في كل عام مع نتائج "التوجيهي" تتجلى مجددا حقيقة الطبيعة الفلسطينية المجبولة على التحدي، التي رغم مختلف الصعاب، وتعددها، لا تعرف الإحباط ولا اليأس، وتأبى الفشل والهزيمة، وفي نتائج التوجيهي الباهرة ما يؤكد ذلك، أبناء وبنات شهداء وأسرى، دخلوا قاعة الامتحانات بقلب موجوع، لكن بروح التحدي والإصرارعلى النجاح، نكاية بالاحتلال، وهدية محبة ووفاء لذويهم، فينام الشهيد قرير العين، ويفرح الأسير خلف القضبان، إذ فلذة الكبد، أزهرت وردة الأمل.

وبلا كهرباء غالبا، وفي بيوت تتضور مساحة، وأمنا اقتصاديا، في قطاع غزة المكلوم، تفوق العديد من طلبة التوجيهي، حتى باتوا من الأوائل على فلسطين، لتنتصر ثقافة التعلم والمعرفة، طبقا لمناهجها التربوية الوطنية، على خزعبلات الثقافة الماضوية، التي تعمل حماس على تعميمها عبر منابرها الاستهلاكية، وخطبها الشعبوية، وطروحاتها الإخونجية، التي تأكل الدنيا عمليا  بالدين..!!!

ولا شيء يشبه توجيهي فلسطين، الدروب إلى المدارس بحواجز الاحتلال العسكرية، والعديد من طلابها تحت مرمى نيران جيش الاحتلال، ثمة العديد من مقاعد هذه المدارس بصور الشهداء، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشهيد مجدي عرعرواي، من مخيم جنين، الذي خاض امتحان التوجيهي، مطلع هذا الشهر، واستشهد قبل إعلان النتائج  بأيام، وكانت نتيجته طالبا متفوقا بمعدل 90.4%.     

ومع نتائج التوجيهي كل عام تدور في الشوارع عربات المبتهجين بالنجاح، وتقام الحفلات، وتنهال رسائل التهنئة على الناجحين وذويهم، وبرغم خطل المفرقعات والألعاب النارية يظل موسم النتائج موسم فرح ملزم، وحقيقة أمل بليغة، ومع النتائج المبهرة نرى أجيال فلسطين وهي تتقدم في دروب البناء والتحرر فمع العلم والمعرفة تتسع هذه الدروب، دروب الحرية والاستقلال.

ألف مبروك لكل الناجحين، وحظ أوفر لكل من تعثر، ومع  العزم والإصرار على النجاح، ما من تعثر يدوم.