امتشق قلمي سيفاً وأعلو صهوة الكتابة وانحني إجلالاً وإكباراً أمام فرسان صناع المجد التليد ومنارة الحاضر وأمل المستقبل الواعد والغد المشرق, ونواة التغيير ومعول البناء وحماة الديار وسياج الوطن والعين الساهرة وقواعد إرسال الدولة, إنهم أطفالنا أطفال فلسطين الأحرار, مهجة القلب ونبض الروح وفلذة أكبادنا ومقلة العين وشامة الجبين وزهرة حياتنا, إنهم جيل الانتفاضة أطفال الحجارة والمقلاع وزجاجات المولوتوف الحارقة....
فإن أطفال فلسطين نظراً لرزوح وطنهم تحت نير الاحتلال الإسرائيلي النازي تجدهم يختلفون كلياً عن سائر أطفال العالم فهم يولدون من رحم المعاناة ويحملون معهم معاناتهم وآهاتهم ومآسيهم, وتجدهم أما يولدون بعيداً عن وطنهم في المنافي, أو يولدون ويترعرعون تحت جبروت وغطرسة المحتل أو تجدهم شهداء يزفون في أعراسهم بالهتافات والزغاريد من أجل الحرية والخلاص من براثن المحتلين, أو تراهم أطفالاً صغاراً بسنهم ولكنهم رجالٌ كبار بعقولهم وكبريائهم يقبعون خلف القضبان والأسوار الشائكة في سجون الاحتلال, ويكبر الأطفال وتكبر المعاناة معهم, وتنمو شخصية الطفل الفلسطيني المقاوم ويولد بداخله شعور العداء والانتقام لمحتلي أرضه وقاتلين أبناء شعبهم.....
يحل يوم الطفل الفلسطيني الثائر الأغر والذي يصادف الخامس من نيسان الجاري من كل عام, ولازال أطفال فلسطين يمثلون ما نسبتة52% من مجتمعنا يفتقدون إلى ابسط حقوقهم الطفولية بتمتع بطفولتهم البريئة والمسلوبة منهم بفعل جبروت الاحتلال ومن يساهم في تكريس الانقسام اللعين, فمن حقهم العيش في بيئة تحفظ لهم الحياة والاستقرار بعزة وكرامة وحرية كباقي أطفال العالم, سالمين معافين من كل شرور شياطين الأرض...
وتأتي هذه المناسبة في ظل تصاعد وتيرة القمع والإرهاب الصهيوني وانتهاكه الفاضح للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان بحق الأطفال الفلسطينيين الذين يومياً يعانون من ظلم الاحتلال الصهيوني, فمنهم من يتعرض للبطش الإسرائيلي أثناء توجهه إلى مدارسهم, ومنهم من يتعرض للتفتيش المهين على الحواجز العسكرية, ومنهم من يتعرض للموت نتيجة القصف الإسرائيلي وإطلاق النار عليهم وإعدامهم بدم بارد في الشوارع العامة والطرقات والاعتقالات المستمرة بحقهم بالمئات فقد ارتفعت وتيرتها في السنتين الماضيتين حيث قامت قوات الاحتلال باعتقال 1300 طفل عام 2016م كما استشهد 2096 طفلاً منذ ايلول2000م وحتى 15 فبراير 2017م وحالات التعذيب والاعتداء عليهم خلال اعتقالهم من قبل جنود الاحتلال المدججين بالسلاح وتوقيفهم في مراكز التوقيف والتحقيق معهم بشكل سافر,ولا ننسى في هذا المقام جريمتي إحراق الطفل محمد أبو خضير والرضيع علي الدوابشة مما ترك جوانب نفسية وصحية على مستقبلهم وحياتهم نتيجة هذا السلوك العدواني...
كما وأيضاً فمنهم ألاف العائلات الذين يعانون من مشاكل الفقر المتفشي بسبب الحصار الجائر والوضع الاقتصادي المتردي للغاية والذي ضرب كل مناحي الحياة في قطاع غزة مما دفع ويدفع بالكثير من الأطفال إلى الاضطرار مبكراً لترك مقاعدهم الدراسة والتخلي عن أحلامهم في ظل الفقر المدقع والتوجه للبحث عن لقمة العيش في الطرقات وانخراطهم في سوق العمل قبل الأوان مقابل أجور زهيدة ليعيلوا أسرهم المحتاجين والتي لا تكفي حتى لسد رمق احتياجاتهم وهذا يؤثر بشكل سلبي على الأطفال من ناحية التطور ونمو الطفل....
وبمناسبة يوم الطفل الفلسطيني نناشد كافة المؤسسات الحقوقية الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للطفولة“اليونيسيف”بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية بحماية الأطفال الفلسطينيين من جرائم العدو الإسرائيلي وانتهاك حقوقهم والتي أقرتها اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عام 1989كما ونناشد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالضغط على الاحتلال الصهيوني لإطلاق سراح حراس الغد أطفال فلسطين من غياهب سجونها المظلمة.....
عاش أطفال فلسطين أحراراً.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها