منذ أن قال بنيامين نتنياهو لوفد من يهود الولايات المتحدة أن الرئيس محمود عباس أخطر شخصية على إسرائيل يجب التخلص منه، ووزير خارجية نتنياهو، ابيجدور ليبرمان، يهاجم بشكل شبه يومي الرئيس عباس ويقول أن التخلص منه هو مصلحة إسرائيلية.

نتنياهو وليبرمان لم يتوقفا عن مهاجمة الرئيس عباس منذ استلام الليكود للسلطة، فهما على قناعة أن سياسة الرئيس عباس ودبلوماسيته تؤدي لتحطيم قواعد الدبلوماسية الإسرائيلية وعزل إسرائيل دوليا، بمقابل زيادة التعاطف الدولي مع الشعب الفلسطيني، ما يحدث على أرض الواقع أن إسرائيل تعاني من عزلة دولية، والقيادة تتوجه للأمم المتحدة ومعها العالم تقريبا والتصفيق الذي حظي به الرئيس عباس لم يحظى به ولا رئيس دولة في العالم، بعد ذلك جاء دور اليونسكو وصفق العالم لفلسطين وتم قبولها عضوا دائما في المنظمة الدولي  رغم المعارضة الأمريكية والإسرائيلية.

القيادة الإسرائيلية لم تستطع الوقوف أمام دبلوماسية الرئيس عباس، ولم تستطع منع دول كثيرة في العالم من الاعتراف بفلسطين رغم كل محاولات التحريض على الرئيس أبو مازن فنتنياهو وليبرمان فشلا في كل محاولة للنيل من مواقف الرئيس عباس.

إسرائيل الرسمية لم تستطع حتى الآن إيقاف القطار السياسي الفلسطيني والذي يسير بسرعة هائلة، لكنها ستحاول إيقاف هذا القطار ليس بشطارتها أو وضع سياسة جديدة، وإنما من خلال حركة حماس بعد الكشف اليوم عن مباحثات ومداولات داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتغيير تعاملها مع حماس وحتى فحص إمكانية الاعتراف والتعامل مع حماس.

صحيفة 'معاريف' العبرية كشفت في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية بحثت مؤخرا إمكانية تغيير علاقتها مع حماس، بحجة خلفية الاتجاه المتزايد في المجتمع الدولي نحو حماس الهادف لتقريبها من الحركات المعتدلة وإعطائها الشرعية السياسية.

 أفادت الصحيفة بأن قضية التعامل مع حماس تم بحثها بشكل جدي على أعلى المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل على خلفية اتفاق المصالحة بين السلطة وحماس وإمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية وتداعيات هذه الخطوة على إسرائيل، وكيفية التعامل معها، وفيما إذا كانت إسرائيل ستسمح لحماس بالمشاركة في الانتخابات في الضفة الغربية.

نقلت معاريف عن مصادر سياسية قولها: 'لم يعد يتردد في إسرائيل الحديث عن عدم موافقة إسرائيل على المصالحة الفلسطينية، ولا تطلب الحكومة الإسرائيلية من السلطة التخلي عن اتفاق المصالحة مع حماس'.

وأضافت أن 'الحكومة الإسرائيلية تدرس الظروف التي من خلالها يمكن لها أن تتعاون مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، والتي ستكون فيها حماس لاعباً مركزياً '.

رأت الصحيفة أن الخارجية الإسرائيلية والأجهزة الأمنية توصلت إلى نتيجة مفادها:" أن حركة حماس أصبحت شرعية على المستوى الدولي بسبب وجود منظمات إسلامية متطرفة جدا في غزة ومصر تواصل نضالها العسكري ضد إسرائيل"، وتطلق الصواريخ على جنوب إسرائيل، وتخطط عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، في حين تقوم حماس بمحاولات لضبط النظام في غزة وتمتنع عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، إلا في حالات نادرة.

ما كشفت عنه معاريف اليوم يعتبر تحولا في السياسة الإسرائيلية اتجاه حركة حماس، خاصة بعد إتمام صفقة شاليط والتي تمت بشكل مباشر بين إسرائيل وحركة حماس. فصفقة شاليط، (واغتصاب ) قادة حماس للفصائل الأخرى ومنعها من قصف جنوب إسرائيل بالصواريخ وامتناع حماس عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل تدل أيضاً على تحول لدى قيادة حماس اتجاه تعاملها مع إسرائيل.

إسرائيل تريد تبرير موقفها للرأي العام الإسرائيلي اتجاه حماس بالإدعاء أن المجتمع الدولي على استعداد لتقبل حماس وإعطائها الشرعية بسبب وجود حركات إسلامية أخرى متطرفة تطلق الصواريخ على إسرائيل وتخطط لعمليات ضد أهداف إسرائيلية في حين أن حماس تحاول منع إطلاق الصواريخ على إسرائيل. هذا الموقف المعلن للحكومة الإسرائيلية. لكن الصحيح هو أن إسرائيل تريد فتح قنوات مع حماس من اجل هدف واحد وهو تقوية حماس وإضعاف الرئيس عباس كمحاولة للتخلص منه سياسياً، فأبو مازن علم حكومة نتنياهو دروسا في الدبلوماسية، وهو مصر على مواصلة تحدي نتنياهو من اجل الحصول على الدولة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، في حين أن قادة حماس على استعداد اليوم للموافقة على دولة مؤقتة في حدود 67.