بدعوة من جناح دولة فلسطين في معرض الكتاب الثالث والأربعين في معرض رشيد كرامي الدولي، ألقى  عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" وأمين سر إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة، محاضرة بعنوان الدولة الفلسطينية بين سندان الاحتلال الصهيوني والتطورات الإقليمية، وذلك يوم الأحد 2017/4/16، بحضور ممثلي القوى والأحزاب اللبنانية، والفصائل الفلسطينية، ولفيف من أساتذة وأطباء ومهتمين، وفعاليات، ولجان شعبية من مخيمات الشمال وطرابلس .

بدأ الحاج رفعت ندوته بتوجيه التحية للأسرى الذين سوف يعلنون عن انطلاق معركة الحرية والكرامة يوم ١٧ نيسان ضد الاحتلال الغاشم ليعلنوا لكل أحرار العالم بأنهم ليسوا إرهابيين كي يتم احتجازهم في المعتقلات .

وأكد بأنَّ الساحة اللبنانية سوف تكون إلى جانب الأسرى في تحركهم لأنهم إخوتنا وأولادنا وبناتنا حيث يوجد في معتقلات الاحتلال ما يزيد عن ٥٧ فتاة وأكثر من ٣٠٠ طفل .

أمَّا بخصوص الندوة، فقد أشار إلى أنَّ الدولة الفلسطينية كانت مطروحة منذ  العام ٤٨ ولكن بعد التحولات التي حصلت بعد العام ٦٧ عكست نفسها على الوضع العربي والإسلامي والدولي وأصبحت هناك إعترافات دولية، والتي شكلت شراكة مع الجانب الفلسطيني من خلال القرارات  ٢٤٢ و٣٣٨ .

وأشار إلى الإجماع الفلسطيني في المجلس الوطني الذي عقد في العام ١٩٧٤، على أنَّ الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧ أصبحت أمراً واقعاً لأن طرح دولة على أراضي ١٩٤٨، هو حق للشعب الفلسطيني لكن الواقع السياسي العربي والدولي لم يعد يستطيع تحقيق هذا الهدف وإنما يستطيع أن يعطي للفلسطينيين دولة على أراضي الـ ٦٧ .

وتابع: "نحن نعلم أنَّ العدو الصهيوني لا يريد دولة فلسطينية لأنه نفي للدولة الصهيونية، لأنها تعتبر أرض فلسطين هي أرض الميعاد، وهناك فصائل تؤمن بالتحرير من البحر إلى النهر وهذا حقها" .

وأضاف: "إنَّ هناك قرارات من المجالس الوطنية التزمت بها منظمة التحرير الفلسطينية على أساس اختيار مرحلية النضال بإقامة دولة على حدود العام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس، واستطعنا أن نفرض على دول العالم الحق الفلسطيني، وانتسبنا إلى المؤسسات الدولية، وعندها تمَّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية من ١٣٨ دولة. هذا يعني أنَّ هناك رئيس لدولة فلسطين هو الرئيس أبو مازن, ولها حكومة هي اللجنة التنفيذية, وبرلمانها هو المجلس الوطني الفلسطيني، وبذلك أصبح للشعب الفلسطيني وجوده في العالم، وأن هذه المنظمة استطاعت أن تنتزع الاعتراف بها عضواً مراقباً لمنظمة تحرر وطني، ولو أقيمت الدولة الفلسطينية فإن منظمة التحرير سوف تبقى على تمثيلها لقضايا اللاجئين الفلسطينيين وتحديداً تنفيذ حق العودة على أساس القرار الدولي 194" .

وأشار الحاج رفعت إلى أنَّ الفلسطينيين طالبوا المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لأنه يعترف بخيار حل الدولتين، ولأنَّ البديل هو الإرهاب الذي سوف يطال كل دول العالم وتحديداً أميركا. واعتبر أن الاعتراف من ١٣٨ دولة، بالدولة الفلسطينية هو انتصار لفلسطين.

