ليس جديدا أن نوايا إسرائيل مستمرة في هدم المسجد الأقصى فهي تعمل على ذلك منذ سنين علّها تجد له مبررا تزوّر به الوثائق التاريخية والدينية، ويبدو أنها متسرعة هذه الأيام وبخاصة بعد تصريحات ترامب المتواصلة بأنه سينقل سفارته الى القدس، وكما يشتهي نتنياهو وجماعته المتعصبين فجهد إسرائيل في الحفريات تحت المسجد تكاد تحقق أهادفها من أجل بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه وقد باتت معروفة لنا ولهم وللعالم .

وتشير المعلومات بأن هناك إنهيارات حصلت مؤخرا في محيط المسجد بسبب الحفريات التي تهدد بانهياره كاملا . فقد وقعت في المدة الاخيرة في "حوش بيضون" في بلدة سلوان جنوب المسجد بشكل أفزع الناس، الذين يعرفون اهداف إسرائيل الشيطانية منذ سنين .

ولم يردع إسرائيل أي وازع لإيقاف الحفريات التي تخالف كل المواثيق الدولية . فإسرائيل اليوم أكثر تخوفا من السابق بتحقيق أمانيها بعجلة، بعد أن أكدت اليونسكو "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" بأن المسجد الأقصى وحائط البراق هو من حق المسلمين وقد أثار هذا القرار الدولي، مخاوف اسرائيل المستمرة من مثل هذه القرارات الصائبة .

 تعرف إسرائيل ومهندسوها بأن الانفاق التي يحفرونها تحت الأقصى في البلدة القديمة اصبحت شبكاتها ضعيفة كما جاء في تقارير وزارة الاوقاف والشؤون الفلسطينية تعقيبا على ذلك فيمكن أن تسقط في أي وقت إثر زخات مطر شديدة، وهناك أمثلة لمثل هذه الاخطار التي سببت في سقوط بيوت السكان العرب المجاورة التي أصابتها التشققات والتصدعات التي خلخلت أساس العمارات وبخاصة في شارع وادي حلوة القريب من الجدار. إن المستوطنين الذين يشرفون ويقومون بهذه الحفريات يعملون لفتح طرق وأنفاق تصل للمسجد وباحة حائط البراق بالسرعة الممكنة.

 اسرائيل ونتنياهو اليوم في سباق مع الزمن وقبل نقل سفارة ترامب الى القدس فهما يعملان بكل ما يمكن لهدم الاقصى الشريف، و مواصلة بناء المستوطنات من جميع الجهات لخنق القدس وتهويد ما تبقى من الاراضي حولها لمنع إمكانية وصول العرب والمسلمين أليها. فهناك المخططات التهويدية القديمة والمتجددة باستمرار التي تجري يوميا على مرأى ومسمع من العالم في محيط القدس لا بل دعم أمريكا لبناء المستوطنات من هذه السرقات ما تم مؤخرا وفق خطة مرسومة، مصادرة 20 دونما من أراضي شرق القدس المحتلة لصالح بلدية سلطة الاحتلال .

ووضحت بلدية القدس بأن هذه الاجراءات من أجل بناء "حيّ جديد" يضم أكثر من الفي وحدة سكنية. وفي الوقت نفسه تقوم إسرائيل بهدم المنازل كما فعلت مؤخرا في بيت حنينا القرية القريبة من قرية لفتا المهجرة، بداعي ان البناء غير مرخص . ويذكرني هذا الهدم، ببدء هدم بيوت لفتا إحدى ضواحي القدس، وقد هدمت منذ أشهر بيت جدي المرحوم الحاج اسماعيل النجار مع غيره من المعالم، في حيّ راس النادر القريب من حرش شنلر وحيّ مياشوريم .

المسجد الاقصى ومحيطه في القدس اليوم، يواجه الانهيار الكامل لأن إسرائيل المسنودة من ترامب وبخاصة إذا ما نفذ وعوده التي قطعها على نفسه في حملته الانتخابية، ومنها نقل السفارة الأمريكية للقدس .

أصبح هذا الموضوع معروفا وبخاصة بعد اصدار القرارات الدولية، التي يبدو أنها لن تطبق وتظل حبرا على ورق يتفرج عليها العالم . ويظل السؤال : ما نحن فاعلون في زمن ترامب ونتنياهو لإيقاف هذا الاستعمار الصارخ . ؟