الحكومة أجازت خطة اجلاء 30 ألف بدوي عن بيوتهم

هآرتس - تسفرير رينات وجاكي خوري:12/9

(المضمون: ممثلو البدو في النقب صاغوا خطة بديلة عن خطة الحكومة الاسرائيلية لمضاءلة عدد من تريد الحكومة الاسرائيلية اجلاءهم من البدو عن اراضيهم وبلداتهم).

أجازت الحكومة أمس اقتراح قرار بعيد المدى لترتيب الاستيطان البدوي في النقب، برغم معارضة البدو. وبحسب الخطة سيجلى نحو من 30 ألف بدوي عن اماكن سكنهم. وسيمنح البدو الذين برهنوا على انهم كانوا يملكون الارض في الماضي تعويضات بأرض بديلة. والى ذلك فان هدف الخطة هو التمكين من تخطيط منظم لنقاط استيطان. وقد عرض ممثلو السكان البدو ومنظمات اجتماعية ردا على ذلك ولاول مرة خطة بديلة لترتيب الاستيطان تُمكّن من إبقاء أكثر السكان البدو في بلداتهم القائمة اليوم.

بعد تقديم التقرير الأولي، الذي صاغه فريق برئاسة اهود براور ورقابة من المدير العام لديوان رئيس الحكومة التارك عمله إيال غباي، استقر رأي رئيس الحكومة على أن يفحصه مرة اخرى مستشار الامن القومي يعقوب عميدرور. وقد أجرى عميدرور تغييرات أساءت الى البدو في زعمهم اساءة كبيرة.

على حسب اقتراح القرار الذي أُجيز، سيُسن في القريب قانون يرتب قضية دعاوى ملكية اراضي البدو. فعلى سبيل المثال من يبرهنون على أنهم ملكوا الارض وقدموا دعاوى ملكية حتى سنة 1979، فسيحصلون على تعويض باراض اخرى مقابل نقل الارض التي يملكونها الى الدولة. والبدو الآخرون الذين يدعون ملكية سيحصلون على تعويض مالي.

وفيما يتعلق بالبلدات غير المعترف بها في النقب، التي يسكنها اليوم 70 ألف بدوي، يقول اقتراح القانون انه سيكون من الممكن الاعتراف بعدد من البلدات الواقعة في مناطق خُصصت لهذا الهدف، في اطار الخطة الهيكلية اللوائية لمدينة بئر السبع الكبرى. ولن يكون من الممكن مأسسة أو تخطيط تجمعات سكنية صغيرة ومن جملة اسباب ذلك صعوبة انشاء بنى تحتية في تجمعات سكنية بعيدة. وسيكون امكان انشاء بلدات جديدة لكن بموافقة الدولة فقط.

"سنُمكّن من تخطيط متنوع لبلدات وفيها بلدات قروية وزراعية"، قال أمس المدير العام لديوان رئيس الحكومة التارك عمله إيال غباي. "نُقدر أن نحوا من 30 ألفا من السكان لن يبقوا في اماكن سكنهم الحالية وسيُخلون الارض التي غزوها. لكنهم سيستطيعون أن يجدوا مكان سكن بديلا في المنطقة. قد يكون العدد أقل لانه يوجد آلاف من السكان يسكنون قرب منطقة رمات حوفيف ويوافقون على الانتقال". وأضاف عنصر رفيع المستوى في الديوان أن "هذا الاجراء عرضته وسائل الاعلام باعتباره اقتلاعا، لكن الحديث في واقع الامر عن اجراء واسع جدا لتمكين السكان من البقاء في اماكنهم".

في مقابل قرار الحكومة، عرض أمس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، وجمعية المخططين "بمكوم" وجمعية النساء البدويات "سِدراه"، خطة أما للقرى غير المعترف بها. وبحسب الخطة ينبغي تبني بديل يسمى "اعترافا ذكيا"، يمنح جميع البلدات الـ 46 غير المعترف بها مكانة قانونية.

تذكر الخطة الأم أنه يوجد في تقرير برور جوانب ايجابية، ومنها ترتيبات أعدل في شأن ملكية الارض والاعتراف بالحاجة الى تنظيم الاستيطان البدوي. لكن تقرير برور بحسب الخطة يقترح تخطيط بلدات لا يلائم شكل الحياة البدوية، وسيضطر تطبيقه الى نقل أحياء وسكان كثيرين الى اراض في بلدات اخرى.

لا تتبنى الخطة طلب فريق من السكان البدو اعترافا شاملا باستمرار البناء بلا قيود وبكثافة منخفضة على اراضي القبائل. وتقضي بأن البلدات التي ستحظى باعتراف ستقوم على مباديء التخطيط الرائجة اليوم في اسرائيل وتشتمل على بناء أكثر كثافة وتخصيص اراض لمبان عامة والحفاظ على مناطق مفتوحة ورئات خضراء. وتعترف الخطة بملكية البدو التقليدية للاراضي، لكنها تزعم أنه ينبغي التفريق بين ملكية الارض وامكانية تحقيق حقوق البناء التي ستعطى بحسب حاجات التخطيط.

تؤكد الجهات التي عالجت اعداد الخطة ان البلدات البدوية كانت موجودة في أكثرها بصورة تاريخية، والقليل منها فقط يقوم على سكان نقلتهم الدولة من مناطق اخرى. وفيها تقسيم موروث للاراضي يعتمد على البنية العائلية والقبلية وينبغي تخطيطها مع أخذ هذا الميراث بالحسبان.

بحسب الخطة الأم، ستُخطط وتُطور بلدات واماكن عمل للبدو في ثلاثة محاور رئيسة: شارع رهط – بئر السبع، وشارع تسومت شوكات – تال عيرف وشارع بئر السبع – ديمونة. وسيخطط قرب هذه الشوارع بلدات شتى تشتمل على بلدات جماهيرية، وبلدات قروية ومزارع. وستحدد حدود البلدات بحسب عدد القطع الزراعية مع زيادة اراض تخصصها الدولة. وستكون حاجة الى تغيير خطط اخرى في المنطقة ومن ضمن ذلك تخصيص اراض من جهاز الامن لحاجات البلدات، لكن بقدر ضئيل. والتقدير أن السكان البدو سيحتاجون الى اراض مبنية وزراعية تبلغ في الحاصل العام 330 ألف دونم في سنة 2030.

"اقتراحنا أقبل للتطبيق لأنه نشأ عن الجماعة البدوية، لكن مع التلاؤم مع المباديء المعمول بها في اسرائيل"، يزعم متحدث مجلس القرى غير المعترف بها، سالم الوكيلي. "وستُمكّن خطتنا ايضا البدو من ادارة اراض واستبدالها من اجل حاجات البلدات، مع ذلك نعترف بأنه ستوجد حالات سيحتاج فيها الى نقل بلدات ونحن مستعدون لبحث ذلك".

جاء عن منظمة "امنستي" العالمية أن "المخطط الذي أجازته الحكومة يشكل مسا كبيرا بحق البدو في سكن مناسب، ولا يساوق التزامات اسرائيل الدولية في مجال حقوق الانسان".

وجاء عن منظمة "عدالة" ردا على ذلك: "يمس هذا القرار البائس بعلاقات اليهود مع العرب في اسرائيل ويعمق فقط الصراع على الاراضي في النقب ويجعله غير ممكن الحل. وقد كتب التقرير بغير تمثيل من جهة بدوية وبغير مشاورة للسكان الذين توشك حياتهم أن تُهدم بسبب استنتاجاته. أعلنت الحكومة اليوم حربا على البدو في النقب".

في الوقت الذي عُقدت فيه جلسة الحكومة تظاهر على الخطة نحو من 150 من سكان الشتات البدو مقابل مبنى ديوان رئيس الحكومة، وهتف المتظاهرون فيما هتفوا قائلين "النقب يريد عدالة اجتماعية"، و"لن نزول، لن نزول، حكومة عنصريين". وقال فارس أبو عبد من سكان لقية "نحن موجودون هنا لنُعلم هذه الجماعة كلها قائلين لا تبحثوا موضوع برور. فلن نبيع ارضنا". خُطط في يوم الاحد القادم لمظاهرة اخرى قبالة ديوان رئيس الحكومة بمشاركة بدو من جميع أنحاء البلاد.

 

كتف امريكية باردة ليست أكثر من "قلقة"

يديعوت أحرونوت- دوف فايسغلاس

(المضمون: كلما ركزت اسرائيل على مساعيها للتملص من المفاوضات الحقيقية والهامة مع الفلسطينيين هكذا ستكثر الاسباب لفقدان المحبة الامريكية).

الاسرائيلي الذي يصادف وجوده هذه الايام في واشنطن سيسمع، لشدة الاسف ولكن ليس لشدة المفاجأة، اقوالا غير لطيفة في الموضوع الاسرائيلي. شيء ما فسد جدا وخرب. يتحدثون عن اسرائيل تقريبا دون محبة. الاقوال التي نسبت الى روبرت غيتس، وزير الدفاع حتى وقت قصير مضى، تنديدا لرئيس الوزراء نتنياهو، هي تعبير عن المشاعر وليس الوعي.

