رجح وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إصدار رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، عفوا عن الجندي القاتل، إليئور أزاريا، الذي أعدم الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، واعترض على إمكانية استئناف النيابة العسكرية ضد الحكم المخفف الذي صدر على هذا الجندي، بالسجن لمدة 18 شهرا فقط، رغم إدانته بالقتل غير العمد.

وقال ليبرمان في مقابلة أجراها معه موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، إن الحديث "ليس عن عفو، وبالإمكان تقصير (مدة السجن) وهذا ممكن فقط بعد قرار الحكم".

وقدم الجندي القاتل استئنافا ضد الحكم عليه، فيما أعلنت النيابة العسكرية أنها قد تستأنف بدورها على الحكم المخفف. لكن ليبرمان اعتبر أنه "ينبغي أن يستأنف الجيش الإسرائيلي. وعلى الجيش استخلاص العبر فعلا من كل هذا الحدث، وكذلك المواطنين، وأكرر أنه ينبغي أن ندرك أن الحديث يدور عن جندي متفوق وأنه في نهاية الأمر الحديث يدور عن مخرب جاء ليقتل جنودا وعدم الارتباك حيال ذلك".

ومضى ليبرمان أن "مسارا آخر (غير محاكمة الجندي) كان أفضل، ولدينا سوابق عديدة، مثل ’خط 300’ أيضا" في إشارة إلى الجريمة التي ارتكبها اثنان من أفراد الشاباك بقتل فلسطينيين اثنين بعد اعتقالهما أحياء خلال عملية اختطاف حافلة في إسرائيل، ولم تتم محاكمة أفراد الشاباك.

وتطرق ليبرمان إلى تقرير مراقب الدولة حول إخفاقات القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية أثناء العدوان على غزة عام 2014، الذي صدر أول من أمس. وقال ليبرمان إنه "لا أنصح أحدا بالاستخفاف بهذا التقرير. والأمر الثاني هو أن الجيش الإسرائيلي منهمك في استخلاص العبر منذ اليوم الأول بعد الحرب وأعتقد أنه تم تصحيح معظم الأمور.

وتهرب ليبرمان من سؤال حول تصريحاته في الماضي التي دعا فيها إلى إسقاط حكم حماس في غزة، وقال "إننا نريد تحويل غزة إلى سنغافورة" وأن حماس تريد القضاء على إسرائيل، واعتبر أن حماس مرتدعة حاليا. وهدد ليبرمان مجددا بأن إسرائيل سترد بقوة على أي صاروخ يطلق من قطاع غزة، لكنه تهرب مرة أخرى من الإجابة على سؤال حول عدم رد إسرائيل على صاروخ أطلق مساء أمس من القطاع وسقط في شاطئ مدينة أشكلون (عسقلان).

ويذكر أن إسرائيل شنت غارة في القطاع في بداية الأسبوع الحالي، بعد إطلاق تنظيم صغير وهامشي في القطاع صاروخ سقط في جنوب إسرائيل. وفي أعقاب الغارة الإسرائيلية حذرت حركة حماس إسرائيل بأنها سترد على أي غارة إسرائيلية أخرى.