أثارت المكالمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والفلسطيني محمود عباس العديد من التعليقات والتحليلات ومنها للأسف المفرط في التفاؤل وكأننا حققنا انتصاراً، ومنها ما قدّمها على أنّها تنذر بكارثة وطنية.

لابأس من التعامل مع التحليلات والمواقف ولكن مع ضرورة التأكيد على أهمية (المكالمة) لأنها دون أدنى شك تأكيد على أن فلسطين حاضرة على الخارطة السياسية ولا يستطيع أيّ معادي أو كاره أو مخالف لهـــا أن يتجاهلها، وبالطبع لا يمكن لأي معارض تجاوز حقيقة أن (فلسطين على الخـــارطة ) السياسية وقريبا" ستكون واقعــــاً بإذن الله.

فلسطين الدولة ستتحقق بإخلاص هذا الشعب الساعي للحرية والسلام وبحكمة قيادتنا القادرة على شقّ طريقها لتحقيق الطموح الوطني بالحرية والاستقلال والسلام وبالدعم العربي للحق الفلسطيني وحتما" بدعم الأصدقاء والحلفاء في العالم .

فلسطين الدولة قادمة لا محالة وعلى الإسرائيليين من المؤيدين للحق الفلسطيني من دعاة السلام ومن المنكرين للحق الفلسطيني الرافضين للحلول السياسية بأن يعوا بأن القادم هو دولة فلسطين على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمة دولة فلسطين ستكون القدس الشرقية. و كذلك على أعداء أنفسهم من دعاة الحرب والتطرف والجهل والطائفية أن يستعدوا لهذا الواقع .... واقع قيام دولة فلسطين المستقلة  فهو الحل الوحيد القادر على تحقيق السلام وضمان الحياة بسلام وأمن في المنطقة .

 

سياسيا" ...

لقد ظن البعض بأن التغيرات القادمة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم ستؤدي إلى تجاوز النظام السياسي الفلسطيني المستمد قوته من قدسية قضيتنا  ومن تمثيل هذا النظام السياسي  لشعبنا وعمق إيمان القيادة الفلسطينية بعملية السلام وعملها الجاد لتحقيقه في المنطقة.

وهنا نقول بأن سياسة الرئيس محمود عباس المؤمنة بالسلام وبالشرعية الدولية والرافضة للعنف المدمر، هذه السياسة الحكيمة الواقعية الساعية لتحقيق أمال وطموح شعبنا بالطرق السياسية الدبلوماسية تثبت كل يوم وفي كل مرحلة وعلى كل منحنى بأنها سياسة فاعلة جنبت شعبنا الخسائر وحافظت على وجودنـــــــــا السياسي المدعوم دوليا".

فلسطين على الخارطة وفلسطين مع السلام وفلسطين مفتاح التسوية والسلام ومن هذا المنطلق أتت هذه المكالمة ولهذا سيكون اللقاء والتحرك القــــــــــــــــادم لتحقيق السلام .

لست من دعاة الوهم بأن المكالمة انتصار.. فالمكالمة وما سيليها من لقاء مع الرئيس ترامب هي تأكيد لنا على أننا متواجدون على الخارطة قبل غيرنـــا، وبأن كل محاولات تجاهلنا لن تمرّ وهي تأكيد على أمكانية العمــــل مع الإدارة الأمريكية الحالية في محاولة لتحقيق السلام .

السلام الذي نرجو أن يكون واقعـــا" في فلسطين ليعم المنطقة.. السلام الذي نسعى له ليكون مستقبل أطفالنا أفضل.. السلام الذي نستحق لنعيش كباقي الشعوب بأمن وأمان على أرضنا الحرة المحرّرة.

بالنسبة لي..كمؤمن بالسلام أقول ..

قد يكون هناك سلام في عهد ترامب

وهذا ما نريد ..وهذا ما يجب أن نعمل من أجله.