حـوار: وسام خليفة
خاص مجلة "القدس" العدد 335 اذار 2017
تتزايدُ الأحداث السياسية تزاحماً على الساحة الفلسطينية، فمن دعوة الرئيس الأمريكي للرئيس محمود عبّاس لزيارة البيت الأبيض والتعاطي الأمريكي مع القضية الفلسطينية ما بعد الانتخابات الأمريكية، إلى تصريح ليبرمان باعتبار الصندوق القومي لـ"م.ت.ف" منظمةً إرهابيةً، وحضور القضية الفلسطينية على جدول القمّة العربية، كُلّها قضايا ومسائل تحمل دلالاتٍ وأبعاداً متعددة. وللحديث عن هذه القضايا ورؤية حركة "فتح" للمشهد الفلسطيني الحالي كان لنا هذا الحوار مع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوَّض العلاقات الدولية روحي فتوح.
ما تعليقك على استقالة الأمينة التنفيذية للجنة "الإسكوا" ريما خلف من منصبها على خلفيّة سحب تقرير يُدين إسرائيل؟
نحن نقدِّر هذا الموقف العظيم للسيدة ريما خلف التي حكَّمت ضميرها على حساب الوظيفة. لقد كانت خطوةً جريئةً وشجاعةً وغير مسبوقةٍ اتّخذتها، وقد أعطت لهذا التقرير اهتمامًا أكثر ممَّا كان سيحصل عليه لو عُرِضَ على مجلس الأمن والجهات المختصّة بذلك. فهذا التقرير يفضح الممارسات الإسرائيلية ضدَّ شعبنا وفي فلسطين، لذلك كانت هناك ضغوط على الأمين العام للأمم المتحدة لسحبه، والسيدة ريما خلف عبَّرت عن ذلك عبر هذه الاستقالة والبيان الذي صدر عنها، وهو بيان متّزن يراعي احترامها لوظيفتها، واحترامها أيضًا لقناعاتها، وقد أقرَّ السيد الرئيس محمود عبّاس منحها أعلى وسام في فلسطين. وفي الوقت ذاته، هناك حملةٌ غير عادية للتضامن معها وتبَني هذا التقرير الذي سُحِب عن المواقع، لكنَّه بقي في عقول وقلوب الناس، وهذه الممارسات الإسرائيلية وكل هذه المواقف الجائرة التي تحاول الجهات الأخرى كالإدارة الأمريكية والإسرائيلية اتخاذها بالضغط على الأمم المتحدة لن تجديهم بعد الآن لأنَّ الحقيقة لا تُغطَّى، والموقف الدولي واضح، ومنذُ فترة وجيزة صدرت أربعة قرارات لمصلحة فلسطين في مجلس حقوق الإنسان وأدانت إسرائيل بأغلبية ساحقة.
ما رأيك بتصريح ليبرمان باعتبار الصندوق القومي لــ"م.ت.ف" منظَّمةً إرهابيةً؟
ماذا تتوقَّع من ليبرمان؟! ليبرمان صهيوني، وهو مع طرد الفلسطينيين من أراضي الـ48، وفي نفس الوقت متعصِّب يميني قذر وفاسد، هذا ما يخرج منه، وبالتالي هو يحاول كسب اليمين المتطرِّف من أجل الانتخابات، وهو أول مَن أطلق لقب الإرهابي الدبلوماسي على الرئيس أبو مازن، لذا ليس مستغرباً أن يتّهمونا جميعًا بالإرهاب، والأمر لم يقتصر على الصندوق القومي. بالطبع هذا الكلام مرفوض ومدان، ولكن هذا أسلوب ليبرمان وبينيت ونتنياهو الذي اعتدناه، ولا نتوقّع إلّا مزيداً من هذه التصريحات التي لن تؤثِّر على الجميع. ونحن مستمرون بالتصدي للجانب الإسرائيلي بكل السُّبل وعلى كل المستويات، فالصندوق القومي هو مؤسّسة من مؤسسات "م.ت.ف" أُسِّس العام 1965، وسيبقى مستمرًّا في أداء مهمته ووظيفته باعتباره وزارة المالية لـ"م.ت.ف" التي تمثِّل كلَّ الشعب الفلسطيني في كل مكان، ولا لبيرمان ولا غيره يمكنه التأثير علينا في هذا الاتجاه.
