في تطور خطير أبلغ الرَّئيس ترامب، الرَّئيس محمود عباس والملك عبد الله الثَّاني أمس الثلاثاء عن نيته اليوم الأربعاء على الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاستعمار الإسرائيلي، ونقل السَّفارة الأميركية إليها من تل أبيب.
ورداً على هذه الخطوة اللامسؤولة والتي تتنافى مع مرجعيات عملية السَّلام وقرارات الشَّرعية الدولية تملي الضرورة العمل على الآتي فوراً.
أولاً: رفض القرار الأميركي جملة وتفصيلاً؛ ثانياً: عدم الاعتراف بالرعاية الأميركية لعملية السَّلام، ومطالبتها بسحب ممثليها من المنطقة؛ ثالثاً: دعوة القيادة من اللَّجنتين التنفيذية والمركزية لاجتماع طارئ لمناقشة التطورات المتسارعة على هذا الصعيد، واتخاذ ما يلزم من القرارات الوطنية للرَّد على الخطوة الأميركية؛ رابعاً: دعوة الجماهير الفلسطينية في الوطن والشَّتات للنفير العام، والخروج إلى الشَّوارع وعلى خطوط التماس للتعبير عن الرفض الفلسطيني للقرار المشؤوم؛ خامساً: دعوة السَّفارات الفلسطينية في أنحاء العالم للتحرك مع الجاليات الفلسطينية والاعتصام أمام السَّفارات الأميركية في كل الدول؛ سادساً: الدعوة لقمة عربية وإسلامية طارئة لاتخاذ ما يلزم من القرارات الحازمة، ودعوتها جميعاً لقطع العلاقات مع إسرائيل، وكل دولة تنقل سفارتها للقدس أو تتجاوب مع القرار الأميركي. سابعاً: دعوة الأحزاب والقوى العربية لمؤتمر شعبي عاجل للرَّد على الخطوة الأميركية المجنونة؛ ثامناً: دعوة رجال الدين الإسلاميين والمسيحيين واليهود المناصرين للقضية الفلسطينية لإصدار بيان سياسي لرفض الموقف الترامبي وإدارته؛ تاسعاً: مطالبة الإتحاد الأوروبي والإتحاد الروسي والصين والهند والبرازيل والأرجنتين وكل الأقطاب الدولية الضغط على الإدارة الأميركية لوقف سياساتها العدمية التي تهدِّد عملية السَّلام برمتها، ودعوة الدول التي لم تعترف حتى الآن بفلسطين للاعتراف بها فوراً للرَّد على الخطوة الأميركية غير المسؤولة؛ عاشراً: مواصلة العمل مع محكمة الجنايات الدولية لملاحقة القيادات الإسرائيلية التي ارتكبت جرائم حرب ضد الشَّعب الفلسطيني؛ حادي عشر: التَّوجه لمجلس الأمن بالتعاون مع الأشقاء وكل الدول الصديقة للعمل على إصدار قرارات تؤكِّد التَّمسك بمرجعيات عملية السَّلام على أساس استقلال دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشَّرقية، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على أساس القرار الدولي 194؛ ثاني عشر: اعتبار الأمم المتحدة المرجعية الشَّرعية الوحيدة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ ثالث عشر: الاندفاع بقوة لتعزيز الوحدة الوطنية، وسحب كل الذرائع من القوى التي تحاول التعطيل أو إرباك الوحدة والمصالحة؛ رابع عشر: الإعداد المباشر لدعوة المجلس الوطني للانعقاد في دورة عادية وسريعة لاشتقاق برنامج سياسي وتجديد الشَّرعيات، وإن كان هناك بعض التعقيدات راهناً يُدعى المجلس المركزي لدورة طارئة لبحث التطورات، والتمهيد لدعوة المجلس الوطني. وغيرها من التوجهات الوطنية والقومية والأممية.
لم يبق أمام القيادة الفلسطينية مجال إلا اتخاذ قرارات حاسمة وشجاعة للدِّفاع عن الحقوق الوطنية الثَّابتة، وعدم التَّردد أمام التَّغول الأميركي الإسرائيلي. وعلى أبناء الشَّعب العربي الفلسطيني وقواهم السِّياسية النزول للشَّوارع والميادين وخطوط التماس لدعم التوجهات القيادية، والعمل بتناغم على كل المستويات السِّياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والتربوية والشَّعبية.
كفى 24 عاماً من المراوغة والتسويف والمماطلة الأميركية الإسرائيلية، لم يعد هناك مجال للانتظار والرهان على السِّياسة الأميركية، لأنها متطابقة مع الرؤية الاستعمارية الإسرائيلية، لا بل أنها تتقدم عليها في معاداة المصالح الوطنية، كما حصل مؤخراً في منظمة اليونيسكو، حيث انسحبت أميركا منها، لأنها توافقت مع الواقع، وأقرت حقوقاً فلسطينية غير قابلة للنقض. وبالتَّالي على العالم وأقطابه التَّحرك للجم السِّياسة الأميركية، التي تُعرض السَّلام والأمن العالميين للخطر بقراراتها الطائشة والعدمية. الكرة الآن أولاً وثانياً .. وعاشراً في المرمى الفلسطيني والعربي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها