دع تلك العواصم على حالها
دعها لا حسب في طينها، ولا نسبُ
ولا خيل تحمحم في دروبها
ولا أحمر يغلي في عروقها ويغضبُ
دعها
وأنت خيرُ من يعرفُها
تخوض حروبَ الكنايات كلَّها
وفي الواقعيات تكبو وتهرب
سيقولون هي المعاني التي أخطأت
وقد تعب الهوى
كذبٌ يا أبي، هم الذين تعبوا
هم الذين تراجعوا حتّى في سرّهم
هم الذين تراجعوا وانقلبوا

عواصمُ عُرب تغرّبت
تشقّقت
وعيونُ ألمِها في لياليها ترمّدت
الحب بلا قيس ولا ليلى
ودروب الجمر.. لم تعد حبلى
وقصب في مهاوي الروح يعلوه القصب
عُرب وتعوْلَموا
ما تحريرُ القدسِ بعد تحرير التجارة ..!!
والسوق كعبتها ..!!
والسلعة أحبارُها والكتبُ.
والشقيق لأجلها يرمى
والغريب الغريب يسمّى ويُقرّبُ
لهم ما هو لهم  يا ابي
باعة متجولون
زعماء من دروب السّديم
قوالون عجب
فرادى ينسلون
يتوسلون
وذنب يتبعه ذنب
يأتون باللقيط إلى شهواتهم
والليل في شهواتهم قرب الموت
رقص وطربُ
يجرجرون تقوّلات في الذريعة
يجرجرون شغبا يباركه الشغب
سيتغامز الكَتَبةُ حُرّاسُ الشكل
الطيّعون لحداثة القتل
سيرمون قصيدتي بغيلة الشعارات
سيقولون لا وزنَ لها
ولا غموضَ فيها
يكشف أو يحجب
ما شأني بشعر يغني موازينه
وجروح بلادي تشخب
الشكل للخارجين من بطون التخاريف
لا نارٌ ولا حطبُ
عرب في تلك العواصم من كل طينة
إلا من الطين
باعوا كل وشيجة
وباعوا حتى الحنين
يا عُربَ الله، نحن
ماذا عنهم سنكتب..؟؟
دع تلك العواصم.. دعها
الفرق في يقينك يا أبي
والفرق في عرب الأغلبيات
عرب لعربهم نحن غضبوا
والفرق في أحلامنا
سرب القطا يحط لنا
يأكل من أيادينا ويشرب
والفرق بعد كل فرق
في سور قدسنا
نحفر حتى الظل ونكتب
فلسطين لأهلها
وأهلها دون تلك العواصم.. العَربُ