خاص فلسطيننا
* هناك قرارات دولية أقرتها الشرعية الدولية ابتداءً من قرار 181 عام 1947 وهو تقسيم فلسطين وإقرار الشرعية الدولية لإقامة دولتين على الأرض الفلسطينية. هذا القرار نُفذ الشق الأول منه وهو إقامة دولة إسرائيل، اما الشق الثاني لم ينفذ حتى الآن. لكن هذا القرار ما زال قائماً يحتاج الى تحريك وظروف دولية مؤاتية.
هناك قرارات أخرى كالقرار 194 قرار حق العودة ، وغيرها. هذه القرارات تنصفنا كشعب فلسطيني لكن الطغيان السياسي الدولي والمصالح الاستعمارية والامبريالية مع الصهيونية أدت إلى طمس هذه القرارات.
*ما هي اهمية الاعتراف بفلسطين كدولة دائمة العضوية في الامم المتحدة؟
نحن نتوجه اليوم إلى الجمعية العمومية والأمم المتحدة بشكل عام بطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على الحدود 1967 ، ونحدد الرابع من حزيران 1967 حتى لا نقع في مغالطات، هذا الطلب سيتم توجيهه الى الأمين العام للأمم المتحدة من الرئيس محمود عباس كرئيس م.ت.ف باعتبارها حكومة فلسطين الآن. هذا الطلب سيقدم إلى مجلس الأمن في البداية والموضوع سيتفاعل بين مجلس الأمن والجمعية العمومية. قد تستخدم إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الفيتو وتحديداً الولايات المتحدة.
* في حال رفض مجلس الأمن الطلب ما الذي سيجري؟
من حق الجانب الفلسطيني ان يقدم طلباً آخر إلى الجمعية العمومية يطلب منها انضمام دولة فلسطين الى الجمعية العمومية ، وهذا حق طبيعي لنا. نحن اليوم موجودين في الأمم المتحدة باسم منظمة التحرير الفلسطينية كحركة تحرر لها عضوية مراقب. ما نطالب به اليوم ان نكون دولة. هذا الطلب يحتاج الحصولَ على ثلثي الأصوات. أي 129 صوتاً من اصل 193 صوتاً. وهناك تفاؤل فلسطيني من أننا سنحصل على هذه الأصوات، لأن هناك نشاطاً غير عادي في هذا الاتجاه. ودولة فلسطين داخل الجمعية العمومية تكون دولة ولكن لا تأخذ وضعها الطبيعي كدولة كاملة العضوية إلا بموافقة مجلس الأمن.
* هل يمكن استخدام قرار "اتحاد من اجل السلام "داخل الجمعية العمومية؟
"قانون متحدون من اجل السلام" الموجود في الجمعية العمومية يعطي فرصة لنا ولغيرنا في حال كانت هناك معارضة من دولة معينة ان نواصل طلبنا من الجمعية العمومية وان نبرِّر أسباب هذا الطلب، وفي نفس الوقت ان نعزز العلاقات الفلسطينية مع دول العالم بحيث ينظر المجتمع الدولي إلى الدولة الفلسطينية المُنتظَرة على أنها دولة قادرة على التفاعل مع المجتمع الدولي ، وتستحق ان تُعطى صفة العضوية في الجمعية العمومية وتُطوِّر وضعها. وأن هذا الموضوع يؤدي الى استقرار السلام في المنطقة، لأن عدم إعطاء الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم، والاستمرار في دعم إسرائيل ككيان عنصري في ممارسة ما يشاء من عمل استيطاني وتهويدي وقتل وغير ذلك ، يهدد عملية السلام . لذلك على المجتمع الدولي أن يأخذ دوره بجرأة وشجاعة قانونية ويعطي للفلسطينيين تحت هذا الشعار " متحدون من اجل السلام" حقهم، ويعترف بدولة فلسطينية مستقلة.
