لم يعد برج خليفة في دبي هو الأعلى، لا في الخليج العربي، ولا في العالم، وإنما هي أبراج الكويت، وقد علت وتنورت بعلم فلسطين الذي أضاءته على بنيانها، رفضًا للتطبيع الإماراتي، وإعلاء لعلم العروبة في مواجهة علم الغزاة، والمحتلين، الذي أعتمت به الامارات برجها، بل وقزمته، وافقدته اسمه، إذ لا يصح بعد اليوم أن يسمى برج خليفة، وإنما برج نتنياهو، وليس حتى برج إسرائيل!!!!

 والواقع أن الكويت، وبمثل هذه الوقفة القومية الأصيلة، الرافضة للتطبيع على مستويات مختلفة، إنما تؤكد أنها الأعلى، لا أبراجها فقط، وحين نعزف سلامها الوطني، ونرفع علمها هنا، فلأن مهابة هذا العلو، المفعم بروح الأمة، وقيمها الأخلاقية النبيلة، تفرض الانحناء الجليل له، تبجيلاً وتقديرًا واعتزازًا، وخاصة حينما هو علو الحق، الذي لا يعلو ولن يعلو عليه أي باطل.

والكويت بهذه الوقفة إنما هي من عالم الأمة، لا من عالم الأنظمة، وهي تحرّم التطبيع في نصوصها السياسية، والنيابية، والثقافية، والأخلاقية، ومع الموقف الرسمي للكويت الرافض لإقامة علاقات مع إسرائيل، يتسع الموقف الشعبي الكويتي في حراك بليغ ضد التطبيع، تحت شعار"لا للتنازلات.. لا للتطبيع.. فلسطين دولة عربية، وعاصمتها القدس".

للخليج العربي اليوم، عاصمة كبرى، هي الكويت العاصمة، التي باتت تعصم من غرق في مستنقع التطبيع، وستظل كذلك حتى لو فاض هذا المستنقع الكريه الذي لا تسعى إليه غير الطحالب والعوالق والكائنات وحيدة الخلية!!!

شكراً للكويت أميراً وشعباً وحكومة ومجلس أمة، شكراً لجامعاتها وأساتذتها نساءً ورجالاً، شكراً لكتابها ومثقفيها، شكراً لإعلامها وصحافتها شكراً لكل صوت فيها يعلو بقول الحق وهو يندد بالتطبيع الخياني، ويؤكد فلسطين قضية العرب الأولى وسلامها لن يكون غير سلام العرب جميعاً.