قال محافظ القدس ووزيرها عدنان الحسيني إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول استدراج الفلسطينيين عامة، والمقدسيين خاصة لردات فعل، في أعقاب نصبها كاميرات جديدة قرب المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف الحسيني في مؤتمر صحفي عقده يوم الأربعاء، في مكتبه ببلدة الرام شمال القدس المحتلة أن "الاحتلال اعتبر ما حصل قبل ثلاثة شهور صفعة له، وها هو يحاول ردّ الاعتبار وإعادة الكرامة لنفسه".
ولفت إلى التسارع الإسرائيلي الكبير لحسم قضية القدس، من خلال إجراءات وسياسات في كل الاتجاهات، ولعلّ الأساس في قضية القدس هو المسجد الأقصى والبلدة القديمة، حيث لجأت سلطات الاحتلال إلى الاقتحامات المكثفة في أعقاب أحداث تموز، وهي تصرفات لا تليق بمكان مقدس، لكنهم يريدون أن يُشعروا الجميع بأنهم السقف الأعلى في المكان.
وأوضح أن العودة إلى نفس المشروع، تركيب كاميرات، هو نوع من التحدي، فضلًا عن إعلان الاحتلال تخصيص وحدة شُرطية تعمل في المسجد الأقصى، وهذا احتلال إضافي.
وأكد أن الهدف من هذه الإجراءات هو ترهيب روّاد المسجد، وكلها تصرفات "صبيانية غير عقلانية تنم عن عُقدٍ نفسية لن تخدم الأمن ولا السلام ولن تخيف أهل القدس".
وتطرق إلى الاستيطان في القدس، قائلًا إن تكثيف الاستيطان في الآونة الأخيرة هدفه منع الفلسطينيين من التنفس، ومحاصرتهم بالمدينة من جميع الجهات، بهدف تقليل نسبة السكان العرب فيها من 39% إلى 26%، كما أنه في حال ضم التجمعات الاستيطانية الضخمة فإنه سيمنع أي تواصل بين التجمعات الفلسطينية.
وأضاف أن الاستيطان له علاقة بالمسّ بقضية الدولة الفلسطينية، وهذه كلها قضايا حسمٍ نهائية، خاصة إذا علمنا أن الاحتلال بات يركز على البنى التحتية ويعمل على قدم وساق وبشكل غير مسبوق بهذا الحجم منذ عام 1967م، لربطها كلها بغربي القدس عبر ترتيبات "الضم السُّفلي" للمدينة.
ودعا الحسيني إلى تمتين جبهتنا الداخلية وتكريس المصالحة، وتثبيت المواطن المقدسي في مدينته من خلال تعزيز صموده ليكون قادرًا على التصدي لكل أساليب الاحتلال.
وتابع "نلمس إجراءات أخرى لها علاقة بترسيخ عدم فتح المؤسسات المقدسية التي أغلقها الاحتلال عام 2000 وعلى رأسها بيت الشرق، وملاحقة أي فعالية تقام في المدينة المقدسة سواء كانت ثقافية أو تعليمية أو إنسانية بحجج واهية؛ لإشعار الناس أنهم هم أصحاب المنطة والقرار فيها".
وقال "لدينا ضمن خطط وبرامج العام المقبل، برامج للإسكان والترميم من خلال العيادات القانونية والهندسية، ومساعدة المؤسسات، وسيكون التركيز الأكبر على مجال الإسكان من خلال تشجيع تأسيس جمعيات وتجمعات للإسكان ومساعدتها في توفير الأراضي حتى مرحلة البناء".
وأشار إلى أنها تشمل المساهمة في شراء الأرض والتنظيم والهندسة والعمل القانوني، وفي رسوم الترخيص، وبعد ذلك دراسة القروض ومنحها وضمان هذه القروض من أجل التسهيل على المواطنين.
وتحدث الحسيني عن أعمال ترميم المباني والعقارات في القدس، مبينًا أنها تسير بصورة جيدة، ولدينا أربع مؤسسات تعمل الآن في هذا المجال، وستنضم إليها مؤسسة خامسة من وزارة السياحة، لافتًا إلى أن طلبات الترميم للمباني كبيرة جدًا بالرغم من العمل المكثف.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها