معاريف – من ايلي بردنشتاين:23/11


يجري جهاز الامن مؤخرا مداولات في مركزها امكانية تغيير موقف اسرائيل من حركة حماس. هذه المداولات تأتي على خلفية الميل المتعاظم في أوساط الاسرة الدولية التي تغير موقفها السلبي تجاه حماس، بالتوازي مع النشاط الجاري لتقريب حماس من الجهات المعتدلة وبهذه الطريقة اعطاءها شرعية سياسية.
هذا الاسبوع من المتوقع أن يعقد في القاهرة لقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، للبحث في اقامة حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة. وذلك استمرارا للمحادثات التي سبق أن تمت في الماضي بين ابو مازن ورئيس حكومة حماس اسماعيل هنية.
مسألة الموقف من حماس تطرح في اطار مداولات واسعة تجري على أعلى المستويات في اسرائيل، وذلك في ضوء اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس والاتصالات لاقامة حكومة وحدة فلسطينية ومعناها. في هذه المداولات تطرح أسئلة عن العلاقات التبادلية التي ينبغي لاسرائيل أن تقيمها مع الحكومة الفلسطينية الموحدة التي ستضم ممثلين عن حماس، وهل اسرائيل ستسمح لحماس بالمشاركة في الانتخابات المخطط لها في السلطة الفلسطينية في منتصف العام القادم.
"لم نعد نتحدث عن رفض مطلق لاتفاق المصالحة، عن مطالبة السلطة الفلسطينية بالتنكر لحماس وعن اعتبار حماس كمنبوذة من ناحية سياسية"، تقول مصادر في القدس. "الان تجري محاولة لفحص الشروط التي يمكن من خلالها لاسرائيل أن تتعاون مع الحكومة الفلسطينية الموحدة ومع حماس التي تشارك فيها".     من المداولات  التي عقدت مؤخرا في جهاز الامن وفي وزارة الخارجية أيضا يتبين أن حماس تنال شرعية في الاسرة الدولية، ضمن امور اخرى لانه الى جانب حماس يبدو ملموسا نشاط منظمات اسلامية اكثر تطرفا في غزة وفي مصر. خلافا لحماس، فان هذه المنظمات تواصل الكفاح المسلح ضد اسرائيل، تطلق الصواريخ الى اراضيها وتخطط لعمليات ارهابية ضد أهداف اسرائيلية. حماس، كما يفهم من المداولات، تجتهد بالذات لفرض النظام في قطاع غزة ولا تطلق الصواريخ نحو اسرائيل الا في حالات قليلة.


خطر الاخوان المسلمين
سبب آخر هو أن تعزيز حركة الاخوان المسلمين يشكل واقعا اسوأ من حماس. المجلس العسكري الاعلى في مصر يحاول تقريب حماس على حساب حركة الاخوان المسلمين. هذه المساعي تتم أيضا بدعم من محافل دولية تفضل رؤية المجلس العسكري في مصر برئاسة طنطاوي يبقى كهيئة حاكمة في الدولة، من تعزيز الاخوان المسلمين. كما أنه تتم أعمال، غير قليل بمساعدة محافل الاسرة الدولية، لتقريب حماس من الجهات المعتدلة في المنطقة. "هذه العملية تعكس نيلا للشرعية السياسية من حماس"، يشرح مصدر سياسي في القدس. في اثناء هذه المداولات يطرح السؤال اذا كان ينبغي لاسرائيل والولايات المتحدة أن تواصلا مطالبة الحكومة الفلسطينية الموحدة اذا ما وعندما تقوم بالاعتراف بشروط الرباعية الثلاثة: هجر الارهاب، الاعتراف باسرائيل وقبول الاتفاقات السابقة الموقعة بين اسرائيل والفلسطينيين ولا سيما اتفاقات اوسلو. ومع ان اسرائيل والولايات المتحدة تواصلان عمليا المطالبة بالاعتراف بهذه الشروط كشرط لمواصلة التعاون واستمرار تحويل الاموال الى السلطة الفلسطينية الا أنه باتت تصدر الان أكثر فأكثر اصوات تدعو الى الاكتفاء بأقل بكثير.
"يجب فحص الفرضية اذا كان يكفي من الحكومة الفلسطينية التي تضم حماس ايضا أن تعترف باسرائيل أو تقبل باتفاقات اوسلو فقط"، قال دبلوماسيون غربيون في أثناء لقاءاتهم مع نظرائهم في القدس وفي وزارة الدفاع في تل أبيب. في مصر، التي تعلم كعراب لاتفاق المصالحة بين فتح وحماس يعتقدون بان اسرائيل والولايات المتحدة كفيلتان بان توافقا في نهاية المطاف على أقل بكثير من شروط الرباعية الثلاثة.
"التقدير هو أن الحديث يدور عن مواقف بدء اسرائيلية وامريكية كفيلة بان تلين في اثناء المفاوضات وفي نهاية المطاف سيكون ممكنا الاعتراف بحكومة فلسطينية موحدة"، قالت محافل دبلوماسية غربية في محادثات مع نظرائها في مصر.
تخوف عبدالله
على خلفية هذه التطورات زار هذا الاسبوع الملك الاردني عبدالله رام الله والتقى ابو مازن. وأعرب الملك عن تأييد علني لمساعي الفلسطينيين الوصول الى الوحدة، ولكن في الحديث المغلق الذي أجراه مع أبو مازن أعرب عن تخوف كبير من اتفاق المصالحة مع حماس ومن امكانية أن تسيطر المنظمة على الضفة. وذلك الى جانب التقديرات بانه في ضوء الثورة ضد حكم الاسد، ستضطر حماس الى ترك دمشق والانتقال الى عاصمة الاردن، عمان، باسناد من قطر.
أول أمس قرر محفل وزراء الثمانية مواصلة تأخير تحويل اموال الضرائب للفلسطينيين الى أن تتبين نتائج القمة بين ابو مازن ومشعل في نهاية الاسبوع في القاهرة. كما أن الكونغرس الامريكي أوقف تحويل الاموال للفلسطينيين الذين اضطروا الى طلب الاموال من السعودية. هذان القراران اتخذا خلافا لموقف الادارة الامريكية في واشنطن التي بعثت الى المنطقة بنائب وزيرة الخارجية بيل برانس. في اثناء لقاء ابو مازن مع بيل برانس قال الاخير ان الحكومة الفلسطينية الموحدة اذا لم توافق على شروط الرباعية، ستوقف الولايات المتحدة تحويل الاموال الى السلطة. وتوجه برانس الى نتنياهو وأوضح له بان على اسرائيل أن تحول اموال الضرائب المتأخرة الى الفلسطينيين.