تحت عنوان "ياسر عرفات حكاية وطن وثورة شعب" نظّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة الشمال لقاءً جماهيريًّا تخلله منبر مفتوح إحياءً للذكرى السادسة عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، اليوم الجمعة ١٣-١١-٢٠٢٠، في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيّم البداوي.

 

وشارك في اللقاء ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية وقيادة حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، ونقيب المحامين في طرابلس والشمال الأستاذ محمد المراد، والأطر التنظيمية لحركة "فتح" والمكاتب الحركية واللجان الشعبية وفعاليات ووجهاء وأهالي المخيم.

 

قدم للحفل المستشار أحمد درويش ممثل نقابة الصحافة في الشمال بكلمات اخترقت العقول واستقرت في القلوب مستحضرًا شخص القائد ياسر عرفات حبيب الشعب ورمز القضية وعنوان النضال الفلسطيني الذي باتت كوفيته رمزًا لكل أحرار العالم. 

 

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، مما جاء فيها: "ستة عشر عامًا مرّت على استشهاد قائد المسيرة أبو عمّار واعتقد البعض أنه رحل لكنه بقي خالدًا في وجدان الشعب الفلسطيني، كما كل شهداء الثورة الفلسطينية لأنهم استشهدوا من أجل الحرية والاستقلال. 

 ومنذ أيام غادرنا عضو اللجنتين المركزية والتنفيذية د.صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ليلتحق بالشهداء الذين سبقوه.. إلى جنات الخلد يا أبا علي". 

 

وأضاف: "إننا بهذه المناسبة الغالية، نتمسك بالثوابت الوطنية وبنهج القائد أبو عمار من أجل تحقيق حلم الشعب الفلسطيني لأنه ظل متمسكًا بالقدس عاصمة لدولة فلسطين التي استشهد لأجلها، واليوم يتمسك الرئيس أبو مازن بالقدس عاصمةً للدولة الفلسطينية ويخوض من أجلها معركة التحدي بوجه الإدارة الأميركية ورئيسها ترامب حتى أسقطت صفقة القرن وسقط معها حكام العرب المهرولين للتطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب للأرض الفلسطينية". 

 

وأكد فيّاض التمسك بالحفاظ على الهوية الوطنية والخلاص من الاحتلال عن أرض الآباء والأجداد، وشدد على أنَّ حركة "فتح" ستبقى على عهدها للشهداء متمسّكةً بحقّ عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسرًا تنفيذًا للقرار 194". 

 

ووجه التحية للقيادة الفلسطينية التاريخية، ولفت إلى أنَّ لقاء الأمناء العامين بين رام الله وبيروت كان مهمظا كما لقاء تركيا بين حركتي "فتح" و"حماس" لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام البغيض، مطالبًا بتسريع الخطوات باتجاه الوحدة الوطنية لأنها السلاح الاقوى في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

 

وأضاف: "إن الشهيد أبو عمار أسس مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى والأسرى وكان يعتبرها تبلسم معاناة هذه العائلات حتى تعيش بكرامة إلى حين العودة إلى فلسطين، واليوم الرئيس أبو مازن يخوض معركة الحفاظ على حقوق الشهداء والأسرى رغم كل الضغوطات المالية والسياسية التي مارسها ترامب المهزوم ضد الشعب الفلسطيني وقيادته. لذلك نطالب وكالة الأونروا بتقديم المساعدات المالية والغذائية لأبناء شعبنا في مخيّمات لبنان الذين يعانون ظروفًا اقتصادية صعبة بسبب ما يمر به لبنان متمنين له الامن والاستقرار وتشكيل حكومته العتيدة".

وأشار إلى أن الرئيس أبو مازن اتّخذ قرارظا بتكريم الأسير البطل ماهر الأخرس ومنحه رتبة عميد لأنه خاض معركة الأمعاء الخاوية لمدة مئة وأربعة أيام وانتصر في معركته ضد السجان الصهيوني.

 في الختام استذكر أقوال الرئيس الشهيد: (شعبنا سينتصر بإذن الله.. شبلٌ من أشبالنا سيرفع علم فلسطين فوق كنائس القدس ومآذن القدس وأسوار القدس.. يرونها بعيداذة ونراها قريبة وإننا لصادقون...).

