إن الذين لا يفقهون دروس التاريخ، ويركبون التيار المعاكس لمسار حركة الشعوب، إما جاهلون، أو مأخوذون بعزة مالكيهم، وبما سرقوه من أموال الشعب، وبما فرضوه كأتاوة يوم تستَّروا بموقع المسؤولية الرسمية.

يدفعون ثمن مؤتمرات هناك وهنالك، يتاجرون، يربحهم اللاعبون الإقليميون، أما هنا في الوطن، فهم الخاسرون.

يدَّعون الانتماء لفتح، وهم في قرارة نفوسهم كذّابون مخادعون، فهل يعقل أن يكون الفاسدون هم أنفسهم اصلاحيون؟!.

يا أيها الفلسطيني المسكين، لدى المتجنحين والخارجين عن الصف الوطني مال كثير، مسروق من قوت يومك لينفقوه على السياحة السياسية، وهذه المرة في أوروبا، يروجون في الأخبار للمة جديدة في باريس، فالذي قد صدق الانتماء لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، لا يسرق اسمها الأشرف، ليثبّته بلاصق على صدور التابعين لمحفظته فقط، فهذا الذي يفعلها تابع لا يستحي من الانضمام لنادي العراة المتجردين من الانتماء الوطني، حيث تجمعهم رغبة الانتماء الجهوي.

ما يسمونه مؤتمر فتح في باريس، حلقة جديدة في مسلسل (اللاهثين وراء السراب)، حددوا مكانه بعيدا عن فلسطين، ما بين مكان لمَّتهم وتربة فلسطين آلاف الكيلو مترات من مياه بحر المتوسط المالحة، فبعد حلقة حماس في اسطنبول، يحضر الخارجون عن الصف الوطني لحلقة في ذات المضمون.

 مؤتمرات فتح العامة ذات الروح الوطنية، التنظيمية القانونية تعقد هنا في الوطن بعد ان أصبح لمناضليها على ارض فلسطين موطئ قدم، فالسادس في بيت لحم، والسابع في رام الله، والثامن نناضل ليكون في القدس، أما الذين قد أصابهم ورم الأنا، وبترتهم فتح الطيبة بعد تعفنهم من جسدها، فمن البديهي أن يركزوا مساعيهم، ويسخِّروا كل ما امتلكوا لإعادة تدوير شخوصهم المبتورة، وعرضها للطلب في سلال المتاجر الإقليمية، لكن هل غاب عن بال هؤلاء ان بضاعةً هم مادَّتُها المدوّرة تستخدم لمرة واحدة، وللاستخدامات (الرخيصة) شكلا وموضوعا؟!.

ينتقل هؤلاء بعدوى الوقيعة والفرقة بين العرب وفلسطين إلى أوروبا هذه المرة، فالمطلوب منهم استكمال عملية زرع الألغام المصممة والمصنعة في بيت نتنياهو وليبرمان الإسرائيلي، يزرعونها في كل الاتجاهات التي يسير اليها رئيس الشعب الفلسطيني، قائد حركة تحرره الوطنية، محمود عباس ابو مازن وهم يعلمون يقينا انه لا يحمل في قلبه وعقله الى العرب والأوروبيين وكل شعوب ودول العالم الا فلسطين، فلسطين القضية العادلة، فلسطين الدولة، فلسطين الحرية والاستقلال، فلسطين الحضارية، فلسطين الديمقراطية التقدمية التحررية.