إن أعظم تفسير وتحليل دقيق لوصف حال الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب يتلخص في حديث لنبي الرحمة للإنسانية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام القائل: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» . ؟ وهذا حال ترامب، إن الإسلام دين الرحمة والهداية للعالمين ، ولم يكن للإسلام، وللعرب أو المسلمين أي تاريخ إرهابي دموي يا ترامب، في قتل ملايين الناس !؛ كما لم يكن لهم ناقة ولا جمل ولم يتسببوا في الحرب العالمية الأولى ومن ثمُ الثانية والتي كانت من أكثر الصراعات العسكرية دموية على مر التاريخ البشري، والذي قُدّر إجمالي عدد ضحاياها بأكثر من 60 مليون قتيل ومفقود، مثلوا في ذلك الوقت أكثر من 2.5% من إجمالي تعداد السكان العالمي ، وهذا ردي على ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن بلاده ستهزم ما سماه ووصفه زوراً وبهتانًا وظُلمًا: (الإرهاب الإسلامي)، العازم على تدميرهم حسب وصفه!!. وفي كلمته التي ألقاها ، في القاعدة الجوية الأمريكية في ولاية فلوريدا، شدد ترامب على مصطلح الإرهاب الإسلامي، وكرره أكثر من 5 مرات في كلمته!! وما يتبين لنا أن هذا الرجل لا يعرف التاريخ الإسلامي ولم يقرأ التاريخ، بل جاهل بالإسلام دين رحمة والهداية  للعالمين؛ وللتذكير يا ترامب فإن الإرهاب الغربي في الحقبة الزمنية المتأخرة بدأ بعدما صنع الغرب قنابل الموت النووية وأسلحة الدمار الشامل، الفتاكة، والذي بدأت شرارتها التدميرية الإرهابية بموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي الهالك (هاري ترومان)، حينما قامت الولايات المتحدة بإطلاق السلاح النووي الولد الصغير على مدينة هيروشيما (يوم الاثنين 27 شعبان عام 1364هـ / الموافق 6 أغسطس عام 1945م). ثم تلاها إطلاق قنبلة الرجل البدين على مدينة ناجا زاكي في التاسع من شهر أغسطس، وكانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة النووية في تاريخ الحرب، فقتلت القنابل ملايين البشر من الشعب الياباني....؛ أما عن ما قلته عن الارهاب الإسلامي فيكفينا الرد عليكم من نفس بني جلدتكم ونرميكم من نفس نبالكم وسلاحكم، فلقد قال علماء الغرب والشرق في نبي الإسلام الذي أُرسل رحمةً للعالمين ما يلي: حيث قالت المستشرقة الإيطالية (لورا فيشيا فالغيري)، عن ما وصفته بالإرهاب الإسلامي التالي : "إن الآية القرآنية التي تشير إلى عالمية الإسلام بوصفه الدين الذي أنزله الله على نبيه (رحمة للعالمين)؛ هي نداء مباشر للعالم كله، وهذا دليل ساطع على أن الرسول شعر في يقين كلّي أن رسالته مقدر لها أن تعدو حدود الأمة العربية، وأن عليه أن يبلغ (الكلمة) الجديدة إلى شعوب تنتسب إلى أجناس مختلفة، وتتكلم لغات مختلفة"، وبعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم ؛ ليكون رحمة للعالمين، كلهم رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، بل بعثه الله رحمة حتى لمن لم يؤمن به، وتجلَّت هذه الرحمة في مواقف النبي صلى الله عليه وسلم طوال حياته، ومن أبرزها أنه حين دعا قومه رحمة بهم كذبوه وأذوهُ وطردوه من بلده مكة وحاولوا قتله، ولما تمكن منهم حين انتصر عليهم يوم فتح مكة عفا عنهم، وحين بعث الله له ملكًا من الملائكة ليطبق على الكفار جبلين كبيرين فيهلكوا، قال صلى الله عليه وسلم بل اصبر لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده، قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، فهو صل الله عليه وسلم رحمة للعالمين، لكل الناس، ولكل البشر بمختلف ألوانهم ولغاتهم وتوجهاتهم