اسرائيلتهدد إيران بـ'خيار شمشون، أو أنها تقول لأميركا 'امسكوني'. الفلسطينيون على هذه الأرضمتداخلون مع الاسرائيليين، لكن 'خيار شمشون' ليس من مشاغلهم أو مخاوفهم.

ثمة قصة واقعية طريفة، عندما احتمى الاسرائيليون بالغرفالعازلة 'المأطومة' وقت خوفتهم حكومتهم من سلاح كيماوي لدى العراق. فقد جاء فلسطينيمقدسي الى دوار 'المنارة' وسط مدينة رام الله ليبيع كمامات واقية من الغازات، فأثارتفضول المارة، وقلبوها وجربوها ولعبوا بها حتى تلفت، دون أن يشتروا كمامة واحدة.

في جولات الحروب العربية - الاسرائيلية، بعد جولة حربالعام 1956 (العدوان الثلاثي على مصر) قيل إن اسرائيل فكرت بـ 'خيار شمشون' في الأيامالأولى لحرب العبور 1973، عندما قال الجنرال دايان لرئيسة الوزراء مائير: الهيكل الثالثعلى وشك الانهيار..

الآن، تهدد اسرائيل علانية بهذا الخيار إزاء إجهاض المشروعالنووي الايراني، فيما يبدو الفلسطينيون في وارد آخر من الهموم والاهتمامات، على رغمأن نتنياهو قالها: جولة غزة الأخيرة 'بروفة' لمواجهة ايران، أي شل صواريخ غزة وصواريخحزب الله عن دخول حرب مؤازرة لايران.

المحرقة (شوآه) النازية، وتشامبرلين المخدوع، وتشرشلالمصمم، وتقاعس الحلفاء عن منع 'المحرقة'.. هذه معزوفة نتنياهو لتأكيد جدية 'خيار شمشون'لحث أوباما على أن يكون تشرشل الذي يحلو لنتنياهو أن يتشبه به!

دعكم من قصص 'الكتاب المقدس' ومن داود وغوليات، ودليلةوشمشون، والهيكل الأول والثاني، وانقسام مملكة اسرائيل الى يهودا والسامرة. 

يقول لنا الكتاب المقدس إن شمشون قال: 'علي وعلى أعدائييا رب' ويقول باراك إن ضربة اسرائيلية لإيران قد تتسبب بأكثر من 500 قتيل مدني اسرائيليفي ضربة صاروخية ثأرية..

لكن رواية أخرى لما قاله شمشون أكثر مباشرة: 'فلتمتنفسي مع الفلسطينيين' كما يُكثر كتاب المقالات الاسرائيلية الاستشهاد بها، وأحياناًيستشهدون ربما بفقرة من العهد القديم للكتاب المقدس: 'الشر يأتي من الشمال'. كان قدأتى من العراق، ثم من سورية، ثم من حزب الله.. والآن من إيران.

من المشكوك فيه أن تكون الضربة الاسرائيلية حاسمة للمشروعالإيراني أكثر من 'النصر الحاسم' الحزيراني 1967، ومن بعده بدأت 'جولات' في الصراعالفلسطيني - الاسرائيلي لا يبدو فيها أي نوع من 'الحسم' لا العسكري ولا السياسي. آلافالكيلومترات تفصل اسرائيل عن ايران، وكيلومترات قليلة تفصل صواريخ غزة عن مدن جنوباسرائيل.. لكن في مسيرات الاحتجاج الشعبي الفلسطينية يوجه جندي اسرائيلي ماسورة بندقيتهلتلامس صدر طفل فلسطيني من جهة القلب.. حصل هذا قبل يومين في 'بيت أمّر'.

لا يفكر الفلسطينيون بمئات القنابل من انتاج ديمونا،ولا بآلاف الدبابات، ولا بأحدث طائرات القتال، بل بدونمات الأرض، وينابيع الأرض.. وبالدولةالفلسطينية هل تقوم أو لا تقوم. لا يفكرون بخيار شمشون، ولا باستئناف العمليات الانتحاريةالتي كانت نوعاً مصغراً من 'خيار شمشون'.

استدراك: قال دايان قبل معركة الكرامة: الفدائيون بيضةفي اليد أكسرها ساعة أشاء. في وقت لاحق قال: لا أنا.. ولا أي جنرال اسرائيلي سيهزمالفلسطينيين. سيهزمهم الجنرال يأس. 

هل يئستم أيها الفلسطينيون.. أو'باقون على صدوركم'!