وأضاف: "طالبنا كل أصدقائنا بالوقوف إلى جانبنا لأنَّ اعتبارنا عضواً مراقباً أعطانا الحق بالدخول إلى ٥٣٤ مؤسسة من مؤسسات المجتمع الدولي، ووجدنا دولاً كثيرة تقف إلى جانب الحق الفلسطيني، وهذا ما حصل في محكمة الجنايات الدولية واليونيسكو مما أغضب الصهاينة وأزعج الأمريكان" .

نحن نواصل كفاحنا بالسياسة ولقد حققنا انجازات مهمة في السياسة ولن نكتفي بالدولة على حدود ٦٧، وإنما قد ألمح الرئيس أبو مازن بأننا قد نعود إلى القرار ١٨١ .

وأكد بأنَّ عودة الرئيس ياسر عرفات إلى فلسطين عبر أوسلو، إنما كانت من أجل الحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني وعدم الإنحيار إلى قطر عربي ضد آخر، ولمواجهة العدو الصهيوني على الأرض الفلسطينية، وحصل ذلك في انتفاضة النفق العام 1998، والانتفاضة الثانية عام ٢٠٠٠، وتمسك ياسر عرفات بالقدس عاصمة لدولة فلسطين، ولم يفرط بحبة تراب ولا بحق اللاجئين بالعودة .

وأكد على التمسك بحل الدولتين الذي يرفضه الصهاينة والأمريكان، ولم يتضح موقفهم بعد مجيء ترامب،  إلا أنَّ الفلسطيني ليس بذهنه التراجع عن حل الدولتين .

هناك استيطان في الضفة والقدس، وحصار لقطاع غزة، إلا أننا باقون في أرضنا، ولن نغادرها، وهناك جيش آخر لإسرائيل مؤلف من ٢٤٠ ألف مستوطن، وموضوع الاستيطان أُثير دولياً وصدر عن مجلس الأمن القرار ٢٣٣٤ الذي يدين الاستيطان ويحرمه في أراضي دولة فلسطين والقدس، وهذا إعتراف دولي بأنَّ القدس عاصمة دولة فلسطين .

وأشار إلى أنَّ الفلسطينيين يسعون إلى حلول دائمة كي يكون هناك حدود لدولة فلسطين على أراضي الـ 67،  إلا أن دولة الكيان لا ترغب في تحديد حدودها أبداً، والاعتراف بالدولة الفلسطينية يعطي الحق للشعب الفلسطيني باستخدام كل الوسائل والأساليب من أجل دحر الاحتلال عن أرضه وتحريرها من المحتل .

وتطرق إلى غزة المحاصرة والضفة التي تحتلها إسرائيل، أو على وشك احتلالها وتحويلها إلى كانتونات قد تلحقها بالأردن على أساس كومفيدرالي، وهي تسعى لإقامة دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء كي تكون العودة إليها .

وهناك من يطرح حل الدولة الواحدة لأنهم يعتبرون أن كل الأرض يهودية وهذا ما دفع الصهاينة للمطالبة بيهودية الدولة، وهذا ما رفضته قيادتنا لأنه لا يسمح بالعيش لغير اليهود فيها في حال الاعتراف بها دولة يهودية .

خيارنا هو حل الدولتين لكن اذا فرض علينا لن نغادر أرضنا، وسوف يكون لنا الحضور السياسي، ولن نيأس من الانتصار .

ولدينا خيارات يجب أن نحددها مجتمعين غير متفرقين، لذلك لا بد من إنهاء الانقسام وتوحيد الوطن وإيجاد استراتيجية سياسية وأمنية مشتركة .

وأكد على أهمية لقاء بيروت التحضيري للمجلس الوطني كقوى وأحزاب حيث تمَّ الاتفاق على عدة مبادىء يجب تنفيذها عندما ينتهي الانقسام حتى نصبح أصحاب القرار ولا نعمل بردَّات الفعل، المطلوب تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على إنتخابات شاملة لأنَّ هناك خيارات صعبة ومهمة تحدد مستقبل السلطة الوطنية، لذلك لا بد من انتخابات رئاسية وتشريعية، ونأمل من كل الفصائل الوصول إلى عقد المجلس الوطني الفلسطيني لتحديد الخيارات الصعبة وأخذ القرارات بخصوصها.