وأفكارهم ومعتقداتهم وأماكن تواجدهم، ولقد قال العالم الأمريكي (مايكل هارث) :" إن محمدًا صل الله عليه وسلم كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .. وإن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا يخوّله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية "، كما قال الكاتب المسرحي البريطاني: (جورج برنارد شو): "قرأت حياة رسول الإسلام جيداً، مرات ومرات لم أجد فيها إلا الخلق كما يجب أن يكون، وأصبحت أضع محمداً في مصاف بل على قمم المصاف من الرجال الذين يجب أن يتبعوا". وقال: (برتراند راسل) : وهو أحد فلاسفة بريطانيا الكبار والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1950م، قال :"لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية، فالتعاليم التي جاء بها محمد والتي حفل بها كتابه ما زلنا نبحث ونتعلق بذرات منها وننال أعلى الجوائز من أجلها " ، وقال: (توما سكارليل) وهو المصلح الاجتماعي الإنجليزي الذي كان مولعاً بالشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ، وأفرد في كتابه "الأبطال" فصلاً كاملاً للحديث عن الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" واستعرض فيه نواحي العظمة في حياته ورد على افتراءات الكارهين له ولرسالته العظيمة حتى انه اتهم بالتحيز للإسلام، ومما قاله : " قوم يضربون في الصحراء عدة قرون لا يؤبه بهم ولهم فلما جاءهم النبي العربي، أصبحوا قبلة الأنظار في العلوم والمعرفات وكثروا بعد قلة، وعزوا بعد ذلة، ولم يمض قرن حتى استضاءت أطراف الأرض بعقولهم وعلومهم "؛ كما قال الأديب الروسي (ليو تولستوي): " لا يوجد نبي حظي باحترام أعدائه سوى النبي محمد مما جعل الكثرة من الأعداء يدخلون الإسلام "؛ وقال الشاعر والكاتب الفرنسي فولتير : وهو صاحب حركة الاستنارة الفرنسية في القرن الثامن عشر والذي كان يؤمن بالتسامح الديني عندما تحدث عن رسول الإسلام قال : "السنن التي أتى بها محمد كانت كلها قاهرة للنفس ومهذبة لها، فجمال تلك الشريعة وبساطة قواعدها الأصلية جذبا للدين المحمدي، أمماً كثيرة أسلمت" ، وقالت الدكتورة (زيجرد هونك) الألمانية : " أن محمد والإسلام شمس الله على الغرب. كان رسول الإسلام يعرف أن المرأة ستجد طريقها بجوار الرجل ذات يوم، لذا آثر أن تكون المرأة متدينة، لها لباس معين، حتى تقي نفسها شر النظرات وشر كشف العورات ورجل بهذه العبقرية لا أستطيع أن أقول إلا أنه قدم للمجتمع أسمى آيات المثالية وأرفعها وكان جديرا أن تظل الإنسانية مدينة لهذا الرجل الذي غيَّر مجرى التاريخ برسالته العظيمة "؛ وقال المفكر الفيلسوف: (لا مارتن) : النبي محمد علية الصلاة والسلام هو النبي الفيلسوف المحارب الخطيب المشرع قاهر الأهواء وبالنظر إلى كل مقاييس العظمة البشرية أود أن أتساءل هل هناك من هو أعظم من النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بالطبع لا يوجد ولن يوجد . وقال " إدوارد جيبون " وسيمون أوكلي " في كتاب " تاريخ الإمبراطورية العربية الإسلامية " طبعة لندن ( 1870 ) ص 54 : " لا إله إلا الله محمد رسول الله هي عقيدة الإسلام البسيطة والثابتة . إن التصور الفكري للإله ( في الإسلام ) لم ينحدر أبداً إلى وثن مرئي أو منظور، ولم يتجاوز توقير المسلمين للرسول أبداً حد اعتباره بشرًا ، وقيدت أفكاره النابضة بالحياة شعور الصحابة بالامتنان والعرفان تجاهه ، داخل حدود العقل والدين "؛ وقال المستشرق الكندي الدكتور:( زويمر الكندي) في كتابه (الشرق وعاداته): إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.