منذ الازل كان لاسرائيل خلاف مع الولايات المتحدة، وفي مواضيع عديدة، ولكن بشكل عام، العلاقة العاطفية بين الدولتين لم تتأثر بذلك: العطف، الصداقة والتقدير سادت بين الشعبين وبين الحكومتين، وهذه طورت، بمحبة وتفانٍ، من قبل الجالية اليهودية الامريكية. ولكن يخيل أن في هذا الوقت كل شيء يتغير: في احاديث عن سياسة اسرائيل باتت تستخدم على نحو متزايد تعابير مثل: "نكران الجميل"، "غرابة"، "الحاح" بل و "غباء"، وما شابه من التعابير المقلقة.

لعشرات السنين ترعى الولايات المتحدة، بتصميم جدير بالثناء، الا يحل ضر باسرائيل: بل واحيانا طالبت اسرائيل "رعاية" أكثر مما حظيت بها، ولكن دوما حين كانت تستنجد – تستجاب.

الرعاية الاستراتيجية الامريكية قد تكون اهم الذخائر السياسية لاسرائيل. دول معادية لاسرائيل كانت تحتسب خطواتها في العلاقة معها بحذر يستدعيه مستوى توقع الولايات المتحدة؛ في الساحة الدولية بقيت اسرائيل بفضل موقف امريكي متصلب: مسائل ميثاق منع انتشار السلاح النووي، عبر التنديدات المتوقعة في مجلس الامن، وانتهاءا بالابعاد عن أحداث رياضية او ثقافية دولية.

هل سيقلص انخفاض العطف لاسرائيل الاستعداد الامريكي لانقاذها ممن يسعون الى ضرها؟ هكذا يعتقد، على الاقل، اردوغان، رئيس وزراء تركيا.

أردوغان هو سياسي متصلب، داهية ولكنه ذكي؛ يريد لاعتباراته هو سوء العلاقات مع اسرائيل، ولكن علاقات تركيا مع الولايات المتحدة مهمة له جدا، لاعتبارات الناتو وغيرها الكثير من الاعتبارات: بقدر ما شدد التهديدات تجاه اسرائيل، حرص دوما على النظر نحو واشنطن وفحص حدود صبرها. وهو يتذكر ردا امريكيا غاضبا بعد تصويته في الامم المتحدة في الموضوع الايراني، سواء تجاهه شخصيا أم تجاه بلاده. وهو فهيم لدرجة الا يخطيء مرة اخرى في هذا الشأن. وضمن امور اخرى يقوم السفير التركي في واشنطن، الدبلوماسي المقدر جدا والمحبوب هناك، بدور مركزي في ادارة الازمة التركية – الاسرائيلية.

ومع ذلك يتبين بان اردوغان لم يخشى من رد امريكي حقيقي حين هدد اسرائيل باستخدام القوة البحرية؛ فقد قدر بالاحرى بان هذه لن تخرج عن "الاعراب عن القلق". نحن فقط، الاسرائيليين، علينا أن نقلق جدا من أن تهديدا عسكريا مبطنا على اسرائيل من جانب عضو في الناتو نجح فقط في أن "يقلق" الولايات المتحدة.

سبب الاسباب لكل ما يجري هو الجمود السياسي الاسرائيلي – الفلسطيني. جمود يجبر الامريكيين على المبادرة، الاقتراح، طرح الافكار، الوساطة، المجيء، الرجوع، ارسال المبعوثين – لان يردوا خائبين، لا يفشلوا، لان يهانوا بشكل منهاجي؛ والمواجهة الجوهرية أدت، على نحو شبه محتم، الى أزمات سلوك مثيرة للغضب مثل: خطاب حاد في مجلس النواب ومزايدة علنية من جانب الرئيس. رفض اقتراح التسوية الامريكية لازمة مرمرة، او، للدقة، قبول الاقتراح وبعد ذلك الندم، كلها لم ترفع من شهية الولايات المتحدة على التورط مع التركي المهدد.

ولكن اساس الاسس بقي كما كان: كلما ركزت اسرائيل على مساعيها للتملص من المفاوضات الحقيقية والهامة مع الفلسطينيين هكذا ستكثر الاسباب لفقدان المحبة الامريكية. والى الكتف الامريكية المتبعدة عن اسرائيل ينظر بدهشة، وربما بأمل، الاردن، مصر، دول الجامعة العربية، العالم الاسلامي وعلى أي حال أيضا دولة فلسطين التي ستقوم في حدث كثير المشاركين سيعقد قريبا.