لكن عندما يتعلق الأمر بأطماعها الخارجية، تقوم إسرائيل باظهار مبدأ المبادأة والمبادرة، وتتصدر مواقف لتظهر حسن نواياها، وأنها تلك الدولة التي تدعم الحريات وحقوق الشعوب في تقرير مصيرهم، وهذا ما حدث مؤخرًا عندما تصدرت إسرائيل المشهد بتأييدها العلني والواضح باستقلال كردستان عن العراق، رغم أن كل دول المنطقة تقريبًا رفضت خطوة أربيل بالانفصال عن الأراضي العراقية، اذن ماذا تريد إسرائيل من تلك المواقف التي يراها الكثيرون أنها تهدف من خلالها لتفتيت الوطن العربي من ذاته، سيما وأنها أيدت من قبل انفصال جنوب السودان عن السودان؟.
وأضاف عبيدات: المستفيد الوحيد من هذا الانقسام هي إسرائيل، فلم يرحب بانفصال كردستان إلا إسرائيل، لاسيما وأنها ستدعم عبر مستشاريها بيع أسلحة إلى الأكراد، عدا عن كون أن هؤلاء المستشارين سيكونون عينها داخل الأراضي العراقية والسورية، بهدف التجسس، واستمرار الأزمة السورية، وكذلك في العراق لإضعافهما.
ولفت إلى أنها تتوسع جغرافيًا وسياسيًا عبر الفوضى الخلّاقة، ولن تتوقف عن مساندة فصل كردستان عن العراق، بل ستذهب إلى أكثر من ذلك، عبر إثارة المذهبية والطائفية، لنرى في النهاية دولة سنية، وأخرى شيعية، إضافة لكردية، ثم الذهاب إلى أكبر من ذلك والوصول إلى دولة يهودية متوسعة.
بدوره، المُتابع للإعلام الإسرائيلي عمر جعارة، فقد أكد أن إسرائيل تلعب على أكثر من وتر ما بين السياسي الاقتصادي والاجتماعي والجغرافي وكذلك الثقافي، وفي ذات الوقت تريد العراق 3 أقسام، واليمن 2، ولبنان 3، وسوريا 5، إلى أن تُقيم دولتها المزعومة "أرض الميعاد" أو أرض إسرائيل الكبرى.
وأوضح جعارة : أن ما بعد تاريخ 11 سبتمبر 2001، تم الاتفاق على تنفيذ التخطيط الذي يتم حاليًا تطبيقه على الوجه الأمثل، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تتوقف عند فصل جنوب السودان عن السودان، ولن تتوقف عند فصل كردستان عن العراق، بل ستذهب إلى أبعد من ذلك عبر خلق الذرائع لكل منطقة تريد الانفصال ودعمها والتظاهر بأنها دولة تدعم الديمقراطية، وفي ذات الوقت ترفض إعطاء الفلسطينيين أي شبر لإقامة دولتهم.
وتابع: هذا الأمر يتطلب من العرب توحيد جبهتهم الداخلية، والتصدي لأي مشروع تصفوي بهدف إلهاء الشعوب عن القضية المركزية للوطن العربي وهي القضية الفلسطينية، وبذات الوقت بسط نفوذها على اقتصاد وجغرافية الوطن العربي.
وقالت صحيفة (الجارديان) البريطانية: إنه في تكتم وهدوء استمر عقوداً، ظلت إسرائيل تستثمر فى بناء علاقات تعاون قوية مع العناصر الكردية، بل وتعتبرهم أحد حلفائها غير العرب في منطقة الشرق الأوسط.
إلى ذلك، أشارت مصادر صحفية إسرائيلية إلى أن غالبية الشركات الإسرائيلية العاملة في كردستان العراق يتولى ضباط متقاعدون في الاستخبارات الإسرائيلية إدارتها تحت إشراف الجنرال دان ياتوم المدير السابق للموساد الإسرائيلي، ومن ثم تعتبر إسرائيل ثلاثين مليون كردي، يعيشون في مناطق الجبال الممتدة بين إيران والعراق وسوريا رديفاً استراتيجياً لها لمواجهة المشروع الإيراني التركي للتمدد في المنطقة، واقتسام مناطق للنفوذ والتأثير على أراضيه.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها