تستحق الدبلوماسية الفلسطينية كل التهنئة والاشادة على الإنجاز الكبير والنوعي المتمثل بقرار اليونسكو إدراج مدينة الخليل والحرم الابراهيمي على قائمة التراث العالمي المشمول بالحماية الدولية طبقا للقانون الدولي ومعاهدات جنيف الأربع. ومن هنا نستطيع ان نفهم السلوك الإسرائيلي الذي وصل حدود الهستيريا ضد اليونسكو وقرارها العظيم، وحجم اللطمة التي تلقاها نتنياهو بحكم انه يرى نفسه حامي الحمى الأكبر للخرافة الصهيونية الذي يرى بعينيه ان اعمدتها الأساسية تنهار تدريجيا امام صحوة الضمير العالمي وفعالية المنظمات الدولية.
ومعروف ان اليونسكو هي واحدة من هذه المنظمات الدولية الكفؤة، فما الذي سيجري للمؤسسات الإسرائيلية الأكثر عنصرية وعداوة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني حين تصعد فلسطين الى منصات القضاء الدولي مثل محكمة الجنايات الدولية؟.
ولكن هذا النجاح الفلسطيني المبهر جاء في زمن عربي يسوده الارتباك، فمع ان الجيش العراقي الباسل يحقق اسطع انتصاراته في الموصل ويواصل مهمته الرئيسية في هزيمة "داعش" الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهذا التقدم يصل الى سوريا حيث يتم التفاهم الروسي الأميركي الى فرض الهدوء الكامل في المنطقة الجنوبية الغربية في درعا والقنيطرة والسويداء وحيث الجيش المصري يواصل الضربات الى الإرهاب في سيناء، لكن الموقف العربي اجمالا يسوده نوع من التشوش الكبير، سواء في العلاقات البينية او على مستوى استراتيجي، لجهة الموقف القاطع بشأن حماس التي تراهن على الأوهام او لجهة التدخل في الشؤون الداخلية، عبر المتساقطين من اطار الوطنية الفلسطينية ومن اطار الشرعية الفلسطينية مع ان الموقف العربي المعلن يطالب بعدم التدخل في العلاقات عبر الصغار والمتساقطين.
لعل اجتماع القمة الذي عقده رأس الشرعية الفلسطيني الرئيس أبو مازن في القاهرة مع الزعيم المصري عبد الفتاح السيسي من شأنه ان يقضي على نقاط التشوش مهما كان مصدرها لتظل الرؤية العربية مخلصة تماما لمنطلقاتها، وحريصة على ألا يصل اليها الارتباك من أي طرف كان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها