رغم أنف الإحتلال الذي لا تتوقف محاولاته لقتل كل أمنيات الشباب الفلسطيني في قطاع غزة، بالقتل والاعتداء والسجن، ومحاربة أحلامهم ومحاصرتهم. وإستخدامه كل ما يستطيع من قوة ليجعل من غزة، سجنا مؤلما لمن فيه، إلا أن من قال أن لا حياة مع المستحيل صدق.

لم تكن المهندسة أماني الغريب التي ترعرعت في غزة، ودرست، وتفوقت، هي الوحيدة من المبدعين على مستوى الوطن فقد سجل هذا العام أسماء أضاءت سماء فلسطين، من رواد العلم، والعلماء، والقادة الشباب والفنانين، والمبدعين الصغار، لكنها الوحيدة  التي عملت جاهدة للمشاركة في مؤتمر women deliver المنظمة العالمية التي تدعو الى تجميع الأصوات من جميع أنحاء العالم  لتحسين الصحة والرفاه للفتيات والنساء.

وفي حضوره الأول تمكنت أطروحتها من جذب اهتمام الجميع، التي بدأت الحديث فيها عن نساء فلسطين العاملات  والمتعلمات اللاتي يعنين جدا بالعلم، في وجود احتلال يمارس بشكل مستمر سياسات التضييق عليهن ولا يكترث بكونهن نساء، فالاحتلال يحتجزهن على الحواجز الإسرائيلية كتفا بكتف مع الرجال، ويقاومن رغم ضعف إمكاناتهن كل الإنتهاكات.ومثلث الغريب صورة لدى كل من في المؤتمر الذين جاؤوا من كل دول العالم، صورة النساء اللاتي يضعن حملهن على الحواجز، رغم آلام الوضع، وعدم إكثراث الإحتلال بأمرهن، ولا لصراخ طفل بدأ حياته مع خطر شديد، مؤكدة  أن الكثيرين من النسوة والأطفال الفلسطينيين يفقدون حياتهم نتيجة لهذا الظلم تجاههم.

هذه الأطروحة والقصة  التي تصور واقعا ليس بعيدا عنا، لكنه بعيد جدا على كل من يمثل تلك الدول في المؤتمر، لاقت إهتمامهم لتسجل أماني  الصغرى في نادي القيادات المائة العالمية، الذين تم اختيارهم من 6000 مرشح لنيل هذا اللقب، وتم الاحتفال بهم ضمن فعاليات مهرجان ضخم عقد في كوالامبور عاصمة ماليزيا في 27 مايو 2013 .وتمثل دور هؤلاء القادة بالتحضير لمؤتمر خاص بهم يسبق الافتتاح للمؤتمر الأساسي الذي حضره 4500 مشارك من كافة أنحاء العالم بما فيهم أميرات وسيدات أوليات من دول أوروبا وأفريقيا إضافة لرئيس الوزراء الماليزي الذي أشاد بمثل هذه المؤتمرات.

وحضر المؤتمر كل من بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة وهيلاري كلينتون التي أوضحت أهمية مثل هذا المؤتمر  خلال كلمة مسجلة عُرضت في الحفل الافتتاحي للمؤتمر، مشيرة إلى مشاركة ابنتها، كما حضره شخصيات عامة مهمة من كافة أنحاء العالم.

وأماني هي واحدة من خمسة قياديين شرق أوسطيين تلقوا تدريبات حول الضغط والمناصرة لقضايا وحقوق المرأة المختلفة بما فيها الحقوق الانجابية ومناهضة العنف ضدها، وكانوا ينفذون اجتماعات دورية عبر الانترنت لتبادل الخبرات في هذا المجال والحلول والاقتراحات لحل المشكلات التي تعيق عملهم .وتم اختيار أماني أيضا للمشاركة في ورشة عمل خاصة بقضايا المراة بالشرق الاوسط وحضرها عدد مختار من الشخصيات العامة من الشرق الاوسط لا يتجاوز  30 مشاركا .

وعلى هامش المؤتمر قامت ميليندا جيتس زوجة المليونير الشهير بيلجيتس صاحب شركة ميكروسوفت بالاجتماع ب8 من القادة الشباب لمناقشة المشاكل الراهنة في مجتمعاتهم التي تعيق حصول المرأة على حقوقها باعتبار مؤسسة "جيتس" للتمويل تعمل على رؤية جديدة واستهداف مناطق جديدة للتمويل.وشاركت أماني في الاجتماع متحدثة عن حاجة فلسطين للتمويل في مجال قضايا المرأة الإنجابية والسياسية والاجتماعية ومدى التأثير الإيجابي على المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص.

وبعد توزيع دليل مطبوع يحتوي على أحلام بعض القادة الشباب التي يتمنون تحقيقها في بلدانهم كتبت أماني : " أتمنى أن تكون ولادة أطفال فلسطين جميعاً، تماما مثل ولادة كل أطفال العالم الذين يولدون بين عائلاتهم، بإحتفال جميل، وحب وحياة سعيدة  وأمان" مضيفة:" أن نساء فلسطين منذ الأيام الأولى للحمل، معظم النساء الفلسطينيات في منطقة الضفة الغربية يواجهن مشاكل وصعوبات في الوصول لعيادات النساء والولادة بسبب الحواجز الإسرائيلية التي قطعت شريان الضفة الغربية وتحول دون وصولهن للعيادات أو للمشافى عند الولادة، أتمنى ألا تضطر معظم النساء لوضع المولود على الحاجز .

وتابعت عن قائلة :"حلمي كقائدة شابة تمثل دولة فلسطين أن  تتمكن النساء الفلسطينيات من الحصول على حمل وولادة آمنة من غير القلق والتفكير بإمكانية المرور للمشفى أو العيادة لمتابعه حملها او حتى الولادة". ترجمت أماني حلم فلسطين بأمانٍ يتحقق في كلماتها ليبقى عالقا بين أمن لا يستتب في بلادنا، وطموح محاصر .