 

ثم كانت كلمة لمسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني الأستاذ أسعد سحمراني، أكد فيها بعض النقاط ومنها: 

أولاً الشهيد أبو عمار كان يمتلك مواهب قيادية وتجربة من واجب التاريخيين سواءً اكانوا في فصائل منظمة التحرير أو في الجامعات أن يقوموا بتنفيذ أبحاث أكاديمية عن التجربة ليستفاد منها.

 

ثانيًا: الوحدة الوطنية ووحدة المقاومة الفلسطينية هي أمضى من أي صاروخ وأي بندقية وأي سلاح آخرى، وأعداؤنا الصهيوأمريكان يراهنون على تفكك الصف، لذلك نبارك لذما حصل من خطوات ونؤكد أهمية مواصلتها.

 

ثالثًا: أوصي الجميع ونفسي قبلكم والأخوات والبنات بأن نواجه القنابل الذرية بالقنابل الذُرية فالنمو الديموغرافي السكاني هو من أهم الأشياء خاصةا عندما ننجح في تأهيله.

رابعًا: يجب أن نعمل مع بعضنا البعض لتأهيل الدعم المعنوي والمالي لأهلنا في الداخل فلسطين لا سيما في القدس". 

 

من ثم أعطيت الكلمة لأمين سر الفصائل الفلسطينية جلال مرزوق وجاء فيها: "ستبقى ذكرى الشهيد أبو عمار نبراسًا ومنارة يهتدى بها في المسيرة المظفرة نحو التحرير والاستقلال والعودة. لقد نجح أبو عمار في تكريس منظمة التحرير الفلسطينية ممثّلاً شرعيًّا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، وقال إن إدراك الشهيد أبو عمار لمكامن القوة الموضوعية للقضية الفلسطينية وطاقات شعبنا الهائلة مكنه من أن يسخر براعته السياسية والشخصية لصالح تعزيز المكانة العربية والدولية للقضية الفلسطينية".

 

 وتابع: "إنّ شعبنا قد حقق إنجازات سياسية مهمة بقيادة السيد الرئيس أبو مازن الثابت على الثوابت الوطنية، ففي ذكراك يا سيد الشهداء نقول إن شعبك لن يتنازل عن أي من الثوابت الوطنية مهما بلغت التضحيات".

وختم معزيًا بالشهيد الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

 

 كلمة قوات" الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة الشمال ألقاها المقدَّم غسان عارف فقال: "نلتقي اليوم هنا في قاعة الشهيد الرمز ياسر عرفات لنستذكره، وتأتي ذكراك أيها القائد ونحن بأمس الحاجة إليك فمنك تعلمنا كيف يكون الرجال، ومنك عشقنا الكفاح والنضال، وأنت الذي أوصيتنا بالوحدة الوطنية. إن عزاءنا ووفاءنا لك يا أبا عمار أن الله أنعم علينا بالرئيس أبو مازن الثابت على الثوابت الذي ما زال مستمرًا في طريق النضال، حاملاً الأمانة، ولم يفرط بما وعدتم به، رغم الضغوطات التي تمارس عليه من القريب والبعيد". 

وختم قائلاً: "نم قرير العين يا أبا عمار فأبناء شعبك في لبنان ما زالوا على العهد والقسم والوفاء".

كما تحلل اللقاء عدة كلمات معبرة تناولت مناقبية الشهيد الرمز ياسر عرفات، منها كلمة للتحالف الفلسطيني ألقاها أبو اللواء موعد، وكلمة لمسؤول حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، وكلمة لحركة الانتفاضة الفلسطينية ألقاها العميد يوسف حمدان، وكلمة لحزب فدا ألقاها محمد ياسين، وكلمة لمنظمة العمل الشيوعي، وكلمة للقائد الكشفي محمد سلطان باسم اللجان والروابط في الشمال، أكدت جميعها رمزية القائد ياسر عرفات الذي أطلق الرصاصة الأولى معلنًا انطلاقة الثورة التي قادها من انتصار إلى آخر من الكرامة إلى بيروت ثُمَّ إلى رام الله ملحمة الصمود لينال شرف الشهادة في عرينه في رام الله. 

كما وصلت برقية من الإخوة في جبهة التحرير العربية بالمناسبة.