* لماذا هذا الخوف الإسرائيلي من ذهاب الفلسطينيين الى الأمم المتحدة وهي التي تضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط ولم تنفذ قراراً حتى اليوم.؟
*الحقيقة أن إسرائيل ككيان عنصري استفادت خلال السنوات الطويلة الماضية من الواقع العربي ، والواقع الدولي المتراخي والمتردد وغير المسؤول تجاه الموضوع الفلسطيني، والذي كان عاجزاً عن تطبيق القرارات الدولية التي تنصف الشعب الفلسطيني. هذا الواقع استفادت منه إسرائيل وبنت أمجادها. قامت بأكثر من عدوان على الأراضي العربية والفلسطينية ولم يُتخذ بحقها اي إجراء لذلك ضربت بعرض الحائط كل القرارات التي اتخذت وهي تلقى الدعم الكامل من الولايات المتحدة، ودائماً كان الضغط على الجانب الفلسطيني من اجل ان يرضخ للشروط الإسرائيلية. والذهاب إلى الأمم المتحدة في 20 ايلول هو بداية مرحلة جديدة في النضال الفلسطيني وليس نهاية نضال. المعركة السياسية الدبلوماسية بدأت قبل هذا التاريخ وتستمر حتى الحصول على الاعتراف بدولة فلسطينية. وحتى لو لم نستطع الحصول على الاعتراف في هذه الدورة يجب ان نقدم كل ما هو مطلوب منا بخصوص هذه المعركة السياسية القاسية لأنه ستكون هناك مواجهة قاسية مع الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب موقفيهما حيث تعتبران انه مجرد إقدام الفلسطينيين على طلب الاعتراف بهم كدولة هو تحدٍ لشرعية إسرائيل وتحدٍ للسيادة الأميركية على العالم، علماً بأن هذا الموضوع خاص بالشعب الفلسطيني. فالإسرائيليون يعيشون في حالة ذعر حقيقي لأن الفلسطينيين اخذوا مبادرات جريئة جداً باتجاه حسم القضايا الرئيسة. فالرئيس ابو مازن أوقف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بقرار فلسطيني لأن إسرائيل لم تلتزم بوقف الاستيطان وبالمرجعية الدولية وبوجود سقف زمني للمفاوضات ، وما زالت القيادة الفلسطينية تصر على وقف المفاوضات. فإسرائيل كانت مستفيدة من مفاوضات وصفها الرئيس ابو مازن بالمفاوضات العبثية لأن العالم وقف ضعيفاً ومهزوزَ الإرادة أمام الأطماع والجرائم الإسرائيلية.
* هل يمكن ان توضح لنا الموقف الأوروبي؟
حتى الآن هناك ست دول أوروبية تعترف بالدولة الفلسطينية. هناك دول تأخذ موقفاً متشنجاً كألمانيا مثلاً: وميركل تعلن علناً بأنه لا يجوز ان يكون هناك دولتان على الأراضي الفلسطينية. وهي تتناغم وتتماهى مع الرغبة الإسرائيلية بعدم وجود دولة فلسطينية على هذه الأرض، وهي تؤكد الرغبة الإسرائيلية بأن هذه الأرض هي ارض متنازع عليها وليست أرضا فلسطينية محتلة.
وفي الواقع أن موقف الاتحاد الأوروبي تراجع إلى الوراء لأنه إذا عدنا إلى سنوات السبعينات والثمانينات نجد أنه كان هناك قرارات أوروبية تعترف بالنضال الفلسطيني، وتناصر الحق الفلسطيني، لكن في الفترة الأخيرة وبسبب الضغوطات الأميركية والإسرائيلية نجد ان هناك تشويشاً في الموقف الأوروبي، لكن القيادة الفلسطينية غير يائسة في هذا الشأن، فهي ستستمر في محاورة الدول الأوروبية على امل ان يكون هناك تطور نوعي في موقف بعض الدول الأوروبية باتجاه المطلب الفلسطيني المحق.
س- ما هو المطلوب عربيا على مستويين :الأول على المستوى الدبلوماسي خاصة أن لبنان سيكون رئيسا لمجلس الأمن خلال تقدم فلسطين بطلب الاعتراف، والثاني على مستوى الدعم المالي والاقتصادي والمؤسساتي؟
ج - المطلوب عربياً أكثر من قضية، أولاً على الجامعة العربية أن تحسم موقفها بشكل جاد تجاه طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذا يتطلب جهوداً أكبر، هناك لجانٌ شُكِّلت مهمتُها زيارةُ الدول الأوروبية والإفريقية والأميركية ، وعليها أن تستثمرَََََ الوقتَ وأن يكون لديها برنامج، ولا يكفي فقط الحوار، يجب أن يفهم العالم الذي يقوم على المصالح، ويبني قراراته السياسية بناءً عليها بأننا نحن أصحاب البترول ولدينا طاقاتنا الاقتصادية، ونطلب من الدول أن تعترف بالدولة الفلسطينية، لأن قرارات الشرعية الدولية موجودة ،وهذا حق طبيعي للشعب الفلسطيني .
وفي الجانب الاخر يجب أن يكون الدعم العربي مبنياً على الأصول والثوابت التي أقيمت عليها جامعة الدول العربية، فالقضية الفلسطينية هي القضية المركزية ولا يمكن أن يستقيم الوضع العربي لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا امنياً طالما أن القضية الفلسطينية لم نجد حلا لها .
س- ما هو المطلوب فلسطينياً؟
ج - المطلوب فلسطينياً، أولا على صعيد القيادة الفلسطينية أن تستكمل خطوات المصالحة وتشكيل حكومة. لأنه موضوع أساسي ورئيس، و سيتحمل العبء الكبير في إجراء عملية المصالحة، أيضا وجود حكومة فلسطينية تكون جزءاً من مصالحة شاملة واسعة سيعزز الموقف الفلسطيني أكثر، وستكون هناك قوة إضافية للمفاوض الفلسطيني، لكن بطبيعة الحال فإن الذهاب إلى الأمم المتحدة قائم حتى في الوضع الحالي لأنَّ من يقدم الطلب للامم المتحدة هي م، ت، ف.
المطلوب اليوم أن يكون لدينا قفزة موضوعية تمتاز بالوعي والحكمة وأن لا نعتبر أن هذه الدورة من دورات الامم المتحدة نهاية المطاف، نحن نسير بخطوات محددة واستراتيجيتنا هي تحرير فلسطين، و ما نقوم به اليوم هو جزء من هذه الاستراتيجية ومرحلة من مراحل الاستراتيجية التي نعتمدها في عملنا السياسي وفي عملية بناء الوطن الفلسطيني.
س - ما هو وضع اللاجئين الفلسطينيين في حال تم الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟
ج - يجب أن يكون واضحاً للجميع أن موضوع حق العودة وتطبيق القرار الأممي 194 ، والذي له قوة القانون لأنه تكرر في القرارات الدولية أكثر من مئة مرة، هذا الموضوع لا علاقة له بموضوع حصولنا على دولة فلسطينية بل العكس تماما، هو أن وجود دولة فلسطينية سيعطي الشعب الفلسطيني قدرات قانونية وضغوطات على إسرائيل بأن تلتزم بتنفيذ هذا القرار. إذاً لا خوف من موضوع الدولة الفلسطينية على موضوع حق العودة. واعتراف الجمعية العامة بالكيان الاسرائيلي مشروط في القرار 181 بموافقة هذا الكيان على السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم. أيضاً وجود سفارة في لبنان أو في أي دولة أخرى لا علاقة له بموضوع حق العودة، لأن هذه السفارة لها عملها السياسي والدبلوماسي، وهي حلقة وصل ما بين الدولة الفلسطينية والدولة الموجودة على أراضيها لتوضيح مواقف سياسية وتنسيقها مع قيادة الشعب الفلسطيني في لبنان، او في اي دولة اخرى ينتظر تطبيق القرار 194 ، ونؤكِّد أن الأنروا ستبقى مسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين ونحن كلاجئين فلسطينيين سنبقى نصر على أننا لاجئون حتى العودة إلى ديارنا التي أُخرجنا منها.
س - ما هو المطلوب من أَبناء المخيمات في لبنان لدعم الموقف الفلسطيني بالذهاب إلى الامم المتحدة ؟
ج - الشعب الفلسطيني في لبنان له ميزة خاصة قد تختلف عن باقي الدول العربية، فهو تحمَّل أَعباء الثورة الفلسطينية منذ ولادتها، ودفع عشرات الآلاف من الشهداء، وهذا الكم الكبير من الانجازات الوطنية له في وعينا الوطني تأثير كبير، ويُلزمنا أن نكون دائما على أهبة الاستعداد وأن نكون في طليعة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي سياسياً وإعلامياً ،وعلى صعيد كافة المجالات النضالية.
الشعب الفلسطيني في لبنان مهيَّأ لخوض النضال السياسي دعما للقيادة الفلسطينية من خلال المسيرات والاعتصامات والندوات واللقاءات. شعبنا في لبنان يمتلك هذه الروحية التي اعتمدت عليها القيادة الفلسطينية للقيام بدور مؤثر في دعم القضية الفلسطينية، ولا يجوز لنا نحن في لبنان أن نهمِّش دورنا، والمطلوب استنهاض الوضع الفلسطيني في لبنان بهذا الاتجاه، ونحن على ثقة أن الشعب اللبناني سيقف إلى جانبنا، وسيكون هناك مجال للتعبير عن الرؤية السياسية في إطار الأفق الاستراتيجي الفلسطيني بإتجاه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
س- هل حسم الامر نهائيا بالذهاب الى الامم المتحدة؟
ج - القيادة الفلسطينية حسمت الأمر لأنها لا يمكن أن تعود إلى الوراء. عندما ضغطت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروربي والرباعية الدولية لم تنصفنا بأخذ قرار واضح لدعم موقفنا في المفاوضات وهو القائم على أسس واضحة حددتها الشرعية الدولية،واتخذتها القيادة الفلسطينية.
نحن لن نخضع لهذه الضغوطات. نحن سائرون باتجاه حق شرعي وقانوني. ونحن نطالب بحق عمره 63 سنة. نحن اليوم أخذنا قراراً حاسماً بالتوجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ونقول للمجتمع الدولي إذا أردتم المفاوضات تفضلوا إضغطوا على إسرائيل لتقبل أن تكون القرارات الدولية هي مرجعية المفاوضات و وقف كامل للاستيطان، وخاصة في القدس، وأن يكون هناك سقفٌ زمني، ولن نسمح لاسرائيل بعد اليوم أن تستثمر هذه المفاوضات لصالحها بأن تعزز الاستيطان والتهويد وغير ذلك، وتمارس لعبة الخداع والتضليل ضد شعبنا الفلسطيني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها