أحيا اللقاء التشاوري للمؤسسات والجمعيات الأهلية في صيدا ومخيماتها الذكرى الـ 67 لنكبـة فلسطين بوقفـة عهـد ووعـد بعدم التنازل عـن الحقوق والمضي بـدرب الكفاح حتى التحريـر، وشارك اللقاء بالوقفـة التي أقامهـا فـي مـارون الـراس يـوم الخميس 14/5/2015 ممثـل حزب اللـه أبو وائـل زلزلـي، ومسؤول بلدية مارون الراس ماجـد عـلوي والحاج سلمان.

أفـتتـح الوقفة عضـو اللقاء التشاوري أبو صالح  بدعـوة الحضور لقـراء الفاتحة على أرواح الشهـداء ومنهم بهـذه المناسبة بالـذات الشهـداء الذين قضوا في مارون الراس بالرصاص الإسرائيلي عام 2011، ونوه لتسديد الفلسطينيين دون غيرهم ثمـن الخيانة والتآمر الدولي الـذي أودى بفلسطين، وحـول شعبها للاجئين يدفعـون فاتورته من اللحم الحي ومن دمهـم ودمـوع أطفالهم وعـذابات نسائهـم وتشـردوا بشتى أصقاع المعمورة .

وألقى كلا مـن هـدى منصور، سامية عبد الرازق، وحيـدة محمود، رمـزي عـوض المنضوين باللقاء التشاوري كلمات وقصائد مـن وحـي المناسـبة، استذكروا خلالها أرض الآبـاء والأجـداد، وأكدوا على توقهم وتصميمهم للعـودة ومهما بلـغ الثمـن وأن طال الـزمـن.

كلمـة اللقـاء التشاوري قدمتهـا عضـوة اللقـاء زينـب جمعـه وجـاء فيها: "نلتقي اليوم وهنـا بالذات على تخوم أرضنا الحبيبة، نـرنـو إليها من بعيـد بلهفـة وفي القلب حنين وغصة، شهـر أيار بالـذات  المحفور عميقا بالذاكـرة الفلسطينية، فالفلسطينيون حيث وجدوا بالوطن المحتل في الضفة الغربية وقطاع غـزة والقدس الآبيـة، وفي فلسطين المحتلة عام ٤٨، فلسطين أرض الآبـاء والأجـداد، في مخيمات الشتات بلبنان وسـوريا وفي المخيـم الجريـح مخيم اليرموك، في الأردن ومصر وبشتى دول الاغتراب والمنافي هـم شعب واحد أينما كانوا وحيثمـا وجدوا والمسافات الجغرافية حتى وإن كانت طويلة إلا أنها لا تقـف حائلاً أمام شعبنا كونـه شعباً واحداً موحداً وإنـه صاحب رسـالـة وقضية وطنية نبيلة وأنـه لا ولـن ينسى وجيلا بـعـد جيـل المظلمة التاريخية وجريمـة العصر التي لحقت بهم جـراء لهاث الدول الكبرى خلف مصالحها ووقوفها لجانب الصهيونية العالمية باغتصاب الأرض الفلسطينية من أصحابها الحقيقيين.

في هـذه المناسبة الأليمة ومن جنوب لبنان وبمحاذاة تخوم أرض فلسطين الحبيبة الأرض المجبلة بالشهادة وبدم الشهداء من فلسطينيين ومقاومين لبنانيين وسواهم من المقاومين السورين والعرب على اختلاف جنسياتهم تحي رجال المقاومة القابضين على الزناد وعيونهم شاخصة بأتجاه مزارع شبعا والجليل تنتظر اليوم الموعـد لتصلها محررة اياه من الاحتلال الاسرائيلي.

من مارون الراس نطلقها صرخـة مـدوية نحـن المحتشدون هنـا ونقسـم أننـا لـن نتنازل عـن حقنا بأرضنا، ولـن نساوم أو نفاوض على حقنـا بالعـودة، ونـؤكـد بأنه لا يملك أحـدُ فـي هـذه الدنيـا وكائناً مـن كـان حق التفاوض بالتنازل عـن حقنا بالعـودة، وأن هـذا الحـق تكفله المواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان، وهـو بالنسبة للفلسطينيين حـق فـردي وبالوقت ذاتـه حق جماعي لا يموت ولا يندثر بالتقادم ومهما طال الزمـن. فغولدا مائير ماتت ودايان ولى وشارون وغيرهم من غلاة الكيان الصهيوني يرحلـون وأطفال الحجـارة مرابطـون يتوارثون الأمانـة جيـلا بعـد جيـل.