 

وقال (برناردشو) الإنكليزي : وله كتاب مؤلف أسماه (محمد)، وقد أحرقته السلطة البريطانية قال : " إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا). وقال المستشرق: (سنرستن الآسوجي)، أستاذ اللغات الساميّة :" إننا لم ننصف محمداً إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصراً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ "، وقالت : (آن بيزينت ): "في حياة وتعاليم محمد من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء، ورغم أنني سوف أعرض فيما أروي لكم أشياء قد تكون مألوفة للعديد من الناس فإنني أشعر في كل مرة أعيد فيها قراءة هذه الأشياء بإعجاب وتبجيل متجددين لهذا المعلم العربي العظيم؛ وقال (مايكل هارت) : في كتابه مائة رجل من التاريخ: إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي. فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته، ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها؛ وقال ديوان شند شرمة في كتابه: " أنبياء الشرق:، " لقد كان محمد روح الرأفة ورسول الرحمة الواسعة، وقال الفرنسي غوستاف لوبون:" إن محمداً صلى الله عليه وسلم رغم ما يشاع عنه (يعني من قبل المخالفين له في أوربا) قد ظهر بمظهر الحلم الوافر والرحابة الفسيحة إزاء أهل الذمة جميعا "؛ وقال المسيو جانسبيرو السويسري: "إنه مهما زاد الإنسان اطلاعاً على سيرة محمد النبي (عليه الصلاة والسلام) لا بكتب أعدائه وشانئيه بل بتأليفات معاصريه، وبالكتاب والسنة، إلا وأدرك أسباب إعجاب الملايين من البشر في الماضين وحتى الآن بهذا الرجل، وفهم علة تفانيهم في محبته وتعظيمه " وقال القس لوزان : بعد بيان عن أوصاف محمد صلى الله عليه وآلة وسلم: " ف محمد صلى الله عليه وآله وسلم بلا التباس ولا نكران من النبيين والصديقين، بل وإنه نبي عظيم جليل القدر والشأن، لقد أمكنه بإرادة الله سبحانه تكوين الملة الإسلامية وإخراجها من العدم إلى الوجود، وراموا بجدهم سلطنة الرومان، وقطعوا برماحهم دابر أهل الضلالة إلى أن صارت ترتعد من ذكرهم فرائض الشرق والغرب " ، وقال كارل ماركس : " هذا النبي افتتح برسالته عصرا للعلم والنور والمعرفة ، حري أن تدون أقواله وأفعاله بطريقة علمية خاصة ، وبما أن هذه التعاليم التي قام بها هي وحي فقد كان عليه أن يمحو ما كان متراكما من الرسالات السابقة من التبديل والتحوير "؛ وقال فارس الخوري : " إن محمدا أعظم عظماء العالم ، والدين الذي جاء به أكمل الأديان "، وقال الفيلسوف الفرنسي (كارديفو) : "إن محمداً كان هو النبي الملهم والمؤمن، ولم يستطع أحد أن ينازعه المكانة العالية التي كان عليها ، إن شعور المساواة والإخاء الذي أسسه محمد بين أعضاء الكتلة الإسلامية كان يطبق عمليا حتى على النبي نفسه"؛ وقال العالم الهندوسي ت.ل. فسواني: بعنوان: "إجلال فسواني لمحمد": ( تأملت في أمر محمد صلى الله عليه وسلم فتعجبت من هذا الرجل العظيم الذب نشأ بين أولئك القوم ، المختلي النظام ، الفاسدين الأخلاق ، العابدي الأحجار ، هذا الرجل محمد وقف تقريبا وحده ، شجاعا متحديا غير هياب ، ولا وجل في وجه التوعد بالقتل فمن الذي أعطاه تلك القوة التي قام بها كأنه بطل من أبطال الحرب حتى استمعوا له بعد الإعراض لكلامه ؟ فمن أين جاء سحر بيانه حتى أعتق العبيد وساوى بين النبلاء وبين الصعاليك المنبوذين ، حتى صاروا إخوانا وخلانا ؟. ونحن هنا في الهند إلى الآن لا نزال نقتتل لأجل جواز لمس بعضنا بعضا أو عدمه ، لا نزال عاجزين عن إباحة الدخول في بيوت الآلهة _الأصنام والأوثان_ للمنبوذين من أبناء جلدتنا . من أين استمد الرجل محمد صلى الله عليه وسلم قوة حياته الغالية ؟ والهند إلى الآن مصابة بمصيبة شرب الخمر، والرجل محمد اقترح كما تقول الكتب القديمة (يشير إلى القرآن) مقاطعة الخمر ومقاطعة كل شرب مسكر ، فقام أصحابه وألقوا دنان الخمور في أزقة المدينة وحطموها تحطيما ، ولقد كان تصرف محمد في قومه كالتنويم المغناطيسي ، فمن أين جاء سر هذه القوة؟ ألم تر أن قومه كانوا أشتاتا قد عمتهم الفوضى فألف بين قلوبهم وجعلهم أمة واحدة ، وكانوا في التوحش فأنقذهم ورفع مقامهم، وجعلهم عظماء أقوياء في أعين الأمم كلها، وأصبحت آخذة بيمينها مصباح التهذيب والرقى ، إن التهذيب العربي هو الذي أنشأ في آسيا و أوروبا نشأة جديدة وإنسانية جديدة)؛ وفى الختام قال العالم:(فسواني) : (إليك يا محمد أنا الخادم الحقير ، أقدم إجلالي وتعظيمي بكل خضوع وتكريم ، إليك أطأطئ رأسي فإنك لنبي حق من عند الله، و قوتك العظيمة كانت من عالم الأزلي الأبدي) وجئت بالإسلام دين الهداية ورحمة للعالم أجمع، وقال جرجس سال في كتابه "مقالة في الإسلام ": " إن محمد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم كان صالح الأخلاق ولم يكن على الشر والخبث كما يصفه خصومه " ثم قال :(قال جيبون : عقيدة محمد خالصة ليس فيها لبس ولا إبهام والقرآن شاهد عدل وبرهان قاطع على وحدانية الله سبحانه، والإسلام يا ترامب دين رحمة للعالمين وليس إرهاب ولذلك اسمع ما يلي من الحديث الشريف الصحيح كيف كانت أخلاق وتعاليم الإسلام زمن الحرب وليس السلم: ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيوشه قال: ( اخرجوا بسم الله، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع )، وذكر ابن هشام في السيرة النبوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عندما أرسله إلى قبيلة كلب النصرانية الواقعة بدومة الجندل، فقال له: ( اغزوا جميعًا في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، لا تَغُلُّوا، ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمَثِّلُوا، ولا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، فهذا عَهْدُ اللهِ وسيرة نبيّه فيكم )، ولم يكن رسول الله صل الله عليه وسلم ينقض العهود أو يغدر بأعدائه، وإذا وضعت الحرب أوزارها، ووقع قتلى وأسرى من الكفار، راعى النبي صلى الله عليه وسلم معاني الرحمة والكرامة الإنسانية مع أعدائه، فأوصى بالأسرى خيرا، ونهى عن التمثيل أو تشويه جثث القتلى، فقال صل الله عليه وسلم ـ: ( استوصوا بالأسرى خيرا )، ونهى عن قتل النساء والصبيان)؛؛ فيا ترامب : هذه دعوى نعلنها للناس في مشارق الأرض ومغاربها، بأن هذا الدين، ليس عدوا لأحد من البشر، وإنما هو رحمة للعالمين، ونحن نؤمن بذلك إيمانا صادقا لا يشوبه شك، لثلاثة أمور: الأمر الأول: اعتقادنا الجازم بأن القرآن حق، وأن الرسول صل الله عليه وسلم حق، وأن الإسلام هو الدين الحق الذي يعتبر كل ما يخالفه من الأديان والمبادئ باطل وليس بحق.. الأمر الثاني: دلالة الواقع التاريخي في العصور التي طبق فيها الإسلام على صحة ما نقول. فقد سعد الناس الذين حظيت بلدانهم بدخول المسلمين فيها بما، لم يكونوا يحلمون بع من العدل والرحمة والحضارة، في ظل الإمبراطوريات اليونانية والفارسية والرومانية، والشاهد على ذلك أن غالب تلك الشعوب أصبحت تدين بالإسلام، بالدعوة المجردة من السلاح في أغلب المعمورة، ولم يستعمل المسلمون السلاح إلا عندما وقف الطغاة المستبدون ضد حرية الدعوة وضد سماع شعوبهم الحق سواء آمنوا به أم لا؟ والدليل على ذلك قلة الشعوب التي فتحها المسلمون عنوة، وكثرة الشعوب التي دخلت في الإسلام عن طريق التجار والدعاة المخلصين... في بلدان آسيا وأفريقيا وغيرها. الأمر الثالث: المقارنة النظرية بين ما تضمنه القرآن والسنة والسيرة النبوية، وأبواب التشريع الإسلامي في كتب الفقه وغيرها، عن حقوق الإنسان، رجلا وامرأة، صغيرا وكبيرا، فردا وأسرة، ومجتمعا؛؛ ويا ترامب: الاسلام ليس دين إرهاب فهذا تشويه لحقائق الإسلام وتجني عليه، وأنا أدعوك لتقرأ القرآن الكريم ولتقرأ تاريخ الإسلام الصحيح، فُربما تسلم لو قرأت ببصيرة وتصبحون وقتها بفضل استجابتكم للإسلام الوسطي السمح قادة العالم بحق، تنشرون فيه وفي أوطانكم الأمن والسلام، والأمن بدلا من نشركم الفجور والظلم والعدوان والبغي بغير الحق، فلقد خدعكم وخانوكم وكذَبُوكم، من قال لكم بأن الإسلام دين الإرهاب؟!! بل العكس صحيح تمامًا فالإسلام دين السلام والتسامح والرحمة والمحبة والإخاء والعفو والصفح واللين، والأمن والأمان في الدنيا والأخرة.