سجل.. رسالة

ليقرأها العرب

جاءتهم الدعوة فرادى

وجماعة

وقبائل

قرأوا حرف الضاد

سؤالاً ورجاء

لا تُعطى أجوبةٌ للرسائل

إلا بالريادة

لا تعطى لشحاذ

سوى لقيمات خبز

من بقايا موائد

لا يدركون أبعاد الزكاة.. كثر التساؤل

خبزهم ليس من البُرِّ ولا من الشعير والذرة

خبزهم ماء وجوه سقطت من كل حبات العيون.. فيها ألف دمعة حائرة

سجل يا محمود في خلدك نداءً للعرب

ذكرهم.. بقولك "سجل أنا عربي"

لا تعطهم عذراً وعدْ لنا أيضاً بالرسالة

سجل أنا من "البروة" من عكا.. وصفد من بغداد والرباط

سجل أنا من الرياض

وأنا من الخرطوم

ما بال حمام الجزائر يستعر

ما بال بغداد الحديثة

أصبحت رماداً تنادي

آه يا بيروت

يا قلب المنائر

ما لكم لا تسمعون

سجل إنني من نابلس

من كل الدنا

من القدس وبيت لحم والناصرة

قد لا تفقهون ما أقول

جلكم عباقرة الكلام

تدركون أبعاد المقام

اسمعوا صوت النداء

لا تطلبوا من احد

في كل دنيانا الوسام

انه على صدر "يوم ذي قار"

معلق يغطيه الركام

لقيتك لحظة في بيروت

سرت معك إلى أبناء الشهداء

سألتني من أين خبزهم!

خبزهم من تلال الجليل

من أين شرابهم

من درب العين في الكابري

أيعصرون برتقال يافا

أم عنب بيت جن

أزَيتُهم من الرانة

أشرابهم الصافي من رمان صفورية

قلت لا أخفيك

"إنهم ينتظرون"

إنهم يسجلون كل يوم

رسالة.. إلى معلم

كلهم معلمون.. أبديون

ومهزومون

يرسلون رسالة.. أبناء الشهداء

من تلال سوق الغرب

إلى المختارة

من شواطئ الرشيدية إلى شواطئ نهر البارد

من تلال البداوي إلى تلال المية ومية

والوحدات والنيرب

من بعلبك قلعة وخيمة

كلهم "يُصلُّون" علَّ الرسائل

أن تصل

حتى لحظة وداعك محمود

لم تصل الرسائل

عذراً أبا الدراويش

 سبحاتهم طويلة.. لحاهم معطرة

وأيديهم تدخن

سجائر الهزيمة

ومثلهم أصحاب الياقات البيض

وكل الألوان

كأن لا تبغَ في بلادنا

ليتنا مع كل تسبيحة وقيلولة

نصلي للوطن

نحمل البندقية نهزم الضعف

إنهم دوما ينادون شيخنا القسام.. وأبا عمار واحمد ياسين

ينادون من بين تلال القهر

ربنا أعطنا سيف خالد

وحكمة صلاح الدين

وإننا عائدون إلى حيث يصحبنا محمود وإلى البروة