بقلم: ماهر حسين

اختارت حمــــاس لنفسها أن تٌعلن عن دستورهـــــــــا الجديد من دولة خليجية شقيقة وهي دولة قطر .

من المعلوم بأن دولة قطر تتمع بعلاقات حسنة ومميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك لقطر علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وبنفس الوقت لقطر تحالف كبير ومهم  مع جماعة الإخوان المسلمين وبالطبع تجمعها  علاقات قوية مع تركيا وعلاقات معقولة مع إيران ...وبالطبع قطر هي مقر حمـــاس في الخارج .

من تلك الدولة العربية الشقيقة أعلنت حمــــاس عن دستورهــــــــــا الجديد الذي بات أقرب ما يكون الى برنامج حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) .

فلا حديث عن (حرمة التنازل) عن أي جزء من فلسطين ولا حديث عن الحرب مع (اليهود) وأن هذا من اشتراطات الساعة وبل على العكس ولم يعد هناك متسع لشعارات الحرب الدينية أبدا" و(خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود) كل ذلك بات من الماضي .

ولكن يتبادر الى ذهني وذهن من شاهد مؤتمر حمــــاس ..لماذا لم تعلن حماس عن دستورهـــــــا الجديد من دولتهم الإنفصالية القوية ومن قاعدتهم الشعبية في غزة هاشم!

بالنسبة لي ...

يبدو بأن الهدف من إعلان الدستور الجديد (2017) لحمـــاس من قطر هو التأكيد على التغيير الشامل في حمــــاس حيث ظهرت قيادات حماس ببدلها الراقية وفي القاعة الفخمة بالفندق المميز بالعاصمة الجميلة بالقرب من القاعدة الأمريكية وكأنها قيادات دولة بعيدة عن مفاهيم الجهاد والحرب الدينية وظهروا كذلك أبعد ما يكون عن فكر الأنفاق الجهادية والصواريخ الإلهية للردع  وكانت قيادة حمـــاس الجالسة في قطر بعيدة جداً عن معاناة غزة وأهلها .

حماس اختارت كل ما سبق  من ترتيبات عن إصرار فالمرحلة بالنسبة لحمـــاس ليست مرحلة تسويق جماهيري وليست مرحلة حشد جماهيري بل أن قيادة حماس نفسها باتت بعيدة عن الجماهير تماما"حيث أن المرحلة الحالية بالنسبة لحماس وقيادتهـــا هي مرحلة (المفاوضات) و(الاعترافات) و(التنسيقات) و(المحاور) ولهذا ظهر رجل (القسام) الحمساوي في غزة بطريقة كميودية وهو يتحدث عن الأسرى في ظل المعرفة التامة لشعبنا بأنه لا علاقة بين إضراب الأسرى وبين حماس أبدا" بل أن حماس تمنع التضامن مع الأسرى وتسمح فقط بمظاهرات للتهجم على الرئيس أبو مازن .

   على كلٍّ قيادة حمـــاس ظهرت بهذا الشكل من قطر لعلمهـــا التام بأن جمهور  حمــــــــاس  هم أتباع سيتبعوا كل ما يٌقال لهم وسينفذوا كل ما يهُمس به لهم فهم وللأسف بلا وعي قادر على أن يجعلهم يتفكروا أو يقيموا أو يقرروا .

حماس 2017  ووثيقة الفندق هي حقيقة موقف حماس وهو موقف قطر وموقف تركيا وهو موقف حلفاء حمــــاس وهو بالنسبة لي هو موقف متقدم سياسيا" وممكن أن يكون أساس لتعزيز الوحدة الوطنية .

ولكن على حمـــاس أن تقف بشجاعة لتعترف بأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والقيادة الفلسطينية على حق في موقفها السياسي  وأن هناك ضرورات إقليمية ودولية  تحكم أي موقف سياسي وكما أتمنى من جديد على قيادة حماس وبشكل خاص المختصين بالتهجم على فتح والسلطة والمنظمة بأن يعتذروا لشعبنا ولقيادتنا الحالية والسابقة عن (تكفير حماس ) لفتح وللسلطة وللقيادة  وعن (تخوين حماس) لفتح وللسلطة و للقيادة .

لست ممن يريد الإنتقام فالاعتذار عند الخطأ فضيلة أرجو أن تكون في حمـــاس ولكن إحتراماً للعقل وإعلاءً لشأن العقل أرجو من حماس أن تصارح شعبنا بأنها أستغلت الدين لتبرير مواقفها .

بالمحصلة  فأنا مؤمن بأن وثيقة حماس الفندقية هي وثيقة 7 نجوم تهدف فقط لتعزيز حضور حمـــــــاس في عالم الصفقات القائمة على منطق (الدولة ذات الحدود المؤقتة)  وحتما" ستفشل حماس في ذلك فنحن لا نبحث عن دولة مؤقتة ولا عن  حدود مؤقتة بل أن نريد أن نسترد حقوقنا التي تنص عليها الشرعية الدولية لنقيم دولتنا الحرة ولنعيش بسلام على أرض السلام .

حمـــاس في دستورهــــــــــــــا تبحث عن صفقة ونحن نريد دولة.