أحيت جبهة التحرير الفلسطينية في صور الذكرى السنوية الرابعة عشر لاستشهاد أمينها العام أبو العباس بمهرجانٍ سياسيٍ وذلك في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البص، وتقدم الحضور عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة، وعضوي قيادة حركة "فتح" في إقليم لبنان أبو أحمد زيداني ويوسف زمزم، وعضو قيادة حركة "أمل" مسؤول العلاقات اللبنانية الفلسطينية في إقليم جبل عامل صدر داوود، وعضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني أبو فراس أيوب، ومسؤول حزب الاتحاد في منطقة الجنوب أبو محمد يونس، وعضو قيادة الجبهة الديمقراطية عبد كنعان، وعضو قيادة الصاعقة في لبنان أبو محمد، ومسؤول حركة "حماس" في صور عبد المجيد عوض، والمسؤول السياسي لحزب فدا مصطفى مراد، وعضو القيادة السياسية لجبهة التحرير العربية أبو ابراهيم، وممثل جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية سماحة الشيخ بسام أبو شقير، وعضو المجلس البلدي لبلدية البرج الشمالي كامل فياض، ومختار صور سعيد دقور، وعضو قيادة الحزب الشيوعي اللبناني في صور حسين الداموري، ومسؤول جبهة النضال الشعبي سمير الزيني، وممثلي الأحزاب والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، وممثلي اللجان والاتحادات والنقابات، والمؤسسات الأهلية والاجتماعية والثقافية، وحشد من أبناء شعبنا.

بدايةً رحَّب عريف الاحتفال أمين سر المكتب الطلابي للجبهة محمود الخطيب بالحضور، وأشاد بدور الشهيد الأمين العام أبو العباس في مواجهة العدو الصهيوني، مستحضراً بعضاً من أقواله وسيرته وانجازته، لافتاً إلى أهمية الوحدة بين الشعب الفلسطيني ككل وبين فصائله بشكل خاص.

تلاه كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، ألقاها مسؤول الاتحادات وعضو قيادة حركة "فتح"- إقليم لبنان يوسف زمزم، رحَّب فيها بالحضور، ثمَّ قال: "نلتقي اليوم إحياءً لذكرى الشهيد القائد الكبير الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية محمد عباس (أبو العباس)، هذا الفارس الشجاع الذي أحبه الشهيد الرمز ياسر عرفات وكان له من المقربين، لقد كان الشهيد أحد المؤسسين للجبهة إلى جانب رفيق دربه الشهيد القائد طلعت يعقوب وأبو أحمد حلب وعضو المكتب السياسي والقائد العسكري للجبهة سعيد اليوسف الذي فقد أثناء الاجتياح الصهيوني للبنان عام 82 وهو يخوض معركة التصدي في مواجهة العدو الصهيوني، حيث أشرف الشهيد أبو العباس على العديد من العمليات البطولية، وتعرض بعدها إلى محاولات اغتيال ودخل إلى فلسطين بعد اتفاقية أوسلو ولكن العدو الصهيوني كان يتربص به ويخطط لاغتياله فتوجه إلى بغداد واستقر فيها إلى أن دخلت قوات الاحتلال الأمريكي للعراق وأسرته، وبعد فترة وجيزة أعلنت عن وفاته ولكن للحقيقة إنها اغتالته بوضع السم في طعامه تنفيذاً لرغبة العدو الصهيوني الذي اغتال وبنفس الطريقة الشهيد الرمز ياسر عرفات".

وأضاف: "تتعرض قضيتنا اليوم لأخطر مراحلها خاصة بعد صفقة القرن التي تهدف إلى تصفيتها والتي كانت أولى حلقاتها الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأميركية إلى القدس وتحديد موعد 15 أيار ذكرى النكبة لتنفيذ ذلك القرار، متحدياً بذلك المجتمع الدولي وحقوق ومشاعر شعبنا الفلسطيني."

وتابع زمزم: "إنَّ قرار ترامب مرفوض من القيادة الفلسطينية وينهي أي دور للإدارة الأميركية في عملية السَّلام لأنها منحازة للكيان الصهيوني العنصري ولن نقبل أي مبادرة إلَّا إذا تراجعت عن قرارها واعترفت بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وفق القرار 194، وأننا سنواصل النضال بكافة الوسائل حتى إسقاط قرار ترامب الجائر متمسكين بالثوابت الوطنية والوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة حتى نتفرغ جميعاً لمواجهة العدو موحدين حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

وألقى كلمة الأحزاب والقوى اللبنانية عضو قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين عباس فاخوري حيث رحب بالحضور، ثمَّ قال: "في حضرة الشهداء يغيب الكلام لأن النضال لا يختصر بالعبارات فكيف عندما تكون المناسبة ذكرى قائد مناضل ومقاوم إنَّه الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الشهيد القائد محمد عباس (أبو العباس) وأحد أركان حركة المقاومة الفلسطينية الذي اغتيل على يد قوات الغزو الأميركي للعراق بعد اعتقاله، ونحن نعلم أن قادة المقاومة لا يموتون إلا شهداء، وجبهة التحرير الفلسطينية لا تزال على خط المقاومة والصراع".

وأضاف: "عندما نستذكر الشهداء لا بد أن نتوجه بالتحية إلى القادة طلعت يعقوب وأبو أحمد وسعيد اليوسف وسمير القنطار فهؤلاء وغيرهم الكثير خطوا أول حروف أبجدية تحرير فلسطين، كما نستذكر عمليات المقاومة التي نفذها أبطال جبهة التحرير الفلسطينية من عملية الخالصة في نيسان عام 1974 التي كانت رسالة رفض لمسار الاستسلام والطائرات الشراعية، وأيضًا عملية نهاريا البطولية التي قادها الشهيد المقاوم سمير القنطار، وعملية القدس البحرية التي تحمل بصمات الشهيد القائد أبو العباس ثأراً لدماء شهداء مجزرة عين قارة واستمراراً لخط القائد العسكري للجبهة سعيد اليوسف الذي فقد عام 82 أثناء الإجتياح الصهيوني للبنان". مجدداً العهد والتأكيد على مواصلة درب النضال والكفاح على امتداد مساحة الأمة بوجه العدو الغادر.

وتابع: "نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي لنا شرف الانخراط في معارك فلسطين، فنحن مقاومة ونعتز بما قدمنا من تضحيات وشهداء على هذا الطريق، كونوا على ثقة أن تحرير فلسطين لا يتحقق إلا بالمقاومة وما يحصل اليوم من انجازات يحققها الجيش السوري ضد الإرهاب ليس إلا خطوة من أجل فلسطين."

وختم كلامه موجهاً التحية لجبهة التحرير الفلسطينية ولكل فصائل المقاومة، وللشهداء القادة والأبطال المقاومين.

كلمة جبهة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو مكتبها السياسي عباس الجمعة جاء فيها: "نلتقي اليوم تخليداً لذكرى استشهاد قائد استثنائي من رجالات فلسطين الأوفياء، صاحب تجربة نضالية غنية، كرَّس جل حياته في النضال والمقاومة، ومقاتلاً شرساً ومبدئياً مفعماً دائماً بروح الوحدة الوطنية هذا ما قاله عنه الرئيس الرمز ياسر عرفات، حيث شكّل في حياته واستشهاده مثالاً حياً في التضحية والإقدام والشجاعة، ومثّل بمسيرته الكفاحية شعلة تنير لنا درب المقاومة والتحرير، إنه القائد الوطني والقومي والأممي الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الرفيق أبو العباس والذي جسَّد شعار القائد ليرتقي شهيداً في أقبية الاحتلال الصهيو أمريكي في العراق دفاعًا عن المقاومة، لقد ابتكر الشهيد القائد أبو العباس بفكره وعقله المتنور وفطنته وحكمته كقائد مع رفاقه القادة سعيد اليوسف وأبو العز وسائل وسبل متنوعه للوصول إلى قلب الوطن لمقاومة الاحتلال، وكانت العمليات الاستشهادية المتميزة في ديشوم "الخالصة" و"بريختا" و"نهاريا" و"القدس" و"أشدود" وعمليات الطيران الشراعي والمنطاد الهوائي والقدس الاستشهادية وغيرها الكثير مما حدا بالقيادة الصهيونية لمحاولات اغتياله عدة مرات كانت تبوء بالفشل". ووجه الجمعة تحية فخر واعتزاز إلى كوكبة طويلة من قادة وشهداء الجبهة، القادة العظام طلعت يعقوب وأبو أحمد حلب، وسعيد اليوسف، وأبو العز، وحفظي قاسم، وأبو العمرين، وغسان زيدان، وأـبو عيسى حجير، وحسين دبوق، وجمال النمر، وأم ربيع، واستذكر الرئيس الرمز ياسر عرفات الذي كان مثالاً للصلابة والاستقامة والزهد والساعي الدؤوب للوحدة الوطنية، فأخذ مكانته عن جدارة بين قادة شعبنا العظام الحكيم جورج حبش، أبو علي مصطفى، وفتحي الشقاقي، وعمر القاسم، وسمير غوشة، وسليمان النجاب، وجهاد جبريل، وعبد الرحيم أحمد، وزهير محسن، وجهاد جبريل، وقائمة طويلة من الشهداء، وشهداء المقاومة ولبنان السيد عباس الموسوي، وعماد مغنية، وسمير القنطار، ومحمد سعد، وخليل جرادي، وأنطون سعادة، وجورج حاوي، وكمال جنبلاط، وقائمة طويلة من الشهداء. لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة شديدة الخطورة تضرب عصب مشروعنا الوطني الذي بنيناه ودفعنا الغالي والنفيس والدماء من أجله، فالاحتلال الصهيوني ما زال ماضياً في جرائمه ومخططاته العنصرية لتكريس احتلاله والسيطرة على المزيد من الأرض والمقدسات ومحاولة إقرار مبدأ يهودية الدولة، وفي ظل محاولات أمريكية واستعمارية محمومة لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى صفقة القرن وقرارات ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، كما أن الانقسام وتداعياته ما زال يلقي بظلاله السوداء على المشهد الفلسطيني ، وفي ظل تحوّل الأرض الفلسطينية إلى ساحة تجاذب وصراع إقليمية، كما أن حال مخيماتنا في لبنان ليست بأفضل حال.

وقال الجمعة من منطلق الحرص والمسؤولية الوطنية نؤكد أن الوفاء للشهيد القائد أبو العباس وكل الشهداء تتطلب منا الإسراع في عقد المجلس الوطني الفلسطيني وإجراء مراجعة سياسية شاملة تضمن التحليل المعمق لطبيعة العدو باعتباره استعماراً عنصرياً استيطانياً، من خلال إعادة الاعتبار والمكانة لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ومن أجل مواجهة تمرير المخططات الأمريكية الصهيونية من أجل محاولة طمس هوية وكيانية شعبنا. وحيا الجمعة الأسرى الصامدين في خنادقهم قابضين على مبادئهم كالقابض على الجمر، وفي مقدمتهم القادة أحمد سعدات، ومروان البرغوثي، وسامر العيساوي، وباسم الخندقجي، ووائل سمارة، وخالدة الجرار، وكافة أسرى وأسيرات شعبنا، وفي مقدمتهم أيقونة فلسطين والأحرار عهد التميمي لهم منا ألف تحية. داعياً إلى التَّوحد خلف مطالب اللاجئين، ووضع استراتيجية لمواجهة قرارات ترامب بوقف المساعدة عن وكالة الأونروا، مؤكدين للعالم أننا نقف إلى جانب وكالة الأونروا باعتبارها الشاهد العيان على نكبة الشعب الفلسطيني، ونرفض تقليصات الأونروا، وندعو شعبنا إلى استنهاض الطاقات لمواجهة هذه المؤامرة التي تستهدف اللاجئين وحق العودة. موجهاً التحية إلى مواقف لبنان الرسمي والشعبي ومقاومته، مثمنا مواقف دولة الرئيس نبيه بري وحركة "أمل" والسيد حسن نصر الله وحزب الله والأحزاب والقوى الوطنية، مقدراً عاليًا ما يقدمه الوزير عبد الرحيم مراد إلى الطلاب الجامعيين، ومؤكداً على العلاقة التي ربطت الجبهة بالأحزاب الوطنية اللبنانية في مقاومة الاحتلال وفي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي اعترف لها الجميع بالريادة في مقاومة الاحتلال والاجتياح الصهيوني للبنان، آملاً من الحكومة اللبنانية النظر في الحقوق الانسانية الفلسطينية وفي مقدمتها حق العمل والتملك والتعاطي الانساني مع المخيمات باعتبارها بيئة مناضلة من أجل حق العودة. وقدم الجمعة التهنئة لجميع النساء الفلسطينيات والعربيات ونساء العالم اللواتي يناضلن من أجل الكرامة والحرية والمساواة بيوم المرأة العالمي، كما هنأ المعلمين والمعلمات بعيد المعلم مقدّراً جهودهم المضنية، وعاهد الشهيد أبو العباس وكل الشهداء على مواصلة النضال حتى تحرير الأرض والإنسان.