لم يسقط الطفل الفلسطيني ريان من علو ومات، بل ارتفع  إلى الأعالي ورفرفت روحه في السماء فوق القدس وفوق مكة المكرمة وفوق المدينة المنورة تصرخ الا من ناصر لنا..!
رفرفت روحه البريئة الطاهرة فوق بيت لحم تعلن قيام السيد وجروحه النازفة، لم يسقط الطفل ريان من علو ومات، بل رفعه الذي رفع السيد المسيح إلى السماء تحرسه كل ملائكة السماء، دفنوه دفنوا الطفل ريان في قريته المقدسية ولكنه قام في اليوم الثالث وصار  وليًا وصديقًا.
لم يمت ريان ولكن الله خصه بالشهادة ليلتحق بركب الأطفال الشهداء فارس عودة، ومحمد الدرة، وآلاف الأطفال الشهداء من أبناء شعب فلسطين المظلوم والصابر والمرابط على أرضه إلى يوم النصر.
الطفولة في فلسطين لها طعم ولون لا يعرفه إلا من ذاق الويلات تحت جبروت وبطش الاحتلال الصهيوني، الحياة في فلسطين لا تشبه حيوات الآخرين، الحياة في فلسطين وتحت ظل الاحتلال ألم ودمع ودم وتعب ونصب، ولكن بالرغم من ذلك فإن أهل فلسطين يرون الضوء آخر النفق.
موتهم حياة، يموتون في الصباح ولكنهم يعودون في المساء أبطالًا مقاتلين يحملون نعوشهم على أكتافهم وأيديهم على زناد بنادقهم بها يحرقون وجه المحتل.
 شعب كله طفل، وأطفال يصبحون رجالاً بعيد ولادتهم، يموت الناس فيدفنون في باطن الأرض أما أهلي فترفع أرواحهم طيور خضراء جميلة تغني لن ننساك فلسطين.
شتان ما بين موت العدو وموتنا، موتهم وجنائزهم حزن وبكاء وعويل، أما عند موتنا يصبح الموت عرسًا نشيع بالزغاريد والأناشيد الوطنية وبالتهليل والتكبير.
ماذا لو أن طفل أمريكي أو غربي أو يهودي عمره سبع سنوات مات بحادث ما، عندها سنتحول كلنا إلى إرهابيين وقتلة أطفال  وهمج ومتوحشين.
ريان لم يسقط من علو يا سادة، جيش الاحتلال نفذ فيه حكم الإعدام ومسكوه من يده وضربوه ثمّ القوا به من شاهق ومات.
كان الجند الصهاينة يتلذذون بفعلتهم الشنعاء لأنهم يعتبرون حتى العصفور  فلسطينيًا فيقتلوه.
ريان سليمان كان كبيرًا والشاهد بقدره وليس بكبر سنه أراد الجند الصهاينة أن يقتلوه ولكن ما قتلوه ولا صلبوه بل شبه لهم.