وتكون... قبيا” عنوان فيلم توثيقي عن مجزرة قبيا، التينفذتها العصابات الصهيونية من الكتيبة 101 وفرقة المظليين بقيادة مجرم الحرب أريئلشارون في 14 إكتوبر تشرين اول 1953، قبل 59 عاما، وذهب ضحيتها 77 شهيداً، وتدمير56 منزلا ومدرسة القرية الاساسية.

عرض الفيلم وانشطة ثقافية – فنية في مدرسة ذكور قبياتحت عنوان “مشروع في توثيق الذاكرة – الوفاء لمن ذهبوا في الغياب طويلا، فكان لهم عليناالحق في استعادة اسمائهم وقصصهم”، أشرف على الفعالية الاستاذ ابراهيم الاجرب، ومعهفريق عمل من 50 طالبا من المدرسة.

المجزرة الوحشية في قبيا، كما مجزرة دير ياسين وكفرقاسم وصبرا وشاتيلا وغيرها الكثير من المجازر والمذابح الصهيونية، لا تخص اهالي هذهالقرية او تلك المدينة او ذلك المخيم، لان المذابح الاجرامية تستهدف الشعب العربي الفلسطينيكله، وهي سابقة او ملازمة او تالية للنكبة في العام 1948 والنكسة في حزيران 1967 واجتياحلبنان 1982 واجتياح مخيم جنين 2002 والعدوان على قطاع غزة 2008- 2009.

المجزرة الوجه الآخر للتطهير العرقي في الفكر والممارسةالصهيونية، وهي أداة المشروع الكولونيالي الصهيوني البشعة لتنفيذ المخطط التصفوي للقضيةالوطنية الفلسطينية. ومن خلالها (المجزرة – المذبحة) قامت دولة العدوان والاحتلال الاسرائيليةعلى انقاض مصالح الشعب العربي الفلسطيني العليا. وما زال منطق ولغة إله الحرب “مارس”،هي الناظم للقيادات الصهيونية المختلفة، التي تزداد إيغالا في الدم الفلسطيني.

استحضار اهالي قرية قبيا لدماء الشهداء، الذين سقطواعام 1953 في قبيا، كان استحضاراً لشهداء الكفاح الوطني على مدار عقود المأساة الفلسطينيةقبل واثناء وبعد نكبة العام 1948، وتأكيداً على الوفاء العميق من ابناء الشعب عمومالذكرى رحيلهم، وتصميماً على مواصلة مشروع التحرر الوطني وتحقيق حق تقرير المصير، واقامةالدولة المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة للاجئين على اساس القرارالدولي 194. فضلا عن التمسك والتشبث بالرواية الفلسطينية التاريخية، التي تؤكد الحقالفلسطيني الكامل في ارض فلسطين التاريخية من البحر الى النهر.

غير ان التشبث بالرواية الفلسطينية، لا يعني التخليعن خيار السلام القائم على خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران عام1967. ولا يعني استحضار ذكرى الشهداء وجرائم حرب دولة التطهير العرقي الاسرائيلية،العيش الى ما لا نهاية في دوامة العنف والدم، ولكنه يعني التشبث بخيار السلام والتسويةوالتعايش ووقف نزيف الدم.

غير ان قادة إسرائيل اليوم، كما كانوا بالأمس، ما زالوايتهافتون وراء إشاعة وتعميم لغة الحرب والدم والقتل وارهاب الدولة المنظم من خلال سياساتهمالاجرامية والعدوانية القائمة على اساس تزوير الحقائق، ومواصلة تهويد ومصادرة الاراضيوتغيير معالم المدن والقرى والشوارع الفلسطينية العربية، واعتماد فلسفة الترانسفيروتبديد مصالح الشعب الفلسطيني العليا وقضيته الوطنية من خلال تواطؤ الولايات المتحدةالاميركية اولا والاقطاب الدولية الاخرى وصمت العرب المريب.

وتستعر في هذه الايام حرب المزاودة بين القادة الصهاينةمن مختلف المشارب والاتجاهات الصهيونية على من يفتك أكثر بالدم والارض الفلسطينية بهدفاستقطاب اصوات الناخبين اليهود الصهاينة، الذين امسوا يطربون ويرقصون على قعقعة السلاحوقصف الصواريخ والقاء القنابل التدميرية وعلى صدى صوت الطيران الحربي وقنابله العنقوديةوالفراغية والاسلحة الجرثومية والفسفوريةـ ونعيق الفتاوى العنصرية للحاخامات القتلة.

ذكرى شهداء قبيا، التي احياها ابناء قبيا والقرى والبلداتالمجاورة، ذكرى عزيزة وباقية ومستمرة مع الاجيال الجديدة، التي ستحمل الامانة حتى تحقيقالاهداف الوطنية بحدها الادنى. ولن تذهب دماؤهم هباء منثورا، لان الشعب وقواه الحيةوقيادته الوطنية لن تتنازل عن حق تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وضمان حق العودةعلى اساس القرار 194 شاء نتنياهو وباراك وليبرمان وغيرهم من الصهاينة ام أبوا.