البعض يرى أنَّ "حماس" تتجّه للانفصال وتكوين إمارة أو دولة بعد تأسيسها للجنة الإدارية العليا لقطاع غزة، كيف ترى المشهد؟
اللجنة الإدارية التي شكَّلتها حماس في غزة هي استمرار لما كان قائماً. فزياد الظاظا كان يُدير قطاع غزة باعتباره لجنةً إداريةً ولكن لم يكن مُعلَناً عنها، إذ كانت مكوَّنة من وكلاء الوزارات الموجودين في القطاع، والآن شرَّعوها، إلَّا أنَّها باطلة، وهي خطوة تُعمِّق الانقسام وتُبطِل كلَّ الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة. ولكنَّ منذ اليوم الأول لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية أو حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني لم يمكِّنوها من القيام بدورها، وتذكرون حين ذهبت الحكومة لغزة وحاصروها في الفندق، وفي أكثر من اجتماع للحكومة حوصِرَت، ولم يتم التعامل معها، وهذا الموقف اليوم هو استمرار لسياسة حماس منذُ العام 2007، فالحكومة كانت تُدَار من قِبَل إسماعيل هنية وأصبحت تُدار بشكل آخر، ولكن حماس هي التي تُسيطِر على قطاع غزة وتديره أمنيًّا وإداريًّا من كل النواحي. لذا أتمنَّى على حماس مراجعة حساباتها.
أضف إلى ذلك أنَّ حماس أيضاً في الصيف الماضي وافقت على المشاركة في الانتخابات البلدية، والآن أخذت قراراً بمقاطعة الانتخابات البلدية، وهذا أيضاً مؤسِف، في ظل سعينا الحثيث لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ولم الشمل الفلسطيني كله تحت سقف "م.ت.ف". فقد جرى اجتماع في بيروت، وكان اجتماعاً مقبولاً لجهة النقاشات التي حصلت، وجرى أيضاً حوار فيما بعد في موسكو لتقريب وجهات النظر، لكن الخطوات التي تُؤخَذ على الأرض تعكس حقيقة النوايا وهي أنَّنا حتى الآن عاجزون عن التخلُّص من كل الشكوك القائمة، لذا فهذا الإجراء الذي اتَّخذته حماس سيعمِّق الفجوة بيننا بلا شك.
هل اتَّخذت أمريكا وأوروبا قراراً بإنهاء السلطة الفلسطينية بتقليل دعمها المالي بشكل حاد؟
هناك تراجع في تقديم الدعم والتمويل من الجميع حتى على المستوى العربي، وهذا التراجع انعكاس لعدة أشياء، أولها توقُّف وانسداد عملية السلام نتيجة الإجراءات الإسرائيلية خاصةً لجهة عملية التوسُّع الاستيطاني، إضافةً إلى الضغوط التي تُمارَس على صانعي القرار في هذه الدول من قِبَل مؤيّدي إسرائيل واللوبيات تحت عناوين عديدة، فيقولون لهم مثلاً لماذا تقدمون الدعم لمَن يدفعون للأسرى وعائلات الشهداء، أي "م.ت.ف" والسلطة الفلسطينية، في حين أنَّ هذا الأمر طبيعي لأنَّ السلطة الوطنية لا يمكن أن تتخلَّى عن المواطن الفلسطيني. إنَّ هذه الحروب التي شنَّتها إسرائيل على قطاع غزة في الـ2008 أو 2012 أو 2014 خلَّفت العديد من الضحايا من العائلات المدنية، وهؤلاء لم يكونوا مقاتلين ولا عسكريين، هم كانوا في بيوتهم آمنين عندما وقعوا ضحايا إجرام إسرائيل، وتركوا وراءهم عائلاتهم، فهل يجوز أن نتخلّى عن هذه العائلات؟ المجتمع الدولي عقد مؤتمراً في شرم الشيخ لإعادة بناء قطاع غزة الذي دُمِّر على يد إسرائيل، فكما ستُرمِّم بيتاً دُمِّر يجب أن تصرف على عائلة الشهيد الذي قُتِلَ ظلمًا بالطيران الإسرائيلي. أيضاً، معظم الأسرى الذين تعتقلهم إسرائيل يُؤخَذون من بيوتهم وهم آمنون، أي أنَّهم لم يُنفِّذوا عملاً عسكريًّا أو فدائيًّا، وعدد الموجودين في المعتقلات الإسرائيلية يفوق الـ7000 فلسطيني، ونحن نقدِّم الدعم المادي لعائلاتهم لأنَّ هذا واجبنا، وإن لم نفعل ذلك فماذا سيكون مصيرهم؟ قد يذهبون إلى (داعش) أو أي جهة متطرّفة أخرى، ومن هنا تبرز أهميّة الاحتواء الذي نقوم به، ليس فقط في إطار السلطة الفلسطينية، ولكنَّ أيضاً في إطار حركة "فتح" و"م.ت.ف" منذ أُنشئَت، وبالتالي نرفض أيَّ كلام يطالبنا بعكس ذلك، ونقول للدول المانحة إنَّ ما تقومون به يساهم في تدعيم السلطة الوطنية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وإذا تخلَّيتم عن هذا الدور فعليكم تحمُّل تداعيات ذلك. على المستوى الفلسطيني، نحن لدينا جباية داخلية وطنية فلسطينية تغطي جزئيًّا ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية، ولكن هذا غير كافٍ وهناك عجز، لذا تحاول القيادة الفلسطينية جاهدة حثَّ هذه الدول على عدم التّخلي عما كانوا يقدَّمونه سابقاً، إذا كانوا مرتبطين باتفاقية أوسلو، والتي أفشلتها إسرائيل على الأرض، فهذا شيء آخر، نحن نقول لهم ما زلنا نمد أيدينا للسلام، والرئيس محمود عبّاس خلال جولته الأخيرة في أوروبا تحدَّث بشكل واضح عن أنَّنا قبلنا بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والقدس الشرقية عاصمة لها على حدود الرابع من حزيران العام 1967 والتي تشكِّل 22% من أرض فلسطين التاريخية، ومع ذلك إسرائيل ترفض ذلك وما زالت تعتدي على أراضينا. لذا على الدول المانحة إعادة النظر في كل الاتجاهات، وخاصّةً الإدارة الأمريكية المنحازة كليًّا للجانب الإسرائيلي، ونحن نشعر أنَّ الذي يضغط علينا ويواجهنا بشكل أكثر عنفاً من الاستيطان هو الإدارة الأمريكية، فهم غير متعاونين بخصوص المساعدات، ويضعوننا دائماً تحت التهديد بإيقافها أو عدم استمرارها، ولكن هذه الخطوة خاطئة ولن تأتي بالسلام، وإذا كانوا فعلاً يطالبون بوجود سلام في الشرق الأوسط فدعم السلطة ماليًّا هو دعم باتجاه السلام وإيقاف هذا الدعم بالتأكيد سيُقلِّص كل فرص إنجاز عملية السلام. وفي ذات الوقت نؤكِّد أنّنا رغم كل شيء لن نغادر هذه الأرض حتى لو منعوا عنا الهواء، فنحن منغرسون في هذه الأرض، سنبقى فيها ولن نغادر.
كيف ترى حضور القضية الفلسطينية على جدول أعمال القمّة العربية خصوصاً مع وجود مشكلات في بعض الدول العربية؟
منذُ بداية الربيع العربي كان هناك تراجع للقضية الفلسطينية على جدول أعمال القمة العربية، ولكن الآن هناك صحوة وإعادة إدراج للقضية الفلسطينية على جدول الأعمال باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، وهي فعلاً كذلك، وعدم إيجاد حل مركزي وعادل لها طبقاً للقرارات الشرعية الدولية هو ما أدى إلى هذه الفوضى الموجودة في الدول العربية.
إنَّ قضية فلسطين هي قضية حيوية ومؤثّرة عاطفيًّا في الجانب العربي والإسلامي وحتى في حركات التحرر العالمية، لذلك كل ما نراه الآن من تطرف سواء أكان (داعش) أو غيره القضية الفلسطينية تشكِّل لهم الدافع والحافز، وإذا تمَّ حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وإقامة دولة فلسطينية، لن يعود هناك مبررات لاستمرار هذه القوى بالحرب التي تقوم بها الآن، وبالتأكيد سيكون هناك طريق واسع مفتوح أمام معالجة كل القضايا العربية، وإعادة وحدة الترابط الوطني في كل دولة عربية، وفي نفس الوقت القضاء على كل منظمات الإرهاب التي دمَّرت هذه البلدان، وعودة الاستقرار والأمن للمنطقة العربية. وبرأيي سيصدر عن مؤتمر القمة العربية موقف عربي موحَّد باتجاه القضية الفلسطينية، وبعد القمة مباشرة سيذهب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمقابلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطرح القضية الفلسطينية بكل جوانبها على الإدارة الأمريكية، أيضاً بعدها بعدة أيام سيقوم رئيس القمة العربية الحالي الملك عبدالله الثاني بنقل ما توصَّلت إليه القمة، وبالتأكيد طُرِحَت على جدول أعمال المفاوضات مع الجانب الأمريكي القضية الفلسطينية، وفي منتصف شهر نيسان 2017 سيلتقي الرئيس محمود عبّاس الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية لطرح كل هذه القضايا. بالطبع نحن لا نرفع سقف التوقعات عالياً، ولكنَّنا نقول إنّنا التقطنا حتى الآن إشارات إيجابية ونسعى للبناء عليها وتعزيزها لتحريك عملية السلام في إطار الشرعية الدولية والقرارات الدولية التي صدرت.
برأيك ما هي الدلالة من دعوة الرئيس الأمريكي لسيادة الرئيس محمود عبّاس للبيت الأبيض؟
حاولت الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو بالذات عرقلةَ الاتصال بين الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب باعتبارها إدارة جديدة والسلطة الفلسطينية و"م.ت.ف" برئاسة الرئيس عبّاس، ولكن كلّ محاولاتهم للضغط وحرف الأنظار وتشويه الصورة الفلسطينية باءت بالفشل، والقيادة الفلسطينية تحرَّكت باتجاه التأثير على الإدارة الأمريكية، والإدارة الأمريكية حقيقةً هي اللاعب الرئيس في منطقة الشرق الأوسط لما لها من تأثيرات على الجانب الإسرائيلي وعلى المنطقة. وبالتالي كان هناك تقدُّم عبر الحراك الذي قام به الرئيس والقيادة الفلسطينية، وتمَّ الاتصال بالرئيس أبو مازن بطلب من الرئيس ترامب، وبعد ذلك أرسل الأخير موفده إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات الذي جمعه بالرئيس عبّاس حوار موسَّع وصريح، حيثُ أنَّ الرئيس عبّاس دائمًا يتكلّم بصراحة في الغرف المغلقة وفي خطاباته ولقاءاته، وهذه الصراحة تمنحه المصداقية التي يرحِّب بها المجتمع الدولي. كذلك، فكما تعرف خلال الحملات الانتخابيّة يُرفَع سقف الوعود ولكن بعد الانتخابات تُدرَس المصالح، ويبدو أنَّ الجانب الأمريكي فكر في الأمر، فهل من المجدي كسب عداء المنطقة العربية والعالم الإسلامي مقابل إرضاء إسرائيل؟ نتمنَّى من الإدارة الأمريكية ألّا تنحاز لإسرائيل، وأن تأخذ موقفاً عادلاً بيننا وبين الإسرائيليين، وننتظر نتائج هذه الزيارات.
عُقِدت العديد من المؤتمرات في الآونة الأخيرة بعيداً من الشرعية الفلسطينية، فكيف تنظرون لها؟ وما الهدف من عقدها برأيكم؟
هناك عنوانٌ اسمه "م.ت.ف"، وهذا العنوان هو الذي يجب أن يُشرِفَ على المؤتمرات أو يدعو لها، وكل مؤتمر خارج هذا الإطار هو غير شرعي ومرفوض بالنسبة لنا، وبالذات مؤتمر اسطنبول الذي أرادوا من خلاله إيجاد بديل لـ"م.ت.ف"، فهو مرفوض مضموناً، وشكلاً أيضاً. هذه محاولات قديمة وطويلة وحاولوا بشق الأنفس إيجاد جسم بديل عن "م.ت.ف"، ولكنهّم لم ولن ينجحوا، فشعبنا الفلسطيني واعٍ ومدرك لكل هذه القضايا، وهناك حراك فلسطيني على مستوى العالم لتوعية الشارع الفلسطيني. ولا بدَّ من التأكيد على أنَّ هذه المحاولات اليائسة تهدف للنيل من "م.ت.ف"، وهي لا تختلف كثيرًا عن النشاطات الاستيطانية، فمَن يحاول تدمير أو إضعاف الإطار الوحدوي الفلسطيني، وهو "م.ت.ف" الممثِّل الشرعي والوحيد لشعبنا، يساهم بشكل مباشر بدعم العدو وهو الاحتلال الإسرائيلي، لذا يجب أن نواجه كلَّ المحاولات الانشقاقية الهادفة للنيل من "م.ت.ف" ووحدانية تمثيلها.
ما تقييمك لعلاقاتنا الخارجية مع دول العالم وحراكنا السياسي اليوم في ظل محاربة إسرائيل لنا؟
العلاقات الفلسطينية الخارجية مع دول العالم علاقات ناجحة بامتياز، وهناك تأثير كبير ونشاط لافت للسيد الرئيس محمود عبّاس من خلال الجولات التي يجريها في معظم دول العالم من أجل قضيّتنا، وهو رجل ذو مصداقية، لذلك يحظى باحترام واسع من قِبَل كل زعماء ودول العالم،كما رأيتم في فرنسا وألمانيا وغيرها. وهناك حراك دبلوماسي فلسطيني حثيث يقوم به وزراء الخارجية والسفراء متّصلٌ بهذا الاتجاه، وأيضاً عبر مؤسَّساتنا في حركة "فتح"، فالإخوة الذين سبقونا في هذا المجال، وخاصة د.نبيل شعث، بنوا علاقات قوية ومتينة، ونحن أتينا لإكمال ما قاموا به، ومنذ تولّيتُ المهمة منذُ نحو أسبوعين حصل تعارف مع معظم الدول، وسيتبعها لقاءات أخرى. وفي الواقع، هناك تنامٍ في علاقتنا الدولية، وهناك موقف دولي مؤيِّد لحل الدولتَين والسلام في الشرق الأوسط وإنهاء الاحتلال، خاصةً أنَّنا آخر شعب واقعٍ تحت الاحتلال، وهذا محرجٌ للعالم الذي يدرك أنَّ الشعب الفلسطيني يجب أن تكون له دولة، ويجب أن يستقر الوضع في الشرق الوسط، لذلك هناك تفاهم دولي، وفقط إسرائيل وأمريكا حتى الآن لم تقتنعا بذلك، في حين أنَّ العالم كله يجزم بأنَّ إسرائيل دولة غاصبة قائمة بقوة الاحتلال سواء أكان عبر القرارات في مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أو المواقف الدولية، وكل ما تقوم به من إجراءات واعتداءات مرفوض من المجتمع الدولي، لذا نحن في وضع جيِّد بل متقدِّم ضمن العلاقات الدولية، والمجتمع الدولي رفض أن يكون هناك نظام أبرتهايد في جنوب إفريقيا وشعب جنوب إفريقيا نال حريته، واليوم المجتمع الدولي مدرك ومتيقِّن أنَّ الشعب الفلسطيني يجب أن ينال الحرية والاستقلال ويقيم دولته الفلسطينية القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها