في مقابلة جديدة للدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسيلحركة حماس مع فضائية BBC الناطقة بالعربية, سعى الى قلب الحقائقعن سابق تصميم وإصرار، هادفاً الى تشويه صورة منظمة التحرير الفلسطينية, الممثل الشرعيوالوحيد للشعب الفلسطيني, وقيادتها التاريخية وخاصة الرئيس الراحل ابو عمار والرئيسالحالي محمود عباس.

كما ان الزهار عمل على لي عنق الحقيقة بشأن الانقلابالاسود والاعتراف باسرائيل والعلاقة مع ايران وسوريا, دون ان يرف له جفن، كما هي عادةقادة حركة الاخوان المسلمين اينما كانوا وليس فقط في فلسطين.

اجحف وأساء الزهار عن سابق عمد وإصرار بحق (م.ت.ف) ورئيسيهاالحالي والسابق، حينما قال انهما الشهيد الرمز ابو عمار وابو مازن "حولوا هذاالبناء السياسي, الذي كان اسمه (ومازال اسمه يا محمود الزهار منظمة التحرير, اي لميتغير) منظمة التحرير الى منظمة تعاون مع إسرائيل"؟!

ومما لا شك فيه، ان كلا الرئيسين السابق والحالي لمنظمةالتحرير لعبا دوراً اساسيا في التحولات السياسية الاستراتيجية، التي حصلت في الساحةالفلسطينية. لا بل انهما كانا بمثابة الأب الروحي والفعلي لكل التحولات، التي توجتبالتوقيع على اتفاقية اوسلو في 13 ايلول 1993. وقاما بما قاما به ليس "كرمال"عيون إسرائيل. ولا بهدف التعاون معها، وانما هدفا الى وضع القدم الفلسطينية على الارضالفلسطينية كمقدمة لبلوغ الهدف الوطني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وضمان حقالعودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194. في الوقت الذي كانت فيه حركةحماس او جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين تتنكر للكفاح المسلح وللشهداء ولمنظمة التحريروالاهداف الوطنية. لا بل كانت تتعاون مع ضباط مخابرات الاحتلال الاسرائيلي لضرب فصائلالعمل الوطني وحرق المكتبات الوطنية، كما حصل مع مكتبة الهلال الأحمر وغيرها من المنابرالوطنيةبما في ذلك التعليمية .

وعندما اندلعت الانتفاضة الاولى 1987- 1993 رفضت حركةحماس الانضواء تحت لواء المنظمة وذراعها القيادة الوطنية الموحدة، وأصرت على الانشقاقعن وحدة الصف في الفعاليات, وحتى إصدار البيانات الوطنية لتنظيم الفعاليات اليوميةللانتفاضة. وواصلت لعب دور تمزيق وحدة الشارع الوطني, والتخريب لاحقا على السلطة الفتية,كما فعلت في الـ 18 تشرين الثاني 1995 حينما حاولت بترسيخ ازدواجية السلطة، ولولا الارادةالوطنية الصلبة للقيادة الشجاعة برئاسة ياسر عرفات لنفذت حماس انقلابها منذ ذلك التاريخ،ولكن محاولاتها آنذاك باءت بالفشل.

كل هذه الانتهاكات لوحدة الصف والاهداف الوطنية، قامتبها حركة حماس بتنسيق مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية. حتى عملياتها التفجيريةضد الاسرائيليين, كانت تتلاقى بالاجندة الاسرائيلية، لانها كانت تسبق او تتلازم معكل عملية إعادة انتشار لجيش الاحتلال الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية. حتى الانقلابالاسود اواسط عام 2007 تم بالتعاون والتنسيق مع دولة اسرائيل، لأن الانقلاب ذخر استراتيجياسرائيلي. ولا علاقة له من قريب او بعيد بالمصالح الوطنية.

وشتان بين تعاون يهدف الى خدمة قضايا المواطنين، وهوجزء من استحقاق التسوية (التي للمرء الف ملاحظة عليها) وبين تعاون مشبوه وخطير ويمسمصالح واهداف الشعب العليا.

وعن الانقلاب الاسود, "أنكر" الزهار، ان تكونحركته قامت بالانقلاب؟ فقال "لم ننقلب على السلطة, نحن السلطة الشرعية" ويعلمعضو المكتب السياسي لحماس، ان الرئيس ابو مازن, أَصر على إجراء الانتخابات. كما اصرعلى نشر النتائج، وسلم اسماعيل هنية رئاسة الحكومة العاشرة، وسعى لتسويق حركة الاخوانالمسلمين عربيا واقليميا ودوليا، ولم يعترض أحد على فوز حركة حماس في المجلس التشريعي.ومع ذلك قامت قيادة حماس بتشكيل "القوة التنفيذية " في الـ 17 من ايار2006، التي كانت نواة الانقلاب على الشرعية. وواصلت افتعال المعارك مع الاجهزة الامنيةرغم توقيع ثلاثة عشر اتفاقا برعاية مصرية . وحتى بعد التوقيع على اتفاق مكة في شباط2007، الذي نجم عنه حكومة وحدة وطنية (الحكومة الحادية عشرة) إلا ان حركة حماس مضتفي مشروعها الانقلابي، الذي توجته باختطاف الشرعية اواسط حزيران 2007. ومع ذلك ينكرالزهار الانقلاب على الشرعية؟

والسؤال لماذا رفضت، وترفض حماس اجراء الانتخابات التشريعيةوالرئاسية, لا سيما وان موعدها ازف قبل سنتين تقريبا؟ ولماذا اوقفت عمل لجنة الانتخاباتالمركزية في غزة؟ وعن اي شرعية يتحدث الزهار, وهو يقود اخطر انقلاب على وحدة الارضوالشعب والاهداف والنظام السياسي التعددي؟

لن اتوقف عند رغبة حركة حماس بالانقلاب على كل الشرعيةالوطنية في الضفة والقدس اضافة لغزة، لان هذا ملموس وبات يعرفه القاصي والداني من ابناءالشعب العربي الفلسطيني وأبناء الأمة العربية الذين اكتووا بنيران الاخوان في مصر وتونسوالمغرب والاردن وليبيا والجزائر والسودان وسوريا قادمة لا محالة.

غير ان موضوع الاعتراف بدولة إسرائيل، ردا على سؤال"كيف تتحدثون عن دولة على حدود 1967 مع عدم الاعتراف باسرائيل؟" يقول الزهارالحاقد على منظمة التحرير وقيادتها الشرعية: " من الدول العربية من يعترف باسرائيلباستثناء دولتين واحداهما "انسحبت" وهي مصر (؟؟!!) وتابع " نقيم دولةعلى أي شبر نحرره دون الاعتراف باسرائيل؟

اولا: مصر لم تنسحب كما يروج من الاعتراف باسرائيل،السفير المصري اول امس سلم رسالة لرئيس دولة إسرائيل شمعون بيرس؛ ثانيا الاخوان عقدواكما عقدت حركة حماس اتفاق مع اميركا واسرائيل بشكل مباشر او غير مباشر ، وبالتالي الحديثعن عدم الاعتراف بات وراء ظهر المواطنين لان الممارسات العملية لحركة حماس ضد الوطنيينفي محافظات القطاع أبلغ دليل على عمق التنسيق مع حكومة إسرائيل. كما ان الاتفاق المبرمبين جماعة الاخوان المسلمين والولايات المتحدة ملزم لحركة حماس, فرعها في فلسطين. وبالتاليلم يعد مجديا للزهار بيع الماء في حارة السقائين! وكفاه افتراء وتزويرا للحقائق, وانكان معنيا بتحرير فلسطين عليه اولا ان يعيد الاعتبار للوحدة الوطنية، ويدفع عربة المصالحةالوطنية.