الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستجيب لدعوة الرئيس أبو مازن الذي عقد معه قمة ناجحة في البيت الأبيض سيكون ضيفنا في فلسطين خلال أيام، عبر جولة شرق أوسطية تشمل إسرائيل وفلسطين وتنتهي بزيارة تاريخية للسعودية حيث يعقد فيها ثلاث قمم، أولها مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والثانية مع رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي، والثالثة مع عدد من رؤساء الدول العربية والإسلامية.
هذا فوز كبير ونوعي بدأه الرئيس دونالد ترامب، واستثماراً لهذا الفوز فإن الرئيس الفلسطيني الذي أشاد به الرئيس الأميركي في اللقاء الذي عقد في البيت الأبيض في الثالث من هذا الشهر، وها هو يلبي دعوته لزيارة فلسطين بصفته الشريك الرئيسي المؤهل لصنع السلام في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المزمن، وعلى نتنياهو أن يجيب على دعوته للقاء معه تحت رعاية ترامب، فليس وحده الذي يطرح الأسئلة، ولكن نظراءه يطرحون عليه الأسئلة ولا يستطيع نتنياهو أن يلقي بها وراء ظهره، بل إن هناك تحذيرا من كل الأوساط في إسرائيل موجه لنتنياهو مؤداه أن سهولة استجابة حلفائه في الائتلاف الحكومي الحالي، وانقيادهم وراءه بلا هوامش لا يجب أن يغريه بتجاهل الأسئلة الصعبة التي يوجهها الشركاء الآخرون، خاصة الشريك الموضوعي على الأرض وهو الشريك الفلسطيني ممثلاً برأس شرعيتنا الوطنية الرئيس أبو مازن.
ذلك أن ترديد مقولة زائفة بأنه لا يوجد شريك فلسطيني هي مقولة مملة لا يتوقف عندها أحد، بل إن حماس الشقيق الخارج عن الشرعية، أدرك في الوقت المناسب أنها لا تستطيع أن تبقى هكذا (خارج البيت مؤمن وداخل البيت كافر) كما يقول الصوفيون فقد أعلنت وثيقتها في اللحظة المناسبة لتلتحق بالسرب، ورغم أصوات عبيد الانقسام الصارخة، فإن هذه الأصوات وهذا الصراخ من قبل عبيد الانقسام ومرتزقته وغلمانه لا تعني شيئاً سوى أنها صدى للهزيمة التي يواجهها بعضهم بشطحات الجنون، وأي واحد عاقل من حماس يستطيع بورقة وقلم أن يقوم بجردة حساب للربح والخسارة بسبب الانقسام، فسوف يجد أن الانقسام تجارة بائسة وخاسرة حتى على مستوى حماس نفسها، لأن الاستجابة لوعود الأوهام لا تخلف وراءها هذه النتائج الكارثية.
حماس وعلى رأسها اسماعيل هنية بفوزه المستحق بانتخابات حماس الأخيرة التي جرى التمهيد لها منذ فترة طويلة، يعلم أكثر من غيره أن الانقسام تم ضد الشرعية بما فيها حكومة وحدة وطنية كانت برئاسته وأنه طوال الوقت لقي من رأس الشرعية ما لم يلقه من جوقات الشتائم في حماس نفسها، لذلك فإن المطلوب من حماس جهد حقيقي لتتأهل بأن تكون جزءا من الشرعية الفلسطينية، أما تكرار المقولات الهابطة وآخرها ما نطق به أحمد بحر في حق قرار الرئيس بإعفاء قطاع غزة من الضرائب والرسوم، فإنه يعرف أكثر من غيره أن هذا الكلام صادر عن شخص لا يجيد سوى الهرطقة ولا يعبد سوى الأوهام.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها