استضافت قناة فلسطيننا رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في القدس وعضو مجلس إدارة أكاديمية فتح نجوى عودة لبحث واقع المرأة الفلسطينية في غزة والقدس والضفة الغربية.
بدأت عودة حديثها قائلةً: إن المرأة في غزة تعاني من افتقادها للخصوصية وسط ظروف قاسية تواجهها لتوفير أدنى مقومات الحياة، في ظل هذه الحرب الإبادية التي دمّرت البشر والحجر والشجر، وفرضت عليها أن تتحمل بمفردها بعض الأحيان وطأة ويلات الحرب وتداعياتها، من تهجير ونزوح من منطقة إلى أخرى في ظلِّ ظروف كارثية تدفعها للقيام أعمال شاقة لا تتناسب مع طبيعتها الجسدية، مثل تقطيع الحطب لطهي الطعام، والجلوس أمام النيران التي ينبعث منها دخان احتراق الخشب والأوراق لساعات طويلة في العراء، ناهيك عن مواجهة احتمالات فقدان المعيل وحماية الأطفال وإطعامهم والعناية بصحتهم، بالإضافة إلى الضغوطات النفسية والفكرية التي تتعرض لها المرأة الغزاوية كل يوم، ورغم الظروف الدامية والمأساوية في غزة، الفلسطينية الثابتةِ والصابرةِ رَسمت بتمسُّكها بأرضِها نَمُوذجًا رائدًا يُحْتذى بِه في الإقدام والتضحية، والمحاربة من أجل البقاء لإبقاءِ الأملِ حيًا مُتَّقدًا.
وأضافت عودة: أن المرأة المقدسية في القدس تعاني كباقي نساء فلسطين، حيث تواجه يوميًا سياسة الاحتلال التعسفية فهي مستهدفة في أي لحظة وأي مكان في المدينة المقدسة، وفي كل وقت نجدها صامدة في مقدمة الصفوف التي تواجه مخططات التهويد، رغم كل ما تتعرض له من معاملة مسيئة لكرامة البشر لدى تنديدها بجرائم الاحتلال من اعتقال وهدم بيوت وغيرهما.
وتابعت: كل القوانين التي نادت بها إسرئيل بخصوص المرأة، تعمل بشكل معاكس علينا في القدس فهي تحارب المرأة المقدسية وتفرض عليها القيود سواء في بيتها أوعلى أطفالها بالمناهج التعلمية، أو في المؤسسات الصحية والنسوية، باعتبار أن الاتحاد العام تابع لمنظمة التحرير الفلسطينية جسمًا معاديًا لأنظمتها وقوانينها، وأمام كل ذاك المرأة تعمل بكل ما اوتيت من قوة للحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية الفلسطينية في المدينة، وبشكل غير علني وذلك من خلال المشاركة في المؤتمرات تتقدم خدمة للنساء، والعمل مجموعات نسوية صغيرة لمساندة النساء اللي هدمت بيوتهم، ودمج المرأة المقدسية في الانشطة الاجتماعية سواء من خلال المؤسسات الحكومية أو مؤسسات المجتمع المدني.
وتطرقت عودة إلى وضع الأسيرات في معتقلات الاحتلال قائلةً: إن الأسيرات يعانين الأمرين، حيث منعت إدارة المعتقلات الأهالي والمحامين والمنظمات الدولية من زيارة الأسيرات، بالإضافة إلى حالات الاعتداءات وحالات القمع من اقتحام غرفهن وسحلهن ومنعهن من الحمام لأيام ونزع حجابهن وعزلهن، وغيرها من العقوبات، وعلى وقعِ كل ذاك الأهالي دائمًا في حالة انتظار للإفراج عن أسيرة للاطمئنان عن باقي الأسيرات، حيث ينتقل الخبر عبر مجموعات مواقع التواصل لطمئنتهم.
وفي الختام أكدت عودة أن المرأة الفلسطينية عبرت عن المحتوى الوطني للنضال الفلسطيني وساهمت في صياغة المستقبل والقضية الفلسطينية، فكانت المرأة الأسيرة والقائدة والشهيدة وحاملة السلاح ورفيقة درب الرجال والطبيبة والمهندسة والمحامية والسفيرة والإعلامية، إنها المرأة الفلسطينية التي نفخر بها ونعتز بمسيرتها الوطنية عبر الأجيال، فهي شامخة كجبال الكرمل وجذورها ممتدة إلى الأرض الطيبة كشجر الزيتون الأخضر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها