"اليهود يدعون أنهم يريدون العيش بسلام في وطن آمن ولكنهم لا يقبلونه للإنسان الفلسطيني، الذي سجنوه وهجروه وقتلوه وقبل ذلك حرموه من أبسط حقوق الإنسان..فعن أي علاقة مع العرب تتحدث "؟ هذا رد من شخصية مهمة في دولة الامارات العربية المتحدة كتبه في الساعة الرابعة و39 دقيقة من يوم ٧ فبراير ٢٠١٩ ردًا على تصريحات للحاخام اليهودي ميخائيل شودريخ زار أبو ظبي الذي قال في مقابلة مع صحيفة "ذي ناشيونال:" "هناك جالية يهودية صغيرة ونابضة بالحياة تريد العيش هنا، وتريد أن تكون يهودية وتشعر بالراحة لكونها يهودية وهذا شيء لم يكن واضحًا قبل ثلاث إلى خمس سنوات. هذا هو خبر هائل"..ثم كتب بعد خمس دقائق ردًا على تغريدة لصفحة (إسرائيل في الخليج ):" تريدون التعايش السلمي وترتكبون أبشع الجرائم بحق أهلنا في فلسطين...تناقض فظيع في الشخصية اليهودية للأسف " بعد أن أعرب المشرفون على الصفحة عن أملهم بأن تكون الصفحة بمثابة سفارة افتراضية تعمق التفاهم بين " شعوب دول الخليج وشعب إسرائيل " !! ثم قال في أيار مايو الماضي:"إن السلام عند قادة إسرائيل هو تدمير العرب " ومشكلة العقليات التي تربت على الإجرام كعقلية نتنياهو يظن أن العرب بهذا التمزق سيسلمون له "

في 18 أيار 2020 هاجم ضاحي خلفان نتنياهو فكتب: "إذا ضم نتنياهو الضفة الغربية يفترض ألا يبقى قائد عربي يتحدث عن ضرورة السلام أو التعامل مع إسرائيل وألا تبقى المسألة خطيرة.. كرامة الأمة فوق كل اعتبار".- ملاحظة منسوخة كما هي بأخطائها الإملائية - وكتب أيضًا: "عرض العرب على إسرائيل السلام بتنازلات مهينة ورغم ذلك أبت روح الصهاينة أن تكون عندها ذرة إنسانية في التعامل مع العرب. والله أن الضعيف عند بني صهيون لا يعامل إلا بقسوة... هؤلاء قوم لا يحترمون إلا القوي.

الكلام الصحيح المكتوب في الردود على الحاخام المبينة أعلاه موثق نشره ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الذي ظل قائدًا عامًا لشرطة دبي ما بين 1980 - 2013، وهو عضو في المجلس التنفيذي في حكومة دبي...لكن اذا قرأنا ما كتبه ذات الخلفان بعد أن أكل ما أكل وشرب ما شرب ونام على فراش لاعلاقة له بالطهر والكرامة والإنسانية، سيتبين كل باحث عن الحقائق وقارئ بتعقل وروية أن خرفًا أصاب دماغ الرجل جعله يهذي بين ليلة وضحاها وأسقطه في مهجع الخيانة التي يسعى أميره محمد بن زايد لجعلها شريعة حكمه !!.

انقلب خلفان بكبسة زر، بعد إعلان أميره محمد بن زايد وتفاخره بأنه ضلع في العدوان الثلاثي على الشعب الفلسطيني فكتب قبل بضعة أيام : "أعلنها أنا مع السلام الشامل والدائم مع إسرائيل..وإذا حدث السلام مع إسرائيل وبعد ذلك المصالحة مع قطر.. سأذهب الى إسرائيل ولن أزور قطر لو قالوا الكعبة فيها ".

قال العرب في أدبياتهم:" تكلم يا هذا حتى تُعرف " وفعلا تكلم خلفان ضاحي الخرفان صاحب اللسانين العبري دائما والعربي وقت اللزوم للتمويه والتعمية وكتب جامع النقيضين في لسان واحد متهجمًا على عقلية ومنهج سياسة الرئيس محمود عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات. هذا الرويبضة بات شخصًا ملموسًا حقيقيًا موجودًا كالسوس ينخر في المجتمعات العربية.. لكن انّى له ونحن له بالمرصاد نعرضه لشمس الحقيقة ونترك لشعب الإمارات العربية الشقيق استخلاص الحكم والعبر وتحديد الموقف.

نؤكد مرة أخرى احترامنا لشعب وعلم الإمارات العربية المتحدة، لكننا لن نسكت أبدًا عن خيانة وغدر أولي الأمر وأصحاب القرار السياسي في الصف الأول وكل من تبعهم تبعية عمياء، فالشعب الفلسطيني معني بصحة وسلامة جذور العروبة التي تربطه مع أمته العربية لأنها جزء لا يتجزأ من مكونات ثقافته الوطنية العربية الإنسانية، ولعلنا في هذا المقام نذكر بأن حركة التحرر الوطنية الفلسطينية قد ثبتت في مبادئها ان الثورة الفلسطينية عربية القلب فلسطينية الوجه، انسانية الأبعاد وهذا تعبير وثابت في منهجنا الوطني التحرري.

لقد تحملنا من خيانة رؤساء وملوك وأمراء وأنظمة وتنظيمات وجماعات أكثر من قدرة نبي الصبر أيوب على تحمله، ووضعنا الملح على الجراح، لأن صراعنا الرئيس مع منظومة الاحتلال والاستعمار العنصري الإسرائيلي، ولأننا نعرف مدى تغلغل هذه المنظومة في أنظمة حكم عربية رسمية، وكيف استطاعت تنصيب رجال تابعين في مناصب في الصف الأول والثاني وحتى الثالث مهمتهم الأولى تضييق الخناق والحصار على حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وابتداع المشاكل والصراعات مع قيادة الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد ( م.ت.ف )، وبالمقابل فتح بوابات الاقطار العربية لتسهيل وصول سموم المشروع الصهيوني الاستعماري الى عقل الانسان العربي كأقصر طريق لحسم الصراع مع حركة تحرر الشعب الفلسطيني الوطنية، ولكن ليس قبل اغتيال قدرة العربي الفردية والجمعية على التحليل والتفكر والتفكير وإدراك الحقائق، أي بإبقائه في حالة تلقي وتسلّم بما يقوله المنصبون للتحكم بتوجهاته، منهم المشايخ ومنهم الساسة ومنهم في مواقع مهنية امنية واجتماعية واقتصادية وحتى ادبية وإعلامية وهذا ما يفعله كل من يقرر التطبيع وإنشاء علاقات طبيعية من اسرائيل قبل انجاز استقلال دولة فلسطين حرة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية وتحقيق حقوق اللاجئين المشروعة وفق القرارات الأممية على رأسها رقم 194.

وفي تغريدة أخرى قال خلفان " في تصوري أنه من رحمة الله علينا في الخليج العربي أننا كنا في مرحلة من التاريخ تحت الانتداب البريطاني".