لأن نصف (رأس حكومة اسرائيل) يعرف حقائق القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني, وشهادات قادة العالم حول تضحية الفلسطينيين من اجل السلام والاستقرار في المنطقة, فان هذا النصف «محتلٌ» من الذين يريدون بقاء الاسرائيليين مجرد ضحايا لسياساتهم ومخططاتهم وجشعهم المادي والسياسي, فهؤلاء يحتلون نصف رأس الحكومة الاسرائيلية, بسلاح الكذب، يسلطونه على المجتمع الاسرائيلي فيخضعون لسطوة الأغلبية منه, بالتوازي مع أوامرهم بتوجيه فوهات السلاح الناري القاتل في ايدي جنود جيشهم الاحتلالي وبلطجيتهم المستوطنين نحو صدور الشعب الفلسطيني.
يسعى رأس الحكومة الاسرائيلية لقهر المجتمع الاسرائيلي وإخضاعه بصناعة الكذب، فيما يسعى لقهر الشعب الفلسطيني بصناعة الموت والحرب والتهجير،ومنعه من تقرير مصيره كباقي شعوب الدنيا.. فلولا تجارة الكذب على المجتمع الاسرائيلي التي تحقق لحكومة اسرائيل الربح - كدولة احتلال – على المستوى الشعبي الاسرائيلي, لما حاولت تمرير قانون في الكنيست يمنع الاسرائيليين من الاتصال بأعضاء من منظمة التحرير الفلسطينية ( الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ) وقد يلجأ بعضهم حال اقرار هذا القانون، الحظر على الاسرائيليين الاتصال بأي فلسطيني باعتبار كل الفلسطينيين اعضاء طبيعيين في منظمة التحرير وليس على اعضاء في اطرها القيادية وحسب.
ينشغل نصف الراس الكاذب الاسرائيلي بخطط منع وصول الرواية الفلسطينية، الى الجمهور الاسرائيلي، ومنع وصول حقيقة الفكر السياسي للرئيس محمود عباس ابو مازن ومنهجه السياسي, وإيمانه بالسلام الى المجتمع الاسرائيلي، فهؤلاء المحتلون لأدمغة الاسرائيليين ولأرضنا, يهددون وجود شعبنا, وامن وسلامة الاسرائيليين بدعايتهم الباطلة اصلا, معنيون باستمرار صور الكراهية والعدائية الممزوجة بعنصرية ( فاقعة اللون،حادة الملمس ) في اذهان المجتمع الاسرائيلي، كعنايتهم المركزة باصطياد واقتناص بعض حالات العدائية والتحريض ضد اليهود لدينا, لتبرير احتلالهم لأدمغة الاسرائيليين, وتوجيه الراي العام بريموت كونترول الكذب المطور بوسائل بأحدث تكنولوجيا الاتصال والإعلام.
يصف معد ومقدم برنامج، (مايوعر) رازي بركائي، الاختراق الفلسطيني هذا بـ«الحملة الدعائية من فوق رأس إسرائيل».
ويشير تقريره لإذاعة الجيش الاسرئيلي أن الرئيس محمود عباس شكل «إدارة اتصالات مع المجتمع الاسرائيلي من فوق رأس الحكومة في اسرائيل, وأن الفلسطينيين تمكنوا من تحقيق الكثير من النقاط لمصلحتهم وتحسين صورتهم من خلال هذه الاستراتيجية التي يتبعونها». كاجتماع الرئيس مع 200 طالب إسرائيلي،وأعضاء كنيست, وصحفيين, وكذلك التقاء مجموعة من رجال الأعمال الروس مع مسؤول ملف المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات، الى جانب وفود اميركية (يهودية).
اكتشف رأس حكومة اسرائيل الاحتلالي على الجهتين أن الجدار الأمني الاستيطاني رغم تأثيره الايجابي على الوضع الأمني الشخصي للاسرائيليين، الا أنه لم يمنع الفلسطينيين من اختراقه أو الطيران من فوقه والوصول الى الاسرائيليين، ليحاوروا عقولهم، ويحيون قلوبهم, ومشاعرهم، يحررون انسانيتهم من عقلية راس حكومتهم الاحتلالية الاستيطانية, الجالبة للويلات والمصائب والحروب على الفلسطينيين والإسرائيليين، فاخذوا يعبرون عن خوفهم من انفتاح الاسرائيليين على الحقائق الفلسطينية, وقدرة الفلسطينيين على اقناع مجتمع الدولة التي يريدون التعايش سلميا معها بعد نيل استقلالهم وحريتهم وقيام دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية, فالعدائية ليست من سمات الانسان المناضل من أجل انتصار الحق الطبيعي والتاريخي، والمؤمن بمشروعية القوانين الدولية, وعدالة الضمائر الانسانية اذا قدر لها التحكم واتخاذ القرار.