عندما تجلس أمامها تشعر بأنك أمام إمرأة حديدية شامخة شموخ الجبال متمسكة بثوابتها الوطنية، لما لا وهي ابنة حركة "فتح"  الرائدة أسهمت خلال تاريخها  في الكثير بالارتقاء بدور المرأة الفلسطينية بشكل عام والفتحاوية بشكل خاص فهي أول كادر نسائي ينتخب في إقليم شمال غزة بعد عودة السلطة الفلسطينية، والتحقت بالاتحاد العام للمرأة الفلسطينية حتي اصبحت عضوا في الامانة العامة للاتحاد ورغم ضيق وقتها وانشغالاتها تأبي إلا ان تشارك أبناء شعبها أفراحهم وأتراحهم إنها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أمال حمد كان لنا معها هذا اللقاء حول المشهد السياسي الفلسطيني والاقليمي والدولي.

 وفي بداية حديثها عن حالة الانقسام الفلسطيني التى يشهدها الشارع منذ سبع  سنوات أكدت أن الانقسام السائد هو من أبرز المعيقات التي تؤثر سلبا على الجهد الوطنى، لاسيما في ظل الفوضى والثورات التي يشهدها العالم والدول الاقليمية، داعية الشعب الفلسطيني الضغط على القيادات وأصحاب المصالح بأخذ زمام المبادرة وتعزيز الوحدة الوطنية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وأضافت حمد إلى ضرورة تنفيذ اتفاق  القاهرة الذي تم بمشاركة كل القوى الوطنية والاسلامية وحركتي فتح وحماس ومن ثم تشكيل حكومة كفاءات، مشددة التزام حركة فتح بتنفيذ الاتفاق وأن أي مبادرة يتم طرحها يكون الهدف منها حرف البوصلة عن إنهاء الانقسام .وقالت حمد حركة حماس تهدف من خلال مراوغتها لتكريس الانقسام فكفانا حوارات على مدار سبع سنوات دون جدوى وأن الخروج من الازمة يتم عبر صندوق الانتخابات.

وفي ردها على سؤال حول  المفاوضات  الجارية مع الجانب الاسرائيلي أوضحت حمد ندرك بأن إسرائيل لا تريد السلام والمطلوب من المفاوض الفلسطيني إزالة القناع الإسرائيلي وكشف أكاذيبه للرأي العام. وتابعت مرجعية حركة فتح واضحة فلا مجال خلالها للتنازل بأي شكل من الاشكال عن الثوابت الوطنية التي استشهد من أجلها الشهيد ياسر عرفات أما في حال تعثرت المفاوضات فخياراتنا مفتوحة.وأشارت حمد أن الادارة الامريكية تنحاز بشكل سافر لإسرائيل وهى شاهدة على ما  يجري من مفاوضات وتحدد من يعيق تنفيذ عملية السلام

 وأكدت حمد على أن السلطة الفلسطينية ستتوجه للأمم المتحدة في حال ضمان عدم استخدام حق الفيتو من قبل الدول الكبري في مجلس الامن للحصول على العضوية الكاملة لافتة  أن جلوس الرئيس عباس للمرة الأولي  بين كرسي الرؤساء في اجتماع الجمعية العامة الأخير يشكل منعطفا تاريخيا لدولة فلسطين و خطابه  كان نابعا من مسؤولية وطنية لقائد دولة والذي جاء بفضل الدبلوماسية  والحنكة السياسية التي فرضتها القيادة على الساحة الدولية وانتزعت خلالها الحق في الحصول على دولة وإن كانت مراقب.
وحول الوضع الفتحاوي قالت حمد ' أننا عشنا فترة صعبة نتيجة قمع الحريات ومعاملتنا كمحظورين دفعنا خلالها ثمنا غاليا ، وحركة فتح بصدد إجراء انتخابات في جميع المناطق والأقاليم قريبا حيث تم تشكيل لجان كي نعيد بث الحياة التنظيمية السليمة وإعطاء الفرصة للأجيال القادمة التي حرمت خلال السبع سنوات الماضية من المشاركة التنظيمية أو الوصول لمواقع تنظيمية متميزة وتعزيز الحياة الديموقراطية في الأطر الفتحاوية  .

وشددت حمد أن فتح لديها تعددية ومساحة واسعة لحرية الفكر وتبادل الأراء ولديها شرعية وقيادة تنظيمية في لحظة الحسم تلتزم بقرار القيادة وأن الهامش هو الذي يميز الحركة وأنها ليس دكتاتورية وهذا هو سبب تسميتها بحركة الجماهير، وحول دور المرأة الفتحاوية أكدت حمد أنها جزء أصيل من العملية التنظيمية وستكون لها شراكة سياسية في الانتخابات القادمة التي يجري الاعداد لها لتساهم في ارتقاء دور المناضلات  داخل الحركة مشيرة الي دورها في الحملة الوطنية على مدار عام كامل حاملة الراية حاضرة بقوة من خلال مشاركتها اسبوعيا لإنهاء الانقسام.

 وبخصوص الشأن المصري شددت حمد أن القيادة الفلسطينية وحركة فتح بشكل خاص تحترم الإرادة المصرية وثورتهم  وخيارات الشعب المصري وغير مسموح لأي طرف التدخل في الشأن الداخلي المصري