية، أول نقابات وطنية، أول شهيد، أول أسير، أول معركة عسكرية في الكرامة، أول الحجارة ولكنها لم تكتفي بهذا فحسب فهي مازالت مستمرة بعطاؤها نهر جاري من الدم الطاهر يفدي فلسطين المقدسة كما تصفها الدلعونا الفلسطينية: على دلعونا، على دلعونا يا بي ما أجملها كروم الزيتونا** بدي الفدائي يرجع لهونا ويطهر أرظي من الصهيونا.
خالد أبوعدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها