تنديدًا بقرار ترامب المتصهين بحقِّ القدس، وتأكيدًا على هُويّة القدس العربية الإسلامية عاصمة فلسطين الأبدية، لبَّى أهالي مخيَّم نهر البارد دعوةَ الفصائل الفلسطينية واللّجنة الشعبية والحراكات وخطباء المساجد لمسيرة الغضب التي نُظِّمت اليوم في ١٥ كانون الأول ٢٠١٧م، بعد صلاة الجمعة، والتي انطلقت من أمام جامع القدس مرورًا بالشارع العام للمخيَّم ووصولاً إلى ساحة الشهيد الرَّمز أبو عمار.

هذا وتقدَّم مسيرةَ الغضب، التي تحوَّلت إلى تظاهرة صاخبة بوجه أمريكا و(إسرائيل)، حمَلَةُ أعلام فلسطين واللافتاتُ المندِّدة بقرار ترامب وسيارةٌ تبثُّ الأناشيد الوطنية وفرقةُ "أجراس العودة"، وصدحت الحناجر بالهتافات المعادية لأمريكا والكيان الصهيوني ومَن يدعمهما من أنظمة الردّة والرجعيّة العربيّة.

وقد رحَّب المسؤول السياسي لحركة "حماس" في مخيَّم نهر البارد "أبو صهيب" بالمشاركين، وقال: "سندوسُ على قرار ترامب الصهيوني العنصري بفعل تضحيات شعبنا البطل".

وألقى مسؤول "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في الشمال أبو ماهر غنومي كلمةَ الفصائل واللجنة الشعبية في مخيَّم نهر البارد، ممَّا جاء فيها: "نريدُ فلسطين كاملةً، وحقُّنا لن نتراجع عنه مهما كانت التضحيات، ولن نتراجع عن أيِّ شبرٍ من فلسطين، فالعودة إليها والنضال في سبيلها هو هدفُنا، ولن نقبل بوجود الكيان الصهيوني على أرضنا، ونقول للصهاينة عليكم العودة من حيث جئتُم، ففلسطين لنا، وسنبذل الغالي والنفيس من أجل تحريرها واسترجاعها".

وأضاف: "خيارنا هو المقاومة، ولا توجد أيّة طريق غير طريق المقاومة من أجل تحقيق أهداف شعبنا، ولا تنازل عن حقوقنا مهما كانت المعركة طويلة وقاسية، ومهما كانت التضحيات"، ووجَّه التحيّةَ لأهلنا المنتفضين في مواجهة الاحتلال داخل الوطن، ودعا إلى تصعيد المواجهات والارتقاء بها نحو الانتفاضة الشاملة.

وحول الموقف اللبناني قال غنومي: "نُحَيي الموقف اللبناني رئاسةً وحكومةً وأحزابًا وشعبًا لوقوفهم مع هذه الانتفاضة من أجل فلسطين والقدس وضدَّ قرار ترامب"، ودعا أبناء شعبنا في خارج فلسطين إلى التكاتف والتوحُّد والاستعداد لتطبيق شعار: (عالقدس رايحين شهداء بالملايين)، وعدم الانكفاء والإصغاء لمن يريد أن يُفرِّق الصفوف، ويُشكِّك بالمقاومة ومرجعيّتها لصالح أجندات لا تخدم سوى  الأعداء.

وحول الأحداث التي حصلت خلال المظاهرة أمام السفارة الأمريكية في عوكر، قال: "إنَّ التظاهرة كما كلّ التحركات، هي ضدّ "ترامب" وأعوانه، وليست موجَّهةً ضد القوى الأمنية اللبنانية  أو الشعب اللبناني الشقيق فهُم إخوتنا وأهلنا، ونحن في نفس الموقع والخندق معًا، ومحاولة حرف المعركة عن هدفها هي محاولة مشبوهة، وفي هذا السياق، وبكلِّ أسف، وُصِفَ المتظاهرون بالغوغائيين ويجري التشكيك بالجهود المبذولة لمعالجة ذيول الإشكال الذي حصل والإفراج عن الموقوفين".

وتابع: "بالنسبة لرفيقنا المظلوم إياد الخواجا، وبقية الموقوفين، نقول إنَّ طريقه إلى الحُريّة مفتوحةٌ، وقريبًا جدًا، لأنَّه صاحب هذه الرسالة، ونحن لن نُقدِّم تقارير لأحد، ولم نُقدِّمها لا سابقًا ولا لاحقًا، عن ما نقوم به من جهود، لأنَّنا نريد لهذا الموقف اللبناني المشرِّف أن يستمرَّ. ونُريد أن نُطمئن رفاق إياد الخواجا وأحبَّتَهُ أنَّ إياد في قلبنا وقلب جبهته، وهو بخير ويُهديكُم تحيّاته".

وختمَ غنومي كلمته بتوجيه التحيّة للشهداء والأسرى معاهدًا على مواصلة السير على دربهم حتى النَّصر والعودة.

هذا وانتهت المسيرةُ الحاشدةُ بدعاء تلاهُ فضيلة الشيخ د.عماد عكاوي راجيًّا المولى سبحانه وتعالى نُصرةَ القدس والأقصى وفلسطين وشعبنا.