يافا تنثر عطر الياسمين ...
في طريق العائدين ..
من المنافي ..
من المجهول ..
من الغياب ..
بعد طول غياب ..
***
لم تأت يافا بالمراكب ..
يافا قبل البحر كانت ..
تنثر في برها ..
عطر الياسمين ..
وشذى البرتقال والليمون ..
على الشواطىء البعيدة ..
***
يافا لا شيء يشبهها اليوم ..
سوى نفسها ..
تكتب بأحرف من نور ..
حضارة وتاريخ ..
شعبها العربي الأصيل ..
***
يافا ظلت صامدة ..
على شاطئ البحر ..
في وجه اعتى احتلال ..
عصية على الإغتصاب ..
والتزوير ..
***
هي شيء ..
من روح كنعان ..
هي روح العصر ..
الممتد ..
من البر إلى البحر ..
كيف لهذا الغازي ..
أن يغتال هذه الروح ..
وهذا الكبرياء ..
***
يافا قبل البحر كانت ..
تصدت لكل الغزاة ..
القادمين من برها وبحرها ..
هي من صالت وجالت ..
أعالي البحار ..
هي من أرست مراسيها ..
على كل الشواطئ ..
لكن اليوم ..
لا شيء يعجبها ..
***
وأنا اليوم ..
لا شيء يعجبني ..
لا السير في وسط الطريق ..
ولا الوقوف على الرصيف ..
أبحث عن ذاتي في ذاتي ..
لم أجدها سوى ...
في حبي الأول ..
والأخير ..
***
أنا لي ..
حبيبة واحدة ..
هي أمي التي أنجبتني ..

اسمها فلسطين ..