مثلما توقعنا أن زيارة الرئيس أبو مازن إلى جنين ومخيمها، برسالة الصمود والتحدي والمقاومة التي أرادتها أن تكونبليغة تماما بموقفها هذا لا للاحتلال الإسرائيلي، وصناع الفتنة فحسب، بل وللعالم أجمع كذلك، توقعنا وقلنا إن هذه الزيارة/ الرسالةسيبغضها الاحتلال الإسرائيلي كثيرا، وسيكرهها صناع الفتنة أكثر، والحال أن البغض الاحتلالي، والكره الفتنوي، الذي بات من متلازمات حركة حماس،لم يكن ليظل حبيس قلوب أصحابه المريضة..!!

ما جرى في جنين بعد الزيارة بأيام،وبتذرع غير صحيح، من قبل صناع الفتنة،انساق وراءه البعض دون تفحص (...!!) لم يكن سوى بعض مخرجات البغض والكراهية تلك، ومحاولة حمساوية بالدرجة الأساس، لمحو ما تركت الزيارة/ الرسالة، من أثر إيجابي كبير في معنويات أبناء القلعة وفرسانها .

صناع الفتنة لايريدون أن تمضي عربة القانون في شوارع وحارات جنين ومخيمها، ليظل ما يريدون من عبث في الساحة الفلسطينية قائما،العبث الذي قالت الشرعية وأعلنت بوضوح شديد أن اليد التي ستعمل على تعميمه ستقطع، وإنفاذ القانون في سبيل تكريس السلم الأهلي، ومنع الفوضى، والفلتان الأمني، لاتراجع عنه، ولا بأي حال من الأحوال، وإنفاذ القانون في المحصلة تحصين للمقاومة، وستثبت الأيام ذلك، ونحن ما زلنا في خضم معركة الحرية، والاستقلال، ما يلزمنا بحسن التخطيط، والتبصر، والتفهم والتآلف الوحدوي، وصواب القرار وشرعيته .

ما من تراجع في هذه الطريق، ولا مساومة، ولعلنا هنا، نرفع لاجتماع الأمناء العامين المنتظر في القاهرة، هذا الأمر لإقراره واحدا من سبل تعزيز المقاومة وأساسا لوحدة وطنية فاعلة.

ذهبت زيارة الرئيس أبو مازن إلى جنين ومخيمها إلى التاريخ أيقونة من أيقونات الإرادة الفلسطينية الحرة،وحطت في الواقع، سبيلا من سبل الصمود والتحدي، وقرارا حاسما من قرارات الشرعية، على سيادة القانون، وحماية لحياة المقاومة لأجل انتصار المشروع الوطني، مشروع الحرية والاستقلال.ولن يحظى العبث في النهاية سوى على الخيبة والفشل والهزيمة.