أيها المحتشدون على تخـوم فلسطين أسمحـوا لي اليـوم وفـي الذكـرى الـ " 67 " للنكبة أن أُحـي بإسمـكم ومن خلالكـم أهلنا أبناء الشعب الفلسطيني الصامدين بأرضهم رغـم أنـف وجبروت سـلطات الاحتلال الاسرائيلي في حيفا ويافا وعـكا وصفورية وسـواها مـن القـرى وبلـدات فلسطين الذين يُحيون المناسبة هذه الأيـام، ونحي أيضاَ كافة أبنـاء الشعـب الفلسطيني حيـث حلـوا، ونخص بالذكـر منهم أهلنا في مخيمات سـوريا واليرمـوك الجريـح ودول الاغتراب.

اليوم وبهـذه المناسبة وبأسـم الكل الفلسطيني نستصرخ أصحاب الضمائـر الحية والـدول الصديقة والحليفة لشعبنا بشكل خاص، ودول الشرعية الدولية عمومـاً، بالوقـوف لجانـب حقـوقـنا والضغـط على سـلطات الإحتـلال الاسرائيلي لوقـف أعماله العـدوانية ضد أهلنـا في الأراض الفلسطينية المحتلة في العام 1967، والتي بـاتـت أعمالها العدوانيـة تـطال النساء والمسنين وتقتـل وتعتقـل الأبـريـاء، ولا تـرحـم حتى الأطفـال، لا بـل ووصلت حـد التمادي بسرقـة الأراضي وتهـويـد المقدسات وإقامـة المستوطنات، وبذات السياق نتمنى على الدولة اللبنانية المضيفة العمل على توفير حقوقنا الاقتصادية والاجتماعية كونه يمكننا كلاجئين من العيش بكرامة ويعزز كفاحنا في سبيل  حقنا للعودة،  كما نرفض وبشكل قاطع أي تقليص لخدمات الأونروا ونطالبها بضرورة أن تتحمل مسؤوليتها الإنسانية كاملة إلى حين العودة.

يا أهـلنا فـي المخيمات والـوطـن المحتـل ما أحوجنـا هـذه الأيـام لوقفـة فلسطينية جادة ومسؤولـة، تُعيدُ لـم الشمل، وتُنهي الإنقسام الفلسطيني البغيض، وتتوحـد مـن خلالها الجهود، تُرص الصفوف، وتُفعـيلْ مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية أن استعادة الوحـدة الفلسطينية هـو الطريق الـذي لا بـد منـه لاستنهاض الحضور الفلسطيني، وإحياء القضيـة الـوطـنيـة وإجبـار العالـم على الإنصات لنـا وسماع صوتنا.

مـن جهتـه الحاج سلمان قـام بتعـريـف الحضور بأسمـاء القـرى والبلدات الفلسطينية ملوحاً بيده تارة بهـذا الاتجاه وأخـرى بذاك باعتباره خبيراً بتضاريس المنطقة، وأنهى بالقـول "ذات يـوم سيصل رجـال المقاومـة إلى تـلك المواقـع ويحـرروهـا من المحتل الإسرائيلي"، وغـرس ممثلـو اللقـاء شجيـرات مـن الـزيتـون  بأرض حـديقـة مارون الراس لـرمـزيتهـا وارتباطها بالأرض الفلسطينية، ولجانبهـا تـم تـثبـيـت "شهادة مـن الــرخـام" بـأسـماء شهـداء العـام 2011، وهـم عمـاد أبو شقـرا ، محمـد أبو شـليح، عبد الرحمـن صبحـه، محمود سالـم، محمـد الصالـح، خليـل محمد محمود.

وأختتـم  اللقـاء نشاطـه  بحـديـث  لعضو اللقـاء التشاوري علي هـويـدي أشاد به بكفاح أهلنا الذين هجـروا قسراً من بـلادهـم، وذاقـوا الأمريـن وتفـانـوا بتربية الأبناء، وتوجيه بوصلتهم الوطنية باتجاه فلسطين، وغـرس محبتها مـن خلال حكاياهـم عنهـا في القلـوب والعقـول، ودفعهم لدرب الكفاح والشهادة فـي سبـيـل تحـريـر فلسطين.