ما أشبه اليوم بالبارحة..!

تموز ( يوليو) عام 2000م

آذار (مارس) عام 2014م

في الأولى أي تموز 2000 تمّ جلب الوفد الفلسطيني وعلى رأسه الشهيد الرمز أبو عمار الى كامب ديفيد قبيل نهاية ولاية الرئيس الأميركي آنذاك كلينتون بدعوى ايجاد حلّ ينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وكان واضحا يومها ان الاسراع او الاستعجال في ذلك تمّ بالتنسيق مع ايهود بارك رئيس وزراء الكيان المحتل في تلك الفترة من اجل الضغط على ياسر عرفات لفرض الحلّ الذي يريدونه ( الاسرائيليون والأميركان ).. ولم يكن الوفد الفلسطيني مستعدا او مرتبا أموره كي يواجه هذه المؤامرة وحاول التملص او التأجيل دون جدوى.

ويذكر القارئ يومها كيف حشر الوفد الفلسطيني ومنع الاتصال به من الخارج او ان يتصل هو بالخارج !

واستمرت كامب ديفيد الثانية اكثر من أسبوعين ورفض أبو عمار الضغوط والتهديدات الجبارة، وأصر على عروبة القدس وانها عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.. وأعلن يومها « ليس منّا وليس فينا من يفّرط بذرة من تراب القدس «.

بعدها أعلن كلينتون، بالتواطؤ مع باراك، ان عرفات أضاع الفرصة وافشل المفاوضات والحلّ الايجابي !

وغادر كلينتون البيت الأبيض ليحلّ محله بوش الابن الذي استمر باتباع سياسة المحتلّين ودعمهم في مواجهة عرفات حتى قتلوه في عام 2004 م.

وسياسة الجلب والغطرسة من قبل الادارة الأميركية بالتآمر مع الاحتلال الاسرائيلي اتبعت قبل ذلك مع الأردن حيث كشف الأمير حسن بن طلال، وكان يومها وليا للعهد في الأردن، حيث أعلن بصراحة ووضوح عندما استدعاه البيت الأبيض لمفاوضة الاسرائيليين بالقول : لقد جُلبت الى هنا !.

وفي الثانية.. أي اذار الحالي 2014م، وبعد الصمود العظيم والثبات على المبادئ من قبل القيادة الفلسطينية الحالية وعلى رأسها الأخ ابو مازن.. واعلانه ( ابو مازن ) المستمر برفض الموافقة على يهودية الدولة المحتلة رفضا باتا والذي كرره منذ يومين خلال لقائه الشبيبة الفتحاوية في الجامعات الفلسطينية، وأجزم انه سيعلن ذلك مرة أخرى في اجتماعات المجلس الثوري المنوي عقدها اليوم الاثنين وغيرها من الثوابت المعلنة.

لذلك وبعد ما عرفناه عن صمود ياسر عرفات.. وما فعلوه به.. بعد كامب ديفيد الثانية في تموز 2000 م، فإني اخشى على ابو مازن نفس المصير.

اعرف ان ( أبو مازن ) يدرك ذلك تماما، ولا يخشاه.. ولكن يجب ان نكون مستعدين لمواجهة اليوم التالي.

فماذا أعددنا ؟!

هذا السؤال موجه بالأساس الى الأخ أبو مازن أولا، ليس من قبلي فقط، بل من قبل كوادر وقيادات ( فتح ).. وثانيا الى القيادة الفلسطينية بكل فصائلها وقياداتها.

لا يكفي ان يقول الأخ أبو مازن ان لديه من البدائل ما سيعلن عنه في الوقت المناسب !

فالمجلس المركزي يجب ان يقول رأيه واضحا بعد ان يعقد جلسة عاجلة تأخرت كثيرا.

نحن في ظرف دقيق وعصيب يتطلب منا الاسراع في اتخاذ القرار حتى لا تتكرر تموز 2000، ولات ساعة مندم !

اننا شعب حيّ، له قيادة واعية ومحنكة وضعت المحتلين، بسبب سياستها الرزينة، في خانة اليك.

لذلك علينا الاسراع في التلاحم والتعاضد والاتحاد في مواجهة القادم، المعلوم لدينا، وليس القادم المجهول، ونتخذ قرار المواجهة المطلوب والنصر دائما حليف الشعوب